طرح الكاتب السعودي رجا العتيبي من خلال حسابه في تويتر عدداً من التساؤلات حول مفهوم الدراما مستشهداً بعدد من الأعمال السعودية والخليجية: 1 إذا كانت الدراما رسالة، تهدف إلى مناقشة الواقع وإصلاحه، وتبصير الناس بمشكلاتهم، على حد تعبير الكثير، فلماذا لم يصلح القصبي والسدحان وعامر مشكلاتهم بينهم بحكم تأثير الدراما عليهم طوال كل هذه السنين؟ لماذا يكون القاضي هو الحكم الفصل في مشكلاتهم حول علامة (طاش ما طاش)؟ 2 هذا الأسبوع ظهرت مشكلات بين مدير أعمال حياة الفهد الإماراتي يوسف الغيث ومحمد العدل مخرج مسلسل أم هارون. مشكلات تناقلتها السوشال ميديا، اتضح منها أن المخرج يحمل رسالة خاصة به، فيما جاءه الرد قاسيًا. ولو رحت تعد المشكلات بين أطقم الأعمال الدرامية محليا وخليجيا لوجدت الكثير. 3 السؤال إذن: إذا كان طاقم العمل الدرامي لا يستطيعون حل مشكلاتهم بينهم فكيف يمكن أن يجدوا حلولاً لمشكلات المجتمع؟ لماذا يؤكدون باستمرار أنهم يحملون رسالة؟ 4 هل (الدراميون) رسل حب وسلام وحل مشاكل؟ أسئلة علينا أن نطرحها بشكل واضح ودقيق؛ لنبدد كثيرًا من المفاهيم المغلوطة عن الدراما. ليس الحديث موجهًا ضد أحد بعينه، ولكنه موجّه لإدراك مضامين الدراما وعلاقتها بالفن. 5 سؤال آخر: لماذا لم يحتفِ البعض بمسلسل (مخرج 7) الذي يعرض حاليًا على قناة الMBC؟ رغم أنه يناقش مشكلاتنا الاجتماعية بشكل مباشر وصريح؟ لماذا ترك المنتقدون المشاكل والحلول وركزوا على السيناريو: يتساءلون عن الصراع، والدهشة، الشخصيات.. 6 أليس من الأولى أن يسعد المشاهدون بأن الحلقات تعكس مشكلاتهم لحلها من قِبل المعنيين -حسب مبدأ الدراما رسالة-. هناك سؤال طُرح من 2300 ق.م : هل الدراما معنية بهموم الناس؟ فعلاً سؤال حقيقي. 7 مَنْ يقُل: إن الدراما رسالة ويقف يحتَج إلى أن يراجع نظرية الدراما وعناصرها ومعاييرها، وعليه أن يراجع مفهوم الفن، وضرورة الفن، ونظرية الفن. لا يمكن أن تدخل مجالاً من المجالات وأنت لا تعرف نظرياته وأسسه وكتبه ونماذجه، ونجومه وتاريخه. 8 ومن يدخل معترك الدراما ليتعلم من مبدأ (الخطأ والصواب) فإن أخطاءه ستكثر. وسط وعي كبير وإدراك شاسع لدى المتلقي الذي بات يعيش في عالم من الدراما؛ فأينما ذهب يجد دراما بأعلى مقاييسها؛ ما طبع في ذهنه نماذج درامية عليا، لا يرتضي غيرها بديلاً. 9 الزميل الفنان/ فيصل العمري، اقترح كتابة أمثلة تبين مفهوم الدراما، وهذه بعض الأمثلة: مثال: أ أنت ساكن مع عائلتك في حي سكني، جاركم اللي على اليمين يمثل عالماً مستقلاً بذاته عن عالمكم. صح. طيب، لنتخيل: أن عائلتكم هي العالم الحقيقي، وجاركم هو العالم المتخيل (يتبع). ب أنت وعائلتك تسمع وتشاهد: أبناء جاركم في حالة صراع وقصص وتحول في الشخصيات وإرادات متضاربة، غموض، مفاجآت، تشويق، أنت وعائلتك تشاهدون جاركم بكل أحداثه كعالم مستقل. بمعنى ما فيه تداخل مباشر بينكم وبينه (يتبع). ج جاركم يمثل الدراما (عالم مستقل). عن العالم الحقيقي الذي نعيشه. إذن الدراما: عالم متخيل مستقل، بإزاء العالم الحقيقي. على الكاتب أن يتخيل عالماً مستقلاً فيه بشر وصراعات ودوافع وإرادات ليس فيه أي إشارة للعالم الحقيقي لا نصح ولا إرشاد ولا توجيه ولا حل مشاكل (يتبع) . ه في العالم (الدرامي) بشر مثلنا، يمرون بألم، وصراعات، عنصرية، وجهل، وتطور، ولكن كل ذلك على مستوى العالم نفسه، عالم مثلنا، على مستوى الشخصية الدرامية. يعيشون مثلنا (محاكاة) وليس (نقل حرفي). انتهى و أفلام تتحقق بها شروط الدراما: فيلم هاري بوتر، فيلم ملك الخواتم، وقس على ذلك. أفلام (عالم مستقل بذاته). رجا غازي العتيبي