بدأ عدد قليل من المدارس الأهلية بالمملكة تقديم خصومات خاصة للعام الدراسي المقبل تصل إلى 50 %، وربط بعضها الخصومات بسرعة تسديد المتأخرات للعام الحالي، وحتى نهاية الفصل الدراسي الثاني للعام الحالي الذي توقف بعد نهاية الأسبوع الثامن من الدراسة بقرار رسمي من الدولة كإجراء احترازي ووقائي من مرض كورونا المستجد، وذلك من بداية شهر مارس الماضي. وكانت وزارة الاستثمار قد وجهت استفسارا رسميا لوزارة التعليم، حول الرسوم الدراسية في المدارس الأهلية والأجنبية، وتوقف بعض أولياء أمور الطلاب والطالبات عن دفع الرسوم الدراسية بحجة توقف الدراسة، كما استفسرت عن وجود أي توجه لوزارة التعليم بحسم جزء من هذه الرسوم الدراسية، فردت عليها الأخيرة، ببرقية عاجلة ورسمية، موقعة من معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، ووجهت لمعالي وزير الاستثمار الدكتور خالد الفالح، وحصلت الرياض على نسخة منها، أنه لم يصدر من وزارة التعليم أي توجيه رسمي يتعلق بحسم نسبة من الرسوم الدراسية للفصل الدراسي الثاني، أو ما شابه ذلك، وفي الوقت نفسه تسعى الوزارة إلى مبادرات لدعم جميع المدارس الأهلية والأجنبية وتشجيعها على تقديم خصومات بمبادرات منها. وشددت على أن الوزارة تسعى لأن يكون هناك مبادرات ذاتية من المدارس الأهلية تتعلق بخصم نسبة محددة من الرسوم الدراسية لأبنائنا الطلاب والطالبات، كمبادرة يقدمها قطاع التعليم الأهلي للوطن وأبنائه خلال هذه الفترة، وأكدت الوزارة أنها لا تتدخل في جانب الرسوم الدراسية وفقاً للوائح والأنظمة القائمة لديه، عدا ما قضى به مجلس الوزراء رقم 377 وتاريخ 21 /7/ 1433، بأن تتولى وزارة التعليم مراجعة الرسوم الدراسية المقررة من المدارس الأهلية، وذلك وفقاً لما تضعه الوزارة من ضوابط في هذا الشأن، وللوزارة طلب تعديل تلك الرسوم بما يتوافق مع تلك الضوابط. ونوهت إلى أن العلاقة التعاقدية بين المدارس الأهلية والأجنبية، وولي أمر الطالب، تعد من العقود المدنية التي يتم أبرامها باختيار الطرفين فقط، وتخضع النزاعات الناشئة عنها لسلطة القضاء العام، مما يجعلها خارج اختصاص الوزارة، وبذلك فوزارة التعليم لا تتدخل في عملية تحصيل الرسوم الدراسية بأي حال من الأحوال، وأن مسألة تحصليها يتم من قبل المدارس الأهلية والأجنبية، وفق الآلية المحددة لكل مدرسة والواردة في العقود المنظمة لذلك. وطالب عدد من أولياء الأمور وزارة التعليم بضرورة تفعيل مبادرتها لحث وتحفيز جميع المدارس الأهلية والأجنبية، لتقديم خصومات فعلية، سواء للفترة الماضية للفصل الدراسي الثاني الذي حضر الطلاب والطالبات فيه فقط الثلث الأول من الفصل، وكانت الدراسة على مدار ثلثي الفصل عن بعد، وبعض المدارس قام بدور ملحوظ في المتابعة اليومية لطلابها وطالباتها، ولكن هناك أخرى اكتفت برسائل قصيرة أسبوعية للتذكير بالمتابعة للتعليم عن بعد عبر منصة عين التي تشرف عليها رسمياً وزارة التعليم، عبر تكلفيها لمعلمين ومعلمات يقدمون الحصص اليومية عبر المنصة، وتواصلت حتى شهر رمضان الحالي، ونوه عدد من أولياء الأمور بمبادرة بعض المدارس الأهلية، رغم قلتها حتى الآن، بتقديم خصومات لمن يستمر معهم للعام المقبل، وخاصة للملتزمين بالسداد للعام الدراسي الذي ينتهي في الشهر الحالي. وقال آخرون إن المدارس الأهلية استفادت من مبادرة الدولة لدعم القطاع الخاص، خلال أزمة وجائحة كورونا، وخاصة من خلال حزم الرواتب التي تقدم للمعلمين والمعلمات السعوديين والسعوديات، عبر صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف"، ومن خلال مبادرات الدولة الأخرى التي خصصت لجميع جهات القطاع الخاص، وبذلك فهي ملزمة أن تقدم خصومات عن الفصل الدراسي الثاني، أو خصومات واضحة ومعلنة للجميع لمن يرغب من أولياء الأمور للعام المقبل. يذكر أن عدد المدارس الأهلية بالمملكة يقارب 5500 مدرسة، وعدد الطلاب والطالبات فيها ارتفع من 550 ألف طالب إلى مليون تقريبا في الخمس سنوات الأخيرة، من إجمالي 6 إلى 7 ملايين طالب على مستوى المملكة.