انتهت النجمة القديرة حياة الفهد من تصوير مسلسل «أم هارون»، حيث يتوقع الكثير من النقاد أن يقطف ثمار نجومية رمضان المقبل، نظراً لما يمتلكه من قيم فنية جديدة على الساحة الدرامية، جلها عن ثقافة اليهود في الخليج. «أم سوزان» كما يحلوا للكثيرين تسميتها، تمارس نجوميتها منذ أكثر من أربعين عاماً، تخوض في كل سنة صراعات وأفكاراً تقدم من خلالها أعمالاً نوعيةً ذات معانٍ حضارية، تسلط الضوء فيها على البيئة الخليجية والاجتماعية المعاصرة، جديد حياة الفهد، تقديم «كركتر أم جان» الولّادة اليهودية، كما تقول «أم سوزان» أنها لم تمثل مسلسلاً وثائقياً، بينما هي تلعب دوراً آخر تستفيد منه في تقمص الشكل الخارجي ل»أم جان»، بعيداً عن شخصيتها وأحداثها. حياة الفهد على الجانب الإنساني، بادرت في مشاركتها للحفاظ على المجتمع الكويتي بمبلغ مليون وثلاث مئة ألف ريال دعماً للجمعيات في الكويت. عن مسلسل «أم هارون» وعن تجاربها في الساحة الفنية الخليجية، والسعودية خاصة، كان لنا معها هذا الحوار:* أهلاً وسهلاً فيك، «أم سوزان» بين صفحات جريدة «الرياض» مرّة أخرى؟ * أهلاً وسهلاً في جريدة «الرياض» وفي قرائها الأعزاء، يسعدني أن أكون معكم لنتناول كل جديد في الساحة. * حدثيني عن دورك في مسلسل «أم هارون»، هل هو تقمص فعلي لمسيرة اليهودية «أم جان»، أي هل سيكون وثائقياً، أم أنكِ ستقدمين من خلاله أفكاراً أخرى؟ * أبداً ما يشاع غير صحيح في أنني ألعب دوراً وثائقياً تقليدياً، فالشخصية التي أقدمها في مسلسل «أم هارون»، بعيدة كلياً عن حياة الشخصية اليهودية «أم جان» ولا تمثلها من الداخل إطلاقاً، لكنني تقمصت شكلها الخارجي من الأزياء فقط. والخطوط الاجتماعية التي كانت تدور أنذاك. التأخير في عملية إنتاج المسلسلات قبل رمضان.. قد يفشلها تقمصت أزياء «أم جان»، ولم أدخل في صلب شخصيتها * كيف بدت فكرة العمل، وكيف قرأتِها؟ * فكرة العمل جديدة على سطح الدراما الخليجية، تتحدث عن مجموعة أفكار إنسانية واجتماعية وسياسية. ويحوي العمل الكثير من القضايا والتشويق، من جميع النواحي، إن كانت الفكرة وكتابة النص أو الإخراج، وكذلك لا نبخس دور الفنانين في العمل فهم نجوم ولهم جماهيريتهم، وعلى ما يبدو أن هذه الأفكار الجديدة مع كوكبة النجوم على شاشة كل العرب «MBC»، ستكون معطيات داعمة للنجاح. * ألا تظنين أن دور «أم هارون» مجازفة، قد تؤثر على مسيرتك الفنية الطويلة؟ * مطلقاً، فالحقيقة أن أي عمل فني هو إنسانيٌ بشكله العام، لذا نحن الفنانين مسؤولون عن أي عمل إبداعي نقدمه، وبالتالي مسلسل «أم هارون» ليس فيه أي نوع مما تطرقت إليه، مثله مثل أي عمل إبداعي آخر، فهو يحمل العديد من القضايا والخطوط الدرامية، لكن الفارق أنه عمل عن اليهود والمسيحيين الذين كانوا يعيشون بيننا في الخليج، وهو أمر لا يعيب ولا يقلل منا، لأنهم وبصراحة كانوا يعيشون معنا وبيننا وموجودين في الخليج ولا يستطيع أحد نكرانه. * هل أنتِ سعيدة بمسلسل «أم هارون»؟ * «تضحك».. طبعاً يا عبدالرحمن، سعادتي لا توصف فهو عمل كبير ومختلف، أحببتُ أن أقدم شيئاً جديداً في الساحة، ويستفيد منه الجمهور ويثري ثقافتنا أيضاً، وقبل أن أوافق على دور «أم هارون» والتي تمثل في شكلها الخارجي «أم جان»، قمت بعملية بحث وقرأت عدّة تقارير عن اليهود الذين كانوا يعيشون في الخليج، استنتجت من خلالها الأفكار وتواصلهم داخل المجتمع والأزياء وأشياء أخرى، هذا كله استمددته من عملية البحث المستفيضة شملت شخصية «أم هارون» التي استوحينا فكرتها من الخارج عن الولاّدة «أم جان» يهودية من أصول تركية تعلمت توليد الأطفال في العراق وعاشت في البحرين برفقة زوجها الهندي المسيحي، القصة مليئة بالخطوط الدرامية والخيال والتشويق، لأن العمل مذهل ومليء بالأفكار والخيال. * كيف تجاوزت محنة فيروس «كورونا» أثناء عملية الإنتاج، خاصة وأن الجميع ملتزم وماكث في «البيت»؟ * نحنُ بدأنا العمل والتصوير بشكل مبكر، جهزنا كل شيء قبل أن تغلق الطرق، وقبل أن يكون هناك «منع للتجول»، أنا في كل الأحوال ملتزمة بالقوانين، ولا يمكنني مخالفتها وليس من طبعي، إضافة إلى أن ما يصدر من تعليمات تنصب كُلها في صالح المجتمع بشكل عام وللحفاظ عليه، لكن على ما يبدو بقيت الحلقة الأخيرة التي عمل لها المونتاج مؤخراً، راجية أن يوفق العمل وينجح بشكل كبير.. أتمنى دعواتكم. * الكل يسأل متى تبدأ حياة الفهد تصوير أعمالها، وهل التأخير يساهم في «ربكة» الإنتاج؟ * لدينا قاعدة، أن تبدأ مبكراً في إنتاج العمل، وتكسب كل الوقت، أفضل من تصويره في وقت متأخر، ربما يتسبب ذلك في تقديم عمل على ما يبدو ناقصاً، العجلة وحدها قد تلقي بظلالها على سير وعملية الإنتاج. لكن في كل الأحوال، نحنُ إذا وجدنا النص المحفز، نبدأ في عملية الإنتاج والتصوير بعد عرض عملنا السابق «الذي قبله مباشرة»، تجدنا نتجهز في نهاية شوال وننتهي من تصوير العمل قبل شهرين من رمضان القادم، وهذه طريقتنا، حيث انتهينا في «أم هارون» بشكل مبكر. وأسأل الله أن تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي ويرفع البلاء عن العالم أجمع وتفتح المساجد ونعتمر. لكن بودي أن أوجه كلمة للإخوة المنتجين والفنانين الذين لم يستطيعوا تصوير أعمالهم بسبب جائحة كورونا، أن الله يعوضهم خيراً «ومعذورين». * ماذا تتوقعين للفنانين السعوديين، خاصة بعد الدعم والانفتاح الفكري؟ * أكيد، أتمنى النجاح لكافة الفنانين السعوديين، وأن تأخذ أعمالهم حقها في العرض والنجاح، السعودية لديها قاعدة متينة من الثقافات المتعددة والحضارة الممتدة إلى قرون من الزمن، أرضيتهم صلبة يستطيعون تقديم ما يلفت الانتباه، وكلنا نثق في قدراتهم، ولا ننسى أن معي في مسلسل «أم هارون»، فنانون من السعودية كالعزيز الغالي «عبدالمحسن النمر والجميلة إلهام علي»، وكذلك تشكيلة فسيفسائية من الفنانين بالخليج والوطن العربي، الذين أتمنى لهم النجاح دون استثناء. * على «طاري» الفنانين السعوديين، هل تذكرين الأعمال المنتجة بالمملكة؟ o بكل تأكيد، أذكرها كما أذكر كل أعمالي، في نهاية تسعينيات القرن الماضي كانت لي مشاركة، في مسلسل «العولمة»، تبعه عمل «عد واغلط» في «2001»، وأخيراً فيلم «نجد» الخارج من البيئة السعودية الأصيلة، والذي قدمنا فيه ملحمة تراثية مختلفة، ساهمت في تحقيق عدة جوائز ونجح بشكل باهر. * هل تتابعين الحركة الفنية السعودية، وكيف تنظرين إليها؟ * حسب ما يسمح الوقت أتابع ما يتاح أمامي، وعموماً لست معتادة على أن أبدي رأيي في أعمال الغير والتي لم أشارك فيها أصلاً. الفنانة القديرة حياة الفهد في شخصية اليهودية «أم جان» حياة الفهد مع أبطال العمل ويبدو عبدالمحسن النمر وإلهام علي