خفضت عملاقة الطاقة في العالم شركة أرامكو السعودية حجم صادراتها البترولية المخصصة لآسيا بواقع مليوني برميل يومياً إلى 4 ملايين برميل في اليوم لمايو القادم انخفاضاً من الحجم التعاقدي الكامل البالغ 6 ملايين برميل يومياً. في وقت تلقت آسيا 5,436 مليون برميل بترولي في اليوم لعام 2019 بزيادة نحو 200 ألف برميل عن 2018. وبموجب اتفاقية أوبك+ الجديدة، تعهدت المملكة بخفض إمداداتها النفطية للعالم إلى 8.5 ملايين برميل يوميًا في مايو ويونيو من خط أساس قدره 11 مليون برميل يوميًا، ما يعني التزام المملكة بخفض 2,5 مليون برميل يومياً، وكذلك الحال روسيا بنفس القدر، من إجمالي طاقة الخفض المتفق عليها عند 9,7 ملايين برميل يومياً لمايو ويونيو. ووزعت حصص خفض الإنتاج بالتساوي بنسبة 23 % بين كافة الدول المعنية بصفقة الخفض التاريخية، التي تضم دول أوبك بقيادة المملكة من جهة، والدول من خارج أوبك بقيادة روسيا من الجهة الأخرى، إضافة إلى خفض طوعي بمبادرات من دول مجموعة العشرين، وتمكن الحلف الذي يضم 23 دولة من إعادة خفض الانتاج بعد أن لم تتمكن أوبك وحلفاؤها من التوصل إلى اتفاق في مارس الماضي. ومن تخفيض الشحنات الآسيوية إلى تخفيض الأسعار التي استهدفت اسيا حيث أعلنت أرامكو عن أسعار نفطها لشهر مايو بتقديم خصومات أكبر للعملاء في آسيا. وفي السوق الآسيوي ذاته خفضت أرامكو مرة أخرى أسعار البيع الرسمية لشحنات خامها المتجهة إلى آسيا بكافة درجاته حيث حددت أرامكو فروق الأسعار لنفطها الخام العربي الخفيف المتجهة إلى آسيا عند ناقص 7.30 دولارات للبرميل، على متوسط خام دبي وعمان لشهر مايو. وهذا هو ثاني خفض شهري للمملكة على التوالي بعد أن خفضت أسعار النفط الخام بمقدار 5-8 دولارات للبرميل لشهر أبريل الجاري. وحددت أرامكو فروق أسعار البيع الرسمي لنفطها الخام العربي الخفيف جداً، والمتوسط، والثقيل إلى آسيا في مايو عند نفس المستوى ناقص 7.40 دولارات للبرميل ما يؤدي إلى تساوي مزايا الجودة لدرجاتها الخام الأخف مقابل الدرجات الثقيلة. بينما تم تحديد فروق أسعار البيع الرسمي لنفطها الخام العربي الخفيف الممتاز عند ناقص 3.65 دولارات للبرميل بانخفاض قدره 5.50 دولارات للبرميل عن أبريل لآسيا. وبشكل عام، خفضت أرامكو أسعار البيع الرسمية لآسيا بمقدار 2.95 دولار للبرميل إلى 5.50 دولارات للبرميل في الفترة من أبريل إلى مايو، وتوقع التجار تخفيضات لجميع الشحنات إلى آسيا ما بين دولار واحد إلى 4 دولارات للبرميل، حسبما أظهرت الدراسة الاستقصائية التي أجرتها «قلوبال بلاتس». ومن الواضح بأن حسبة أرامكو بخفض الشحنات الآسيوية منطقية في وقت تزايد عدد المصافي الآسيوية التي خفضت معدلات التشغيل، وقالت مصفاة «سريراتشا» التايلاندية إنها خفضت معدلات التشغيل بنحو 20 % استجابة لتراجع الطلب على منتجات النفط المكرر، حسبما قالت مصادر في السوق التي أشارت إلى أن المصفاة التي تشكل حوالي 21 % من طاقة التكرير في تايلاند ويمكنها تلبية 35 % من متطلبات المنتجات البترولية للبلاد، تأتي ضمن قائمة متنامية من الشركات في آسيا التي تخفض الإنتاجية على الرغم من الأسعار الرخيصة لخام الشرق الأوسط الحامض. وتفكر العديد من المصافي الهندية في تخفيضات التشغيل بعد تراجع الشهية للخام الحامض في آسيا الذي قاد هوامش العقود الآجلة النقدية لخام دبي لشهر يونيو، وهو مقياس رئيس للطلب الفوري في السوق، إلى أدنى مستوى على الإطلاق في آسيا بخصم قدره 7.96 دولارات للبرميل. وقال المشاركون في السوق إن الطلب على المنتجات الثقيلة في الصيف مثل البنزين والديزل قد تم القضاء عليه تقريباً في آسيا وسط عمليات الإغلاق الشاسعة المتعلقة بأزمة كورونا.