انخفض النفط الخام من أعلى مستوياته في خمسة أسابيع أمس مع ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأميركي، ليطغى على المخاوف المرتبطة بالتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتخفيضات الإنتاج الحالية التي تهدف إلى دعم الأسعار. وتراجع خام القياس العالمي مزيج «برنت» 20 سنتاً أو 0.36 في المئة عن سعر الإغلاق السابق، ليصل إلى 55.78 دولار للبرميل. وكان «برنت» قفز إلى أعلى مستوياته منذ 7 آذار (مارس) عند 56.16 دولار للبرميل. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 15 سنتاً أو 0.3 في المئة إلى 52.93 دولار للبرميل، بعدما لامس أعلى مستوياته في خمسة أسابيع عند 53.23 دولار للبرميل. وصعد برنت في كلّ من الجلسات الست السابقة، بينما ارتفع الخام الأميركي على مدى الأيام الخمسة الماضية. وبلغت مخزونات الخام الأميركية مستويات قياسية في مركز التخزين في كاشينغ في ولاية أوكلاهوما وعلى ساحل الخليج الأميركي في الأسابيع الأخيرة، وفقاً لما تشير إليه بيانات الحكومة الأميركية. لكن السوق انتعشت بفعل التوترات التي أعقبت الضربة الصاروخية الأميركية على سورية وإغلاق جديد لأكبر حقل نفطي في ليبيا. وتعهدت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) وبعض كبار المنتجين خارجها، بخفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يومياً في الأشهر الستة الأولى من 2017، للتخلص من فائض المعروض. لكن بيانات التداول على منصة «تومسون رويترز» (ايكون)، تُظهر تجاوز إمدادات المعروض للطلب في معظم 2017 رغم تخفيضات «أوبك» والمنتجين المستقلين. وفي السياق، نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قوله أمس، إن روسيا ستبدأ قريباً مشاورات مع منتجي النفط لديها بشأن إمكان تمديد اتفاق خفض الإنتاج المبرم مع «أوبك». وقال نوفاك إن القرار النهائي سيتوقف على تطورات الوضع في سوق النفط في نيسان (أبريل) وتوقعات أيار (مايو) وحزيران (يونيو). إلى ذلك، تعتزم «أوبك» ووزارة الطاقة الإماراتية تدشين المرحلة الأولى من مشروع قاعدة بيانات عالمية جديدة للنفط والغاز الأسبوع المقبل، بهدف تطوير أداة سهلة لتحليل معلومات الطاقة وإتاحة مزيد من الشفافية. ونقل بيان صادر من «أوبك» أن المشروع «سيتضمن مجموعة من أدوات التحليل عالية المستوى، ويوظّف مناهج تعتمد على البيانات وتقنيات تحليل فعالة وإحصائية». وأفادت المنظمة بأن «من المقرر ربط المشروع بقواعد بيانات سوق النفط العلنية المتاحة، وإنه سيقارن المعلومات بين شتى الدول والتدفقات والمنتجات، وسيجري توسيعه في المستقبل». وتوافر معلومات دقيقة في التوقيت المناسب بشأن المعروض النفطي والطلب والمخزونات ضروري لسوق النفط لتحليل اتجاهات المستقبل. وفي العادة، فإن نقص البيانات الموثوقة بشأن إنتاج واستهلاك النفط الخام والمنتجات النفطية المكررة في كثير من الأسواق الناشئة، يحول دون تحقيق هذا وقد يساهم في تقلب سعر النفط. وأكدت «أوبك» أن المشروع الجديد، الذي سيُكشف عنه في أبوظبي يومي 19 و20 نيسان «يستطيع سد الفجوة القائمة في تحليلات البيانات، ووضع بيانات النفط والغاز المتاحة بين يدي الأطراف المعنية في السوق». وأشارت «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو)، إلى أن العراق أبقى السعر الرسمي لبيع خام البصرة الخفيف لآسيا في شحنات أيار عند مستوى يقلّ 0.75 دولار عن متوسط أسعار خامي عمان ودبي في الشهر السابق. ونقل بيان الشركة أن جرى تسعير خام البصرة الثقيل لآسيا في الشهر ذاته عند نفس مستوى نيسان (أبريل) بواقع 5.45 دولار، من دون متوسط أسعار خامي عمان ودبي. وقال مصدر مطلع أمس، إن الكويت خفّضت سعر البيع الرسمي لشحنات أيار من النفط الخام المتجهة إلى آسيا عشرة سنتات للبرميل مقارنة مع الشهر السابق. وبهذا تبيع الكويت خامها إلى الزبائن الآسيويين بخصم 1.45 دولار للبرميل عن متوسط أسعار خامي سلطنة عمان ودبي في أيار، مقارنة مع حسم بلغ 1.35 دولار للبرميل في نيسان. وخفّضت الكويت أيضاً أسعار بيع الخام إلى شمال غرب أوروبا ومنطقة البحر المتوسط، بينما رفعت سعر الشحنات المتجهة إلى الولاياتالمتحدة في أيار. إلى ذلك، أوردت وسائل الإعلام الرسمية ومصدر في مؤسسة البترول الوطنية الصينية، إن المؤسسة وافقت على إقامة مقر إقليمي في المنطقة الحرة في جبل علي (جافزا) بدبي، ليشرف على الاستثمارات والخدمات النفطية والتجارة في الشرق الأوسط. وأوضحت «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا) أمس، أن المقر الجديد سيقام على مساحة 55 ألف متر مربع، ويضم مبنى إدارياً من طوابق عدة، ومنشأة لتخزين معدات النفط والغاز. ونقلت الوكالة عن الرئيس التنفيذي للمؤسسة في الشرق الأوسط تشو جون فنغ قوله، إن جميع شركات المؤسسة الست عشرة العاملة في المنطقة سيكون لها مكاتب في جافزا. ويأتي الإعلان بعد وقت قصير من موافقة المؤسسة الصينية على شراء حصة قدرها ثمانية في المئة في امتياز لشركة «أبوظبي للعمليات البترولية البرية المحدودة» (أدكو).