اليوم كما هو معروف أن الجهاز المناعي عبارة عن مجموعة من مليارات الخلايا التي تنتقل عبر مجرى الدم لتنتقل إلى الأنسجة والأعضاء ثم تخرج منها، وتدافع عن الجسم ضد الأجسام الغريبة مثل البكتيريا والفيروسات والخلايا السرطانية.. اليوم عندما نكون مرهقين ودائما قلقين تقل قدرة جهاز المناعة على المحاربة، وهذا هو السبب في أننا أكثر عرضة للإصابة، ويمكن لهرمون الإجهاد أن يثبط فعالية الجهاز المناعي (على سبيل المثال يقلل من عدد الخلايا الليمفاوية) ويمكن أن يكون للإجهاد تأثير غير مباشر على الجهاز المناعي حيث قد يستخدم الشخص استراتيجيات التكيف السلوكي غير الصحي للحد من الإجهاد، مثل التدخين، ناهيك عن ارتباط الإجهاد النفسي بالصداع والأمراض المعدية (مثل الأنفلونزا) وأمراض أخرى مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري والربو وقرحة المعدة. اليوم تعتمد القدرة على درء المرض على عدة عوامل، بعضها خارج عن سيطرتنا، لكن الطريقة التي نتفاعل بها مع الإجهاد والصحة العامة لجهازنا المناعي هي أمور يمكننا التأثير عليها، وإذا لم نتمكن من تغيير استجابتنا للضغوط، فسوف نجد أنفسنا في معركة هرمونية مستمرة تؤدي إلى مشكلات صحية حيث إن الدماغ والجهاز المناعي على اتصال مستمر في هذا التوازن الدقيق الذي يمكن أن يعطله أي نوع من الإجهاد البدني أو العاطفي. الإجهاد النفسي والقلق المستمر يجعلانا عرضة للمرض؛ لأن الدماغ يرسل إشارات دفاعية إلى نظام الغدد الصماء الذي يطلق بعد ذلك مجموعة من الهرمونات التي لا تجعلنا مستعدين فقط لحالات الطوارئ ولكن بالمقابل تخفض بشدة مناعتنا في نفس الوقت ويدعي بعض الخبراء أن الإجهاد مسؤول عن 90 % من جميع والأمراض عن طريق إثارة التفاعلات الكيميائية وإغراق الجسم بالكورتيزول الذي يقلل من بين أمور أخرى الالتهاب ويقلل خلايا الدم البيضاء والخلايا الخاصة التي تقتل السرطان، ويزيد من نمو الورم ويزيد من معدل العدوى وتلف الأنسجة. من المهم أن نكون على دراية بالضغوط اليومية البسيطة في حياتنا ومصادر القلق والإحباط ومحاولة التعامل معها بتمارين الاسترخاء حيث يمكن تعزيز العلاقة الإيجابية بين العقل والجسم، وأيضا التفكر الإيجابي حيث تشير الأدلة إلى أن الأشخاص الذين يعتقدون أنهم يقومون بعمل أفضل في الواقع أفضل من أولئك الذين لديهم نفس الحالة البدنية ولكنهم ليسوا إيجابيين، وتشير الأبحاث أيضًا إلى أن القلق والحالات السلبية الأخرى تؤثر على جهاز المناعة وغالبًا ما يؤدي تغيير الطريقة التي نتصرف بها إلى كسر العادات التي تثير ردود فعل الإجهاد.