استطعم الوباء لحوم البشر مُنذ الأمد البعيد، ولم يتعظ العالم منه، والأمثلة كثيرة دلت على تجاهُل دروس الماضي، إحداها يكمن في فشل حكومات العالم، في التعامل مع التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للأوبئة. جعل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، الإنسان نصب أعينهم وبناء أمنهم واستقرار وطنهم، التي ما ارتفعت إلا بُنصرة من رب العباد، وسط أمواج تتلاطمها الرياح بما لا تشتهي السُفن، وما يخوضه العالم من حربِ شرسة ضد عدو خفي أصاب أكثر من مليون وربع المليون للآن، وحصد أرواح مئات الآلاف، ولم يُسلم منه الجيش الأبيض من علماء الأوبئة بل ومُكتشف هذا الكورونا، العالم الصيني «لي وينليانغ»، والعاملون في المجال الطبي بكافة بُلدان العالم. ولامسنا كيف وظفت أجهزة الدولة خبراتها في إدارة هذه الأزمة؟، لتتعاضد والمجتمع مواطنين ومُقيمين خلف رجال الصحة والأمن ليكون الحجر المنزلي ومنع التجول أولوية لمواجهة تفشي هذا الوباء، الذي ألّفَ قلوبنا حول واجب وطني، علينا كأُسرة سعودية ومقيمين لاجتياز تلك المرحلة العصيبة. فكل منا جندي في مكانه وزمانه، وخط دفاع رئيس يُمسك بزمامها منسوبي الصحة والأمن، ضلعهما الثالث خط دفاع أُسري بقدرته على إدارة الأزمات، ألا وهي المرأة وما عليها من مرارة الضغوطات الحالية تجاه أسرتها ومجتمعها، لتستلم دفة بتلك المعركة من دعم نفسي وتوعية وإرشاد لحماية بيتها ومُحيطها، مستشهده بقوله تعالى: «فإن مع العُسر يُسرا»، وإشراكهم بمسؤولية ما يحدث حولهم وتعليمهم أن كل فرد منهم مسؤول، فأنتِ اليوم الجيش الداخلي الذي نثق بدوره ويُخفف عن كاهل الأضلع السابقة؛ للحد من انتشار هذا الوباء وانحساره لأجل حماية أجيالنا. ولم ننسَ الضلع الرابع من فئات المجتمع ووعيه بالمسؤولية الكُبرى، مع مثلث الحياة التي نتشارك فيها لتنفس هواء الغد (الصحة والأمن والمرأة) كوننا في خندق واحد، وعلى الجميع أن يشعر بما قدمه هؤلاء الأبطال الأشاوس من تضحيات، فلنثبت للعالم بأننا سنجتاز هذا الاختبار، وحمى الله وطننا وقادتنا وشعبنا.