في ظل توقف المنافسات الكروية المحلية والعالمية عاد الحديث مجددًا عن بطولات الأندية السعودية وعددها، وظهر كالعادة شريطية البطولات لمحاولة رفع العدد الحقيقي لبطولات أنديتهم من خلال تأليف وتحريف التاريخ وحقائقه، مستغلين الفراغ الذي تركته المظلات الرسمية بعد إلغاء لجنة توثيق البطولات التي تم تشكيلها بقرار من هيئة الرياضة في 29 صفر 1436ه وألغيت في 26 من ذي الحجة من العام 1438ه استجابة لضغوط إعلامية وجماهيرية ممن لم تعجبه النتائج والحقائق التي أعلنت عنها اللجنة رسميًا، واستغلالًا للفراغ الذي تركه اتحاد القدم السعودي الذي كان قد أعلن في 7 محرم 1439ه عن إعطاء الأندية مهلة شهر لحصر بطولاتها، على أن يتم تشكيل لجنة لدراسة ما سترفعه الأندية وإعلان النتائج خلال شهر من تاريخ بدء المراجعة؛ لكن الشهر أصبح سنوات، الأندية لم ترفع ببطولاتها، واتحاد القدم لم يحرك ساكنًا ولم يشكل لجنة للتوثيق والمراجعة، أما الذين كانوا يدعون أنهم ليسوا ضد مبدأ التوثيق بل ضد لجنة تركي الخليوي وبقية الأعضاء وضد طريقة عملهم فلم يطالبوا أبدًا بلجنة بديلة ولا بتوثيق رسمي، لأنهم يريدون الوضع كما هو عليه (حراج).. وأي لجنة رسمية ستتبع آلية عمل علمية سليمة ستسبب لهم (الإحراج). بالنسبة لي لا تهمني الأرقام التي ترمى هنا وهناك، ولا البطولات التي تتوالد وتتكاثر بين فترة وأخرى، بل سأظلُّ متمسكًا بما أعلنته اللجنة الرسمية الوحيدة التي تصدت لهذا الملف، حتى وإن تم إلغاؤها بقرارٍ رسمي؛ وذلك لعدة أسباب: أولهما أنَّ اللجنة كما أرى قدمت عملًا يستحق الشكر والتقدير بأعضائها المؤرخين الذين كانوا يمثلون كل الأندية الكبيرة التي تمثل الأطراف الأهم في هذا الخلاف التاريخي، إضافة إلى قناعتي بأن إلغاء اللجنة ونتائجها تم من دون مبررات وجيهة، كما أنَّ المشروع البديل الذي وعد به اتحاد القدم بعد حل اللجنة أجهض قبل أن يبدأ إذا ما افترضنا أصلًا أنَّ اتحاد القدم كان جادًا في مشروعه، وحتى تخرج لنا لجنة رسمية وتقوم بتوثيق ومراجعة البطولات وإعلان النتائج رسميًا فليس أمامي الآن أي مستند رسمي موثوق سوى ما أعلنته اللجنة الرسمية الوحيدة التي تم تشكيلها وعملت وتحرت وتحررت ودققت وأعلنت. الغريب أن البعض ينادي بتهميش نتائج لجنة التوثيق محتجًا بذلك أن هناك قرارًا رسميًا بإلغائها وإلغاء نتائجها ويقدم نفسه كبديل موثوق معتمدًا على قصص وقصاصات غير رسمية وغير دقيقة وبعضها مجتزأ من سياقه التاريخي، مثل أولئك الذين يريدون أن يحولوا تصفيات المناطق التي كانت تمثل مرحلة من مسابقات كأس الملك وكأس ولي العهد أو بطولة المملكة على درع وزارة العمل إلى بطولات رسمية، وإذا طلبت منهم صورة تتويج أو ميدالية أو كأس لتلك البطولات عاجلوك بقصاصة صحفية، أو أولئك الذين يريدون أن يحسبوا تلك البطولات المزعومة ضمن بطولات الدوري، والأغرب أن بعض شريطية البطولات يريد أن يحسب تلك البطولات لناديه والنادي (اللي يعز عليه) «دونًا» عن النادي الذي أقض مضجعهم ببطولاته الحقيقية التي صار يغرد بها وحيدًا، وأعياهم بخطواته الواثقة وإنجازاته وأرقامه الموثوقة.