يجمع غالبية خبراء النفط الدوليون المحايدون، بعد كشف شركة أرامكو السعودية كافة تفاصيل نتائج 2019، وإجابتها على كافة أسئلة المشاركين عبر البث الإلكتروني من المملكة والعالم، على استمرارية تسيد شركة أرامكو السعودية المشهد التنافسي في صناعة النفط الخام استكشافاً متدفقاً، وإنتاجاً غزيراً متنوعاً، وتصديراً ضخماً موثوقاً، واحتياطيات أكثر ثراء، وصافي ربح أكثر ارتفاعا، والأهم بالدرجة القصوى تقديم نفط مستدام بأجود المواصفات الأقل في الانبعاثات الكربونية بالمرتبة الأولى، كل ذلك مقارنة بالخمسة شركات الكبرى في العالم والتي أتت نتائجها جميعا دون أرقام أرامكو للعام الثاني على التوالي من مكاشفة أرامكو لكافة تفاصيل بياناتها المالية والعملية. وحتى مع تراجع أسعار النفط وتقلص شحنات وكميات إمدادات أرامكو بملايين البراميل في 2019، إلا أنها حصدت أكبر الأرقام في إجمالي إيراداتها ومبيعاتها بقيمة 1,237 تريليون ريال أي ما يعادل 330 مليار دولار مقارنة بقرنائها العالميين، وذلك بالرغم من تراجعها بشكل طفيف عن 1,347 تريليون ريال أي مايعادل 359,2 مليار دولار في 2018. وبالرغم أيضاً من تراجع صافي الدخل من 416,5 مليار ريال أي مايعادل 111,1 مليار دولار في 2018 إلى 330,7 مليار ريال تعادل 88,2 مليار دولار، ومع ذلك لا تزال تعتزم منح 281,25 مليار ريال تعادل 75 مليار دولار على الأقل للمساهمين هذا العام. وعلى الرغم من الانخفاض، لا يزال منتج الطاقة أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية بأكثر من تريليوني دولار والأكثر ربحية. وكان دخل أرامكو لعام 2019 مساوياً لدخل ثلاثة من أكبر الشركات في العالم مجتمعة كل من أبل، وسامسونج للإلكترونيات، وإكسون موبيل. ومع استمرار تنفيذ مشاريع التحول الشامل في استراتيجية الشركة الاستثمارية الجديدة التي تستهدف أبعد من مجرد الهيمنة النفطية إنتاجاً وتصديراً وتأثيراً في سوق النفط العالمي، إلى الهيمنة الأقوى في صناعة الطاقة المتكاملة بما فيها النفط والغاز والمصادر المتجددة والتكرير إلى الكيميائيات والأخيرة لا تشكل مساهمتها سوى 3 في المئة من إجمالي أعمالها، في حين يرى وكلاء ائتمان أن النسبة ستبلغ 9 في المئة بعد إتمام صفقة الاستحواذ على غالبية أسهم عملاقة البتروكيميائيات في العالم، شركة سابك أكبر شركة في العالم في صناعة بعض أهم المنتجات الكيميائية الأساسية ومشتقاتها وفي تنوع حقيبة منتجاتها من البتروكيميائيات والكيميائيات المتخصصة، والحديد والصلب والأسمدة والتي أعلنت أرامكو عن اقتراب استكمالها في غضون ثلاثة أشهر بعد أن وضعت فترة زمنية لا تتجاوز النصف الأول من الجاري 2020. ومن الملفت في نتائج شركة أرامكو السعودية المالية لعام 2019 ارتفاع إجمالي احتياطيات الشركة من المواد الهيدروكربونية بموجب اتفاقية الامتياز بزيادة 1,7 مليار برميل مكافئ نفطي إلى 258.6 مليار برميل مكافئ نفطي، مقارنة مع 256.9 مليار برميل مكافئ نفطي في 2018م. إلا أن من أبرز ما لفتت إليه شركة أرامكو في تقريرها للعام الماضي سعيها وفقا لاستراتيجيتها إلى تطوير مجموعة أعمال عالمية متكاملة في قطاع الغاز، وتحرص على الاستثمار واقتناص فرص المشاريع المشتركة خارج المملكة في مشروعات الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال، من منطلق التوسع في أعمال الغاز في المملكة وعلى مستوى العالم. وفي عام 2019، ارتفع انتاج أرامكو السعودية من الغاز الطبيعي بزيادة 100 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم ليصل إجماليها نحو 9,0 مليارات قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي، من 8,9 مليارات قدم مكعبة قياسية في اليوم في 2018. كما بلغ إنتاجها من الإيثان مليار قدم مكعبة قياسية، ومن سوائل الغاز الطبيعي 1,1 مليون برميل في اليوم، و0,2 مليون برميل في اليوم إضافية من المكثفات غير الممزوجة بالنفط. وتغذي هذه الطاقة الإنتاجية شبكة الغاز الرئيسة، وهي شبكة خطوط أنابيب ضخمة تربط مواقع إنتاج ومعالجة الغاز الرئيسة لأرامكو السعودية في جميع أنحاء المملكة، حيث ارتفع إجمالي طاقة شبكة معالجة الغاز بزيادة 1,8 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم إلى 17.0 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم في نهاية 2019، مقارنة بطاقة 15,2 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم في 2018. ومن أهم مشاريع الغاز التي شهدها عام 2019، تحقيق معمل الغاز في الفاضلي طاقة إنتاجية في نهاية 2019 بلغت 1,5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم، ومن المتوقع أن يصل إلى كامل طاقته البالغة 2,5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم في 2020. وانتهت أعمال إنشاء مرفق استخلاص الإيثان في معمل الغاز في العثمانية لإضافة 85 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، وكان قيد التنفيذ لبدء تشغيله مع نهاية 2019. كما يجري تشييد مشروع زيادة إنتاج الغاز في حرض لمشروع توسعة معمل الغاز في الحوية، ويهدف لتوفير طاقة معالجة غاز إضافية في معمل الغاز في الحوية، ليصل إجمالي الطاقة المعالجة إلى 3,6 مليارات قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الخام. ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل في عام 2021. فيما يوفر معمل الغاز في رأس تناقيب، وهو جزء من برنامج تطوير حقل المرجان، مرافق لمعالجة الغاز بطاقة إنتاجية تصل إلى 2,5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم، ومن المستهدف أن يبدأ الإنتاج منه في عام 2023. وقد بدأت مرحلة أعمال التصميمات الهندسية وشراء المواد المهمة لهذا المشروع، الذي سيقوم بمعالجة الغاز من حقول المرجان والسفانية والظلوف. وسيكون مشروع تخزين الغاز في مكمن الحويةعنيزة أول مشروع لتخزين الغاز الطبيعي تحت الأرض في المملكة بحيث يضخ 1,5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الطبيعي الفائض من شبكة الغاز الرئيسة في مكمن الحويةعنيزة في غير أوقات ذروة الطلب بحلول 2022. وبالإضافة إلى ذلك، سيوفر البرنامج مرافق معالجة غاز لإعادة إنتاج ما يصل إلى 2,0 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز لإعادة ضخه إلى شبكة الغاز الرئيسة.