أكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور محمد العبدالعالي ل"الرياض" عدم وجود أي تفشيات لفيروس كورونا في المستشفيات، مؤكّداً على أنّ تعليق المواعيد وتأخير بعض الزيارات أو العمليات غير العاجلة يهدف لتقليل الأفراد داخل المنشآت الصحية. وأضاف: "معظم من يراجع المنشآت الصحية هم من المرضى، والذين قد يكون لديهم أمراض مزمنة أو عدوى فيروسية أو بكتيرية؛ مما يجعلهم عرضة لاكتساب الفيروس"، لافتاً إلى أنّ دراسات نشرتها منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن التزاحم في المنشآت الصحية قد يسبب التفشي، داعياً الجميع للاستفادة من مراكز الرعاية الأولية والاستفادة من الاستشارات عن بعد عبر تطبيق صحة ومركز الاتصال 937.. وحول التجمعات في بعض المدن والمواقع؛ قال د.العبدالعالي: "نحن مستمرون في التأكيد على أهمية وعي الجميع ومسؤولية الجميع بالبعد عنها، مع تقييم ورصد التجمعات"، لافتاً إلى أنّ الوزارة رصدت البعض منها ولا تستهين بها، وذلك لأن التفشي قد يقع بحالة واحدة، موضحاً أنّ هناك إجراءات ستكون مواكبة لأي خطر، والدولة حازمة في عملية التأكد من تطبيق كافة الإجراءات الوقائية على أعلى مستوى. استمرار التصاعد وقال د.العبدالعالي في مؤتمر صحفي عقد أمس الأربعاء بالرياض أن عدد الحالات المؤكدة بالإصابة بفيروس كرونا الجديد (كوفيد19) 200 ألف حالة في 163 دولة، وبلغ عدد حالات التعافي 82 ألف حالة، وعدد الوفيات 8000 حالة، مشيراً إلى أنّ الحالات تواصل التصاعد وزيادة الرقام في مختلف دول العالم، والمملكة على تواصل مستمر، وهناك وتنسيقات في متابعة الحالة على المستوى الإقليمي والدولي. وأوضح أنّ المملكة وصلت فيها عدد الحالات المؤكدة 171 حالة، منها 87 حالة للذكور، و84 حالة للإناث، ومتوسط أعمار المصابين فيها 45 عاماً، لافتاً إلى وجود 6 حالات من الأطفال ما بين 6 إلى 14 سنة، مؤكداً أنّ الوضع الصحي لجميع الحالات مطمئن ومستقر وتتلقى الرعاية الصحية المناسبة في العزل الصحي، باستثناء حالة واحدة لا زالت في العناية المركزة. ضرورة الإفصاح وقال د.العبدالعالي إنّ 133 حالة (80 % من الحالات) ارتبطت بالقدوم من خارج المملكة، بينما 38 حالة جاءت نتيجة المخالطة لمصابين، معظمهم لم يفصحوا بعد قدومهم من السفر، لافتاً إلى أنّ عدد السعوديين المصابين بالمرض بلغ 104 حالات، بينما بلغ عدد حالات غير السعوديين 67 حالة من جنسيات متعددة، مبيّناً أنّ معظم الحالات المصابة كانت معزولة وفي الحجر الصحي، مشيراً إلى أنّ الوزارة ما زالت ترصد حالات إيجابية بشكل متتابع من الحالات المعزولة، مبيّناً أنّ هذه الخطوة ساهمت بتوفيق من الله في وقاية المجتمع من التفشيات. إجراءات صارمة وتناول د العبدالعالي عدداً من الإجراءات التي اتخذتها المملكة للحد من تفشي الفيروس، والتي شملت تعليق العديد من المناشط العملية والاجتماعية منوها بقرار هيئة كبار العلماء القاضي بتعليق إقامة صلاة الجمعة والصلوات الخمس المفروضة في المساجد مؤقتاً، مبيّناً أنّ هذه الخطوة تعكس سماحة الدين الإسلامي وحفظة للمجتمع ومراعاته لكافة جوانب حياة الإنسان ووقايته وتطور الإنسانية. وأشاد متحدث الصحة بالتزام المجتمع وتقيده بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية منوها بالمشاركة المجتمعية الفاعلة التي تدعو الناس للالتزام بالبقاء في المنازل مشدداً على أن كل مواطن ومقيم مسؤول في التصدي لهذا الوباء.. ونوه د.العبدالعالي بزيارة سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه بحضور معالي وزير الصحة لغرفة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث بالمنطقة الشرقية للإطلاع على كافة الجهود التي تقوم بها مختلف الجهات للوقوف على صحة المجتمع وتوفير كافة الاحتياجات لأهالي المنطقة، مشيداً بمشاركة كافة مسؤولي الدولة ومتابعتهم لكافة الاحتياجات للمواطنين والمقيمين ومنها تفقد معالي وزير التجارة للوفر التمويني في الأسواق مما يبث الطمأنينة في المجتمع والتصدي لأي ممارسات خاطئة. عمل متواصل وقال د.العبدالعالي إن جميع الكوادر الصحية في المستشفيات تعمل بشكل متواصل في الصفوف الأمامية للتصدي لهذا الفيروس، مؤكّداً على أنّ تعاون جميع المواطنين كل في مجاله سيساهم بإذن الله في التصدي لهذا الوباء، مجدداً التأكيد على الالتزام بتعليمات وزارة الصحة والتي تشمل الالتزام بالنظافة الشخصية والبعد عن المصافحة والمداومة على غسل اليدين وعدم المشاركة في الأمور الشخصية وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطاس والتخلص من المناديل بشكل سليم والبعد عن الاجتماعات والتجمعات والبقاء في المنزل وعدم الخروج إلاّ للضرورة، مع التزام القادمين من خارج المملكة بالعزل الصحي والمنزلي لمدة لا تقل عن 14 يوماً، والتقيد بالتعليمات المحددة للعزل، موضحاً أن مركز الاتصال بوزارة الصحة 937 تلقى أكثر من 220 ألف اتصال للرد على الاستفسارات والاستشارات المتعلقة بفيروس كورونا.. كورونا والصغار وأوضح د. العبدالعالي أنّ أعداد الأطفال المصابين بالفيروس أقل من البالغين، مشيراً إلى أنّ آثار الفيروس على الأطفال أقل حدة منه على الكبار، مبيّناً أن تحديد مدة الحجر الصحي والعزل المنزلي ب14 يوماً جاء وفق الدراسات العالمية، مؤكّداً أنّ وزارة الصحة تقدم كافة الخدمات للخاضعين للحجر الصحي ويحظون بمتابعة يومية مستمرة. الانتقال بالهواء وحول ما أثير عن انتقال الفيروس عبر الهواء قال د.العبدالعالي: "هناك تناقل لدراسة ليست محكمة علمياً"، مشيراً إلى أنّ الدراسات العلمية المحكمة وما تبثه منظمة الصحة العالمية وتوصيات المنظمات المعنية بالوقاية والأمراض ومنها مركز وقاية تؤكد أن الفيروس ينتقل عن الرذاذ، ولا يعتبر من الأوبئة التي تنتقل عبر الهواء. وبين د.العبدالعالي أن هناك تنسيقاً مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات الإقليمية لمتابعة تحديثات الفيروس وتبادل المعلومات والتطورات العلاجية، مشيراً إلى أن فيروس (كوفيد 19 ) هو أحد فيروسات مجموعة كرونا ومصدر الثلاث الأشهر منها الخفافيش، حيث انتقل منها لحيوانات، ومنها السارس، وكورونا الشرق الأوسط. وأضاف: "أما كورونا "كوفيد19"، فمصدره الخفاش، ولكن المصدر الوسيط غير معروف حتى الآن، وخرج في الصين من ووهان، التي تمثل البؤرة الأولى له، ويتميز بقدرة عالية على سرعة الانتشار وإحداث المرض وتسجيل وفيات؛ مما يتطلب جهود جبارة للتصدي له. ولفت إلى وجود تجارب متعددة للعلاج واللقاحات في مختلف دول العالم، مؤكّداً على أنّ المملكة تتابع كافة التطورات، كما أن لديها دراسات سريرية تفيد بها دول العالم، معرباً عن أمله في الوصول للقاح في وقت مبكر، وأضاف المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها يقدم العديد من الدراسات والتحليلات المفيدة في متابعة تطورات الفيروس. تعليق الطيران وحول وجود أي تغييرات في حركة الطيران الداخلي في المملكة وهل سيتم تعليقه قال د.العبدالعالي: "نحن نوصي دائما بتقليل الحركة والالتزام بالبقاء في المنازل إلا للضرورة، ناصحاً الجميع بتقليل السفر، لافتاً إلى أنّ التقييم مستمر لكل ما يمكن أن يشكل خطورة في الحالة. إصابات جديدة وكانت وزارة الصحة قد أعلنت أمس الأول عن رصد وتسجيل 38 حالة إصابة جديدة بفيروس "كورونا" الجديد (كوفيد 19). مشيرة إلى أن إن الحالات الثلاث الأولى هي لمواطن كان مخالطًا لحالة سابقة، ومواطن قادم من ألمانيا، و مقيم أردني قادم من بريطانيا، وهم معزولون في منشأة صحية بمحافظة جدة. وذكرت الوزارة أن الحالتين الرابعة والخامسة هي لرجل وامرأة من الجنسية المصرية قادمين من مصر، والسادسة لامرأة تركية قادمة من تركيا، وجميعهم معزولون في منشأة صحية بمكة المكرمة. وأوضحت الوزارة أن هناك عشر حالات أخرى؛ منها ست حالات لمواطنين قادمين من العراق، وحالة لمواطن قادم من إيطاليا، وحالة لمواطن كان مخالطًا لحالة سابقة، وحالتان لمواطنين اثنين تحت التقصي، وجميعهم معزولون في منشأة صحية بالقطيف. وأشارت وزارة الصحة إلى أن هناك ثلاث حالات، إحداها لمواطن قادم من إسبانيا، حالتان لمواطنين اثنين كانا مخالطين لحالات سابقة، وجميعهم معزولون في منشأة صحية بالظهران. وقالت الوزارة إن هناك 13 حالة لمواطنين قادمين من عدة دول هي؛ الأردن، وعمان، والهند، وبريطانيا، وتركيا، وسويسرا، والنمسا، بالإضافة إلى حالة لمقيم أردني قادم من إسبانيا، وثلاث حالات لمواطنين، وحالتين لمقيمين من الجنسية الفلبينية كانا مخالطين لحالات سابقة، وجميعهم معزولون في منشأة صحية بالرياض. وذكرت وزارة الصحة أن العدد الإجمالي للإصابات وصل إلى 171 حالة، تعافت منها 6 حالات، والبقية تخضع جميعها للرعاية الصحية وفقًا للإجراءات المعتمدة في العزل الصحي.