إن من أهم محاور الرؤية الرشيدة للمملكة العربية السعودية 2030 (اقتصاد مُزدهر)← فرص مُثمرة← تخفيض مُعدل البطالة من 11.6 % إلى 7 %، ولن يكون ذلك إلا بالعمل الجاد، فالوضع الاقتصادي الراهن بكل ما لديه من سياسات اقتصادية ناجحة وواعدة، وبرامج مُتوسطة وبعيدة المدى وإصلاحات عاجلة وخطط آنية، يحتاج إلى العمل من أجل تحقيق الرؤية المنشودة، رفعةً للوطن ونهوضاً بالمواطن، "بالعمل يتحقق المُراد" من خلال تنمية وترسيخ المعاني والمهارات المُختلفة والتي من أهمها "العمل بروح وإصرار الفريق، والقضاء على الفردية والاعتمادية والتواكل والكسل"، فالعمل جدير بالطبع على إكسابنا الأموال اللازمة للعيش الكريم وعدم الاعتماد على الغير، بل دائماً ما نعتمد على أنفسنا من أجل الكسب، أيضاً العمل له القدرة على تطوير المُجتمع من خلال تقوية أواصر التكاتف والتكافل بين أفراد المُجتمع ومُشاركة الأهداف الوجدانية المُحيطة بنا. ومما لاريب فيه أيضاً: أنه بالعمل ومُقدراته تتوطن الاستثمارات، ويرتفع الإنتاج، ويزيد المعروض من السلع والخدمات، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار، وبالتالي زيادة الطلب والاستهلاك، مما يدفع الناتج الإجمالي المحلي للارتفاع بنسب ملحوظة على المدى القريب.. ولهذا فهو محتاج إلى البشر من أجل تحقيق الغايات السابقة، فقد تطورت الحياة ومقوماتها المادية منذ بداية الخليقة إلى يومنا هذا، فالأعمال في الوقت الراهن أصبحت طبائعها وطرق تنفيذها مُختلفة تماماً عمّا كانت عليه في من ذي قبل، فبعد ما كانت تتطلّب مجهودات بشرية خالصة وأيدي عاملة كثيفة، أصبحت تُنفّذ عن طريق الآلات والمُعدات والتقنيات الحديثة، ممّا يُقلل من الحاجة إلى المجهود البشري بشكل كبير، فيدفعنا ذلك إلى التدريب والاستعداد الذاتي من أجل النجاح في العمل، ففي مقدمة ما نعانيه اليوم من تراجع لقيمة العمل في نظر الكثيرين من المُتنطعين، لاسيما أن العمل هو قوام الحياة. الجدير بالذكر: أن قيمة العمل نراها قد تتراجع بين بعض شباب اليوم، بينما رسخ الإسلام قيمته، وأشاد الإسلام "بل وكل الأديان" بالعمل والعاملين.. وجعل من العمل شرفاً.. وكيف لا يكون شرفاً في رحاب دين كان رسول الله عليه الصلاة والسلام إمامًا للعاملين، وقدوةً للعزم الأكبر، ومثالاً للتقديس العميق لقيمة العمل وشرفه حتى صاحبه من طفولته وصباه إلى شبابه وكهولته وشيخوخته. لم تثنه عنه مهام النبوة ولا أعباء الدعوة.. رعى الغنم، وباشر التجارة في أمانة وبركة ظلت مضرب الأمثال.. يخصف نعله بيده.. لم يكن العمل عنده غاية فقط للمعاش، وإنما كان أيضاً أسلوب حياة.