في بداية أزمة كورونا، بدأ الأغلبية في الخارج بتوصيف الإجراءات الاحترازية الاستباقية السعودية بأنها مبالغة، ثم أثبت الأيام أهميتها ودقتها، وتسابقت الدول إلى تطبيق نفس الإجراءات، بعضها ممن انتقدها في البداية! في كل منعطف أو أزمة، تثبت المملكة أن الإنسان يأتي في مقدمة أولوياتها، وتضع حمايته قبل النظر لأي منافع اقتصادية أو سياسية، أو أي شأن آخر، وتكون سباقة في خلق التدابير التي تحافظ عليه، وتمنع عنه أي تهديد أو مخاوف. الشهادة بنوعية الإجراءات السعودية جاءت من الخارج، في وقت كنا نلمسها بوضوح بالداخل، وهو الأمر الذي يترجم العلاقة العميقة والطويلة بين الشعب والحكومة، ويعكس التناغم الرصين والأصيل في مواجهة التحديات معًا. لكن على ماذا تدل هذه النجاحات؟ هذه بعض النقاط التي قد تشرح بعضاً مما تعنيه النجاحات السعودية، في التعامل مع كورونا: أولاً: الشراكة بين الجهات، والعمل التكاملي، تعبر عن أهمية "رؤية السعودية 2030"، والتي هدمت الجدر البيروقراطية، وسرعت من وتيرة القرار والعمل، وسهلت من الطرق التواصلية بين المسؤول والناس. ثانياً: الجاهزية الوقائية والطبية، تؤكد على جودة الحياة في السعودية، وهذا ما انعكس من خلال الاستعداد التام للتعامل مع هذه الجائحة سريعاً، وبقرارات صارمة ومحددة بعيداً عن العشوائية والهلع. ثالثاً: التحول السريع للبدائل الرقمية، يشرح الاستعداد المسبق للأرضية الرقمية بالسعودية، والقدرة على العمل كحل موازٍ للتواصل التقليدي والمباشر، من خلال توفر الخيارات التقنية البديلة. رابعاً: مراعاة حقوق الإنسان أثناء سن التدابير، تؤكد أولوية هذه الحقوق، ووضعها في عين الاعتبار حتى أثناء المرور في الأزمات، وعدم الاكتفاء بالحلول أياً كانت بأي كيفية. خامساً: الوعي الكبير لدى الناس، ساهم في نجاح معظم الإجراءات، والالتزام المتنامي بالقرارات، زاد من فاعلية الاحتراز، ودفع بالعمل للأمام كثيراً. أخيراً.. العالم كله يمر بامتحان معقد، ليس علينا الكثير لنقوم به، سوى التكاتف جميعاً، والتوقف عن نقل الشائعات، وأخذ المعلومات من مصادرها الموثوقة والرسمية، والالتزام (التام) بالتعليمات. يجب أن يكون هامش الخطأ معدوماً، لا وقت للتجريب إطلاقاً. والسلام..