بدأ الفنان التشكيلي السعودي عبدالله الفيصل الرشيد، المولود في العام 1969م، مشواره الفني في العام 2017 حيث قدم معرضا مشتركا مع الفنان رضوان حمزة، وثاني معرض في 2018، ومعرضه الثالث في 2020 وجميعها تحمل ذات الاسم وذات المفهوم، ولكن في كل معرض له يضيف حسا يميزه عن الذي قبله بطريقة أكثر إبداعية وجميعها في صالة نايلا جاليري وهي صالة متخصصة بعرض الفن التشكيلي.. يسعى الرشيد الذي يعيش ويعمل بالرياض، وتخصص في علم النفس من جامعة الملك سعود إلى احتواء الذات البشرية وإبراز البعد الداخلي والوجداني والسبر في أغوارها التي تفاوتت وتعددت ملامحها ولكنها متصلة بذات المفهوم، يرسم عنصر الإنسان الخفي ومن ثم يسقط عليه القماش، يرسمه بحجمه الطبيعي أو أكبر بقليل ليؤثر على المتلقي وليجعله متبنيا لهذه الحالة، يسلط الضوء على مشاهد من ذاكرته ليبدع في تجسيد مذهل لحالات الخضوع والابتهال لله.. نجد كل عمل فني له معنون بعنوان خاص يختزل الكثير من المعاني وبجانبه آية قرآنية، أو مقولة مكتوبة تأخذ المشاهد لروح العمل، ويتفاعل معها ويفسرها بمفهومه الشخصي وإن لم يكن مختصا في الفنون، فحيث يسلم المتلقي نفسه للوحة حينما يقف أمامها ويسبر في طياتها ويتأثر بها وكأنها تحاكي همومه الشخصية ويتفاعل معها أكثر ويدخل في حوار شخصي مع ذاته واللوحة وهذا لأن البعد الروحاني حاجة ملحة للبشر ولكن سرعان ما يتحول هذا التأثير إلى حالة من التسليم والراحة بعد الولوج في هذه الروحانية، تميل أعمال الرشيد تقريباً إلى الواقعية الأسمى كما وصفها الفنان التشكيلي القدير محمد الرصيص، حيث يرسم الأشخاص بواقعية والأقمشة ومسامات الجلد وعروق اليدين وتجاعيدها مجسداً حالة من الخلوة تتصاعد فيه الروحانية لأسمى حالاتها، وبين تباين الألوان يمزج خامة الخيوط معها والكريستال وينسج الخطوط الحادة واللينة في زخارف اللباس البسيط للعبد الفقير مهملاً الخلفية غالباً ليقود المتلقي للب العنصر المرسوم.. لوحة هجرة عمل هجرة ألوان إكرليك على قماش يمتد طوله إلى 210*140 سم، 2019م، نشر الفنان هنا عنصرا بشكل متكرر لشخص يرتدي غطاء على الرأس ورسمه من الخلف بضوء حاد التباين بألوان حيادية، ركز أن تكون متلاشية نوعاً ما في اللوحة وبهذا كأنه يقول: إلى النور حيث مبتغى الروح دائماً. لوحة ذِكر عمل ذِكر، ألوان إكرليك على قماش مقاسه 160*140 سم ،2020م رسم فيها عنصرا لشخص يجلس في مجلسه الخاص في المسجد بلباس أبيض وفي منتصف اللوحة وخلفية حمراء حادة التباين تمثل سجاد المساجد المنقوش بزخارف كحلية وبيضاء اللون ليجعل ديناميكية عالية بين العنصر وخلفيته يرسم الشخص من زاوية العليا وكأنها الروح تنظر إلى الجسد الفيزيائي من الأعلى رسم دائرة الطاقية في النقطة الذهبية في اللوحة وخاط عليها دوائر من الخرز ممتداً لعنصر المسبحة الذي نراه في أغلب أعماله، كان الفنان جريئا باختياره للون الأحمر المشتعل بالطاقة والحركة وبين الأبيض الذي يمثل السلام وبين حالة الذاكر لله الحالة الروحانية الساكنة، وكأنه ورغم كل هذا الزخم في الحياة إلا أنه متناغم مع نداء روحه. لوحة صِلَة عمل صِلة بحجم 135*180 سم 2020، ألوان إكرليك على قماش، عمل مميز يحتوي على ثلاثة عناصر يد امرأة ويد رجل ومسبحة تطوقهم وخلفية العمل لونها فاتح والعناصر الثلاثة في وسط اللوحة بشكلها المستطيل، ألوان اليدين متوسطة الدرجة ومتقاربة وجميع الأصابع متجهة إلى الأعلى يقول الفنان هنا، إن الجميع سواء كان الذكر أو الأنثى في رجاء الله، وتحت حمايته، والمسبحة بألوان الأزرق ممزوج بالأخضر وهو العمل الوحيد الذي تم تسميته باسم المعرض صِلة. عمل «ذكر» لعبدالله الرشيد عمل «هجرة « لعبدالله الرشيد عمل «صلة» لعبدالله الرشيد