لا أخفيكم علما أن هذه الفكرة محيرة كثيرا فقد شاهدتُ في بعض التقارير الإخبارية عن ولادة الملاجئ ما جعلني أجد صعوبة في تقبل أن طفلا صغيرا قرر والداه إنجابه وهم في الخيام ينتظرون منظمات الإغاثة لتأتي لهم بالحليب والملابس! طرح البعض في وسائل التواصل الاجتماعي فكرة استنكارهم واستهجانهم من إنجاب الأطفال تحت تأثير الأوضاع المؤلمة التي يعيشونها من حروب ونكبات، وضيق ذات اليد وتوقعت أن يُقَابل هؤلاء بالتأييد والحرص على النظر للمشكلة بعين العقل والوعي وطرح الحلول لمعالجتها؛ لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث قوبل كل من طرح الفكرة بالردود الغاضبة وكلمات السخرية والتحقير. مهلا! ما الذي يزعجكم من خوفنا ورحمتنا وشفقتنا على طفل يولد في الملاجئ وبلده تعيش الحروب والمجاعات؟ لا أقصد وقت الحروب فقط بل حتى وقت السلم وبينما قدرتك المادية والمعنوية لا تتحمل المزيد من الأطفال ورغم ذلك لا تتوقف؟ يجهل الكثيرون ممن يؤيدون إنجاب الأطفال للمفاخرة والمكاثرة والاعتماد عليهم في الكِبر أن هذا الزمن ليس كسابقه من الأزمان في كل شيء وليس على الصعيد المادي فقط بل على جميع الأصعدة، فإن كان أجدادك أو آباؤك قد أكثروا من الإنجاب في زمن لم يكن به فضاء مفتوح أو متطلبات أو ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية كالتي نعيشها اليوم فلا يعني هذا أنك قادر على تقليدهم فيما فعلوا سنويا ومن دون وعي، بل إن بعض الناس يعيش على معونات الضمان الاجتماعي والمحسنين ومازال ينجب دون وعي؟! إنجاب الأطفال نعمة من الله تعالى؛ لكن أداء شكر هذه النعمة والمحافظة عليها ورعايتها ليس بالسهولة التي يعتقدها البعض، فهل آن الأوان لنعزز الوعي الجمعي تجاه الإنجاب ونصحح مساره؟ أتمنى ذلك.