شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال محادثة هاتفية، على الحاجة لاتخاذ تدابير إضافية لتهدئة الوضع في إدلب بشمال غرب سورية. وجاء في بيان أصدره الكرملين: "أكد الجانبان على ضرورة اتخاذ تدابير إضافية لتهدئة الوضع في شمال غرب سورية. وتم الاتفاق على تكثيف المشاورات بين الوزارات ذات الصلة والعمل على إمكانية عقد قمة في المستقبل القريب". وأضاف البيان: "جرى الإعراب عن قلق شديد بشأن التصعيد في إدلب الذي أسفر عن عديد من الضحايا بينهم جنود أتراك". وفي نفس السياق، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن الرئيسين الروسي والتركي ناقشا خلال المكالمة الهاتفية طرق تنفيذ الاتفاقيات بشأن منطقة خفض التصعيد في إدلب. وقال لافروف: "أجريت اليوم محادثة هاتفية بين الرئيسين بوتين وأردوغان بناء على طلب من الجانب التركي، وتم التركيز خلالها على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لتطبيق الاتفاق الأولي حول منطقة خفض التصعيد في إدلب". وتأزم الوضع في إدلب، الأسبوع الماضي، حين نفذ مسلحون مدعومون من تركيا، وبغطاء من المدفعية التركية، هجوما على مواقع النظام السوري، تمكنوا خلاله من اختراق خطوط دفاعه على مسار قميناس - النيرب. ودمرت مقاتلات "سو 24" الروسية، دبابة و6 مدرعات و5 عربات رباعية الدفع تابعة لمسلحين اقتحموا مواقع للجيش السوري في محافظة إدلب السورية، وفقا لوزارة الدفاع الروسية، ما سمح للنظام السوري بصد الهجوم وإيقاع خسائر بالمهاجمين. في وقت سابق، قال حاكم محافظة تركيا الحدودية هاتاي، رحمي دوجان، إن 33 جنديا تركيا قتلوا في إدلب السورية خلال هجوم جوي شنته القوات الحكومية السورية أمس ، مما أسفر عن إصابة أكثر من 30 شخصا. وردا على ذلك، قصفت تركيا برا وجوا أمس مواقع للقوات السورية. موسكو تلوم أنقرة قالت روسيا الجمعة إنها سترسل سفينتين حربيبتين مزودتين بصواريخ كروز (موجهة) إلى المياه قبالة الساحل السوري وألقت باللوم على أنقرة في مقتل 33 جنديا تركيا في إدلب. وبمقتل الجنود الأتراك وإصابة 32 آخرين الخميس، بحسب إعلان حاكم إقليم خطاء المتاخم لسورية، يرتفع عدد القتلى في صفوف الجيش التركي في المنطقة إلى 54 هذا الشهر. وتقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها أمس إن الجنود الأتراك أصيبوا بنيران مدفعية من قوات النظام السوري التي كانت تحاول صد هجوم من قوات المعارضة. ونسب إلى الوزارة القول إن أنقرة تقاعست عن إخطار موسكو بوجود قواتها في المنطقة التي استهدفها القصف رغم التواصل المنتظم مع الجيش الروسي. ونقل عن الوزارة القول إن القوات التركية كانت منتشرة بشكل مباشر إلى جانب قوات المعارضة. لكن وفقا لمعلومات قدمتها تركيا، لم يكن هناك جنود أتراك في المنطقة بينما قالت موسكو إن القوات التركية "ما كان ينبغي لها التواجد هناك". ونسب إلى الوزارة القول إن طائرات حربية روسية لم تنفذ أي ضربات جوية في المنطقة وقت حدوث الواقعة وإن موسكو بذلت كل ما في وسعها للمساعدة بمجرد أن علمت بوجود القوات التركية. وشملت طرق المساعدة ضمان وقف قصف القوات السورية للسماح لتركيا بإجلاء قتلاها وجرحاها. رد تركي قُتل 16 جنديا سوريا على الأقل في غارات جوية تركية وقصف على مواقعهم في ادلب شمال غرب سورية، طبقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن القتلى سقطوا نتيجة لغارات تركية في شرق وجنوب وجنوب شرق ريف ادلب قبل وقت قصير من منتصف ليل الخميس وبعده. وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أنها حصلت من مصادر عسكرية على مشاهد ملتقطة عبر طائرات مسيرة، تظهر القصف البري والجوي الذي نفذه الجيش التركي، على مواقع" نظام الأسد". وتظهر المشاهد لحظات استهداف أرتال مدرعات وعناصر متحركة تابعة للنظام، ومواقع تستخدمها قواته كمقرات ومخازن أسلحة. من جانب آخر دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج روسيا وسورية الجمعة لوقف الهجوم في إدلب مضيفا أن الحلف يعبر عن تضامنه مع تركيا البلد العضو الذي فقد 33 جنديا في ضربة جوية. وقال ستولتنبرج للصحفيين بعد اجتماع طارئ لسفراء الحلف في بروكسل عقد بطلب من تركيا "يندد الحلفاء بالضربات الجوية العشوائية التي ينفذها النظام السوري وروسيا في إدلب". وأضاف "أناشدهما لوقف الهجوم واحترام القانون الدولي ودعم جهود الأممالمتحدة من أجل التوصل لحل سلمي" ودعا للعودة إلى وقف إطلاق النار المبرم في 2018 وتوفير مساعدات إنسانية لإدلب. ورقة اللاجئين أفادت وسائل إعلام تركية أمس الجمعة بأن مئات من المهاجرين تحركوا سيرا عبر شمال غرب تركيا نحو الحدود مع اليونان وبلغاريا بعدما قال مسؤول تركي كبير إن أنقرة لن تمنع اللاجئين السوريين من الآن فصاعدا من بلوغ أوروبا. وأبلغ المسؤول رويترز في وقت لاحق بأن أوامر صدرت للشرطة التركية، وخفر السواحل ومسؤولي أمن الحدود بعدم منع عبور اللاجئين عبر البر والبحر صوب أوروبا، تحسبا لتدفق وشيك للاجئين من إدلب. وذكرت وكالة دمير أوران للأنباء أن نحو 300 من المهاجرين بينهم نساء وأطفال كانوا ضمن المجموعة التي توجهت نحو الحدود في إقليم أدرنة التركي في منتصف الليل تقريبا. وأضافت أن هناك سوريين وإيرانيين وعراقيين وباكستانيين ومغاربة ضمن المجموعة. وأضافت أن مهاجرين تجمعوا أيضا عند ضاحية أيواجيك على الساحل الغربي لتركيا في إقليم جناق قلعة بهدف السفر إلى جزيرة ليبسوس اليونانية في قارب. ولم يتسن لرويترز التحقق على نحو مستقل من هوياتهم أو وجهتهم. كما لم يتسن التحقق من صحة لقطات فيديو للمهاجرين بثتها قنوات تلفزيونية تركية مؤيدة للحكومة. وهدد أردوغان مرارا بفتح الأبواب للمهاجرين للسفر إلى أوروبا. وإذا أقدمت تركيا على ذلك، فسيمثل ذلك تراجعا عن تعهدها للاتحاد الأوروبي في 2016 وقد يجتذب القوى الغربية للمواجهة في إدلب. ونزح قرابة مليون مدني في سورية قرب الحدود التركية منذ ديسمبر في الوقت الذي انتزعت فيه قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا أراضي من قوات المعارضة المدعومة من أنقرة، الأمر الذي فجر أسوأ أزمة إنسانية في الحرب المستمرة منذ تسعة أعوام. وعرض تلفزيون (إن.تي.في) التركي لقطات تظهر عشرات الأشخاص وهم يسيرون عبر حقول وعلى ظهورهم حقائب، وقال إن اللاجئين حاولوا عبور معبر كابيكولي الحدودي إلى بلغاريا لكن لم يسمح لهم بالمرور. وأضاف أن المجموعة ذاتها من المهاجرين ساروا بعد ذلك عبر الحقول ليصلوا إلى معبر بازاركولي الحدودي إلى اليونان، لكن لم يتضح ماذا حدث لهم بعد ذلك. مدفعية تركية تقصف مواقع النظام في إدلب (أ ف ب)