تكتسب مواجهة الليلة في كلاسيكو الكرة السعودية بين عميد الأندية بتاريخه الثمانيني العريق .. وزعيمها بإنجازاته القياسية ورقمه غير المسبوق(54 بطولة) أهمية تاريخيه بين الاتحاد والهلال الاسمين العملاقين في تاريخ الحركة الرياضية السعودية. وبين أول لقاء جمعهما في ملعب الصايغ بالرياض عصر الخامس والعشرين من شعبان 1383ه في نهائي كأس الملك برعاية الملك سعود رحمه الله ..وآخر لقاء هذا المساء يستحضر التاريخ نصف قرن من المنافسه الشريفه ذات الروح العاليه والحافله بالقوة والإثارة والمتعه الكروية. شواهد أحداثها أجيال متلاحقه من اللاعبين والرؤساء والمدربين والإداريين وحتى على الصعيد الجماهيري وأبطال انجازاتها نجوم خلدهم التاريخ وحفرت اسماؤهم بقوة في ذاكرة الزمن وعشاق الناديين. ففي ثمانينات القرن الهجري الماضي كانت صفوف العميد تزخر بنجوم كبار يتقدمهم الأسطورة الاتحادية سعيد غراب بجانب عبدالمجيد وعبدالرزاق بكر وكتلوج وكعدور وغازي كيال ومبارك أبو غنم ومحمد حسام الدين (القملة) وعبدالمجيد رجخان وعبدالله صالح والنور موسى وعبدالمجيد كيال ومحمود أبو داوود والحراس عبدالله حجازي (جاوه) وعبدالجليل كيال ثم تركي بافرط. في المقابل كانت صفوف الهلال تضم كوكبة من نجوم الكرة السعودية يتقدمهم الأسطورة الهلالية مبارك عبدالكريم وسلطان مناحي وصالح امان وكريم المسفر وزين العابدين وحميد جمعان والكبش وسالم اسماعيل وسعيد بن يحيى ونبيل الرواف وعبدالله الرزقان (كندا) وزياد شعث بجانب حارس الكأسين الراحل عبدالله سوا. ويصف المؤرخ الرياضي الكبير د.أمين ساعاتي في كتابه (تاريخ الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية) نشأة الصراع التنافسي الكبير بينهما بعد أول نهائي جمعهما عام 83ه وانتهى لصالح العميد بثلاثية نظيفة قائلا: " ان فوز الاتحاد بالكأس بثلاثة اهداف للاشيء شحذت كل الامكانات الموجوده لدى جمهور الهلال كي يثأر لنفسه في أي مناسبة قادمه ومنذ ذلك التاريخ اصبح للقاء الاتحاد والهلال نكهة تختلف عن نكهات المباريات بين الفرق الآخرى الهلال يمثل جمهور الرياض والاتحاد يمثل جمهور جدة تنافس رائع جداً استمر لسنوات طويلة ". وبالفعل استطاع الهلال بعد عام واحد الثأر لخسارته أول مواجهة مع العميد على كأس 83ه بانتزاع كأس الملك من براثن الاتحاد في الموسم التالي في واحدة من أروع نهائيات الكؤوس برعاية الملك فيصل رحمه الله. ذلك أن العميد ظل متقدما بهدف حتى الدقائق الخمس الأخيرة قبل أن ينجح كابتن الهلال مبارك عبدالكريم بتعديل النتيجه في الوقت القاتل باصابة قاتلة من كرة ثابتة تصدى لها بدقة ومهارة عالية لتعبر الكرة بنجاح من خلال فتحه ضيقه في حائط الصد الاتحادي مستغلا قصر قامة أحد لاعبي الاتحاد (كعدور) وانتهت في المقص الايمن لمرمى الحارس العملاق عبدالجليل كيال رحمه الله لتمتد المباراة الى وقت اضافي ثم حسمت بركلات الترجيح 3/1 لصالح الهلال. ومن المفارقات التاريخية ان مدرب الهلال في المواجهة الأولى على كأس 83ه كان الوطني حسن سلطان رحمه الله وبعد الخساره الثلاثية قرر مؤسس ورئيس النادي آنذاك الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله اقالة مدربه نتيجة خطئه الفادح باشراكه مهاجماً مصاباً ( زين العابدين) رغم تحفظات الإداره قبل المباراة .. والليله يقود الهلال مدرب وطني في بداية مشوارة التدريبي وهو يحمل تاريخاً مشرفاً كنجم سابق ب 24 بطولة ساهم في قيادة الهلال لتحقيقها فهل ينجح اليوم "الكوتش" سامي الجابر في أول اختبار صعب وحقيقي لتجربته التدريبية وقدراته الفنية كمدرب ؟!