في مسيرتنا الرياضية وتاريخنا الكروي شخصيات رائدة وقامات عملاقة ونماذج إدارية قديرة قدمت لهذا الوطن الغالي تضحيات كبرى وخدمات متواصلة وعطاءات مميزة على مدى عقود من الزمن وتركت بصمات خالدة في الذاكرة الرياضية. وحين نقلّب أوراقاً من تاريخنا الرياضي بحثاً عن سيرة رجال أوفياء ورموز عصاميين نجد -ولله الحمد- العديد من الأسماء على قيد الحياة وبعضهم اقعده المرض ومنهم على سبيل المثال الشيخ عبدالله الزير مؤسس نادي الرياض عام 1373ه ونادي الفرع بالحريق 1395ه ويعد من معاصري البدايات الأولى لممارسة كرة القدم بمدينة الرياض في منتصف ستينيات القرن الهجري الماضي الذين حفروا الصخر وعانوا كثيراً من البدايات الصعبة كما تبرع ببيته بحي القرينين ليصبح أول مقر لناديه في حقبة كانت الرياضة تحارب في المجتمع النجدي المحافظ وشكل الزير مع بقية الرموز عبدالرحمن بن سعيد مؤسس الهلال والشباب وعبدالله بن أحمد الرمز الشبابي وأبو عبدالله الصائغ الأب الروحي لأهلي الرياض "الرياض حالياً" بجانب الرمز النصراوي الأول وصانع أمجاده الأمير عبدالرحمن بن سعود "رحمهم الله". تلك قامات مهمة ساهمت في بناء الحركة الرياضية وأندية العاصمة ومن الأسماء الجديرة بالتكريم التي خدمت الحركة الرياضية والثقافية والإعلامية والتوثيق الرياضي الدكتور أمين ساعاتي المؤرخ الثمانيني الذي رصد تاريخ الحركة الرياضية السعودية في موسوعة استثنائية مكونة من ستة مجلدات ستظل مرجعاً مهماً للباحثين عن الحقائق التاريخية لرياضة الوطن. إضافه إلى الخبير الرياضي الثمانيني محمد جمعة الحربي الذي مازال يخدم الرياضة وناديه منذ عام 1374ه وحتى اليوم ترأس خلالها الشباب في عصره الذهبي وقاده لعالم البطولات الكبرى محلياً وخارجياً للمرة الأولى في تاريخه منذ 1411ه. بجانب عميد المعلقين الثمانيني محمد رمضان ولا ننسى معالي الشيخ فيصل الشهيل الذي كانت له بصمات في خدمة الرياضة لأكثر من نصف قرن ودعم أندية المنطقة الشرقية من دون استثناء فضلاً عن دخوله عضوًا في أول مجلس إدارة لاتحاد الكرة برئاسة الأمير فيصل بن فهد "رحمه الله" وترأسه لنادي الهلال مطلع التسعينيات الهجرية ودعم مسيرته مع بقية رجالات الهلال الأوفياء وغيره من الرموز والاسماء الذين خدموا رياضة الوطن بكل تفاني وإخلاص. ومن هذا المنطلق أناشد رجل الرياضة الاول والمساهمات الإنسانية تركي آل الشيخ بتكريم تلك القامات المخلصة وهم أحياء تقديرًا لدورهم الريادي وخدماتهم الجليلة التي كانت من أهم الأسباب في بناء الرياضة وإرساء قواعد تأسيسها في حقبة لم تكن الرياضة مقبولة اجتماعياً غير أن سياسة وحنكة الرموز الأوائل الذين لعبوا دورًا في بناء الرياضة نجحوا في تغيير قناعات وتحويل الرياضة إلى نشاط يحظى باهتمام ومتابعة وممارسة من أفراد المجتمع.