قال المحلل الاقتصادي أحمد الشهري: إن تقنية الجيل الخامس ستشكل عاملاً رئيساً في إثراء المجتمع والاقتصاد الرقمي من خلال تمكين الاتصال اللامحدود، وتحفيز الابتكار ودعم خطط التنويع الاقتصادي، وتسريع عملية التحول الرقمي في قطاع التجزئة وغيره من القطاعات، وأشار، إلى أن استخدام تقنية الجيل الخامس سيدخل في تتبع المخزون المباشر ونقاط البيع المتنقلة ويسمح لتجار التجزئة بدمج نماذج الأعمال التجارية الخاصة بهم داخل المتجر وتوفير تجربة تسوق سلسلة ومرنة، وستساهم في استقرار القطاعات الاقتصادية. وأكد أن الجيل الخامس أقوى المؤثرات في الثورة الصناعية الرابعة، والاستدامة والمرونة في الاتصال للخدمات الإلكترونية والمالية كما ستساعد خدمات الجيل الخامس على تعزيز الرعاية الصحية والتعليم والنقل عالمياً، والتي تشكل أساساً بالنسبة للاستدامة الاقتصادية وتحقيق مستقبل أفضل، حيث أحدثت تقنية الجيل الخامس لشبكات الاتصالات المتنقلة نقلة نوعية في الخِدْمات المقدمة وممكناً رئيساً للتطبيقات العصرية ومنها المدن الذكية، والمنازل الرقمية، والمركبات المتصلة وغيرها من التطبيقات العديدة لتقنية إنترنت الأشياء (IoT) ذات المتطلبات المختلفة. وأطلقت المملكة خدمة الجيل الخامس بشكل تجاري خلال النصف الثاني من 2019، وسعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، إلى جلب تقنية الجيل الخامس للمملكة لتكون من الدول السباقة في إطلاقها، على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بنشرها أكثر من 5797 برجاً يدعم تقنية "5G" في 30 مدينة، لتحتل المملكة حاليًا المركز الثالث عالميًا في مساحة تغطية شبكات الجيل الخامس والأولى على مستوى الشرق الأوسط وأوروبا وشمال إفريقيا (EUMENA)، بما يعكس مدى التطور الكبير الذي حققه قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، لدعم مسيرة التحول الرقمي المنشود تحقيقاً لأهداف لرؤية المملكة 2030. وتعمل الوزارة على تطوير استراتيجية تمكين الجيل الخامس بالتعاون مع الإدارات والجهات المختلفة وتحديد العوائق التي تواجه التقنيات والشبكات الخاصة بها والعمل على حلها، بالإضافة إلى تطوير تجارِب الجيل الخامس مع الجهات الحكومية المختلفة، التي ستسهم في تحقيق النمو والتطور والتحول التقني وتحفيز الطلب على التقنيات المستقبلية. من جانبها أطلقت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، أول تجربة حية للجيل الخامس في مدينة الخبر وأجرت ما يزيد على 791 تجربة في أنحاء المملكة، إضافة إلى إعادة توزيع وطرح النطاقات الترددية (2300/2600/3500) ميجاهرتز لتمكين تقديم خِدْمات الجيل الخامس، بهدف وضع المملكة على خارطة الدول السباقة في تبني تقنية هذا الجيل . وعبر تقنية "5G" وظفت وزارة الاتصالات، خلال موسم الحج الماضي تطبيقات تعتمد على هذه التقنية لخدمة الحجاج والمعتمرين، في حين أن لهذا الجيل التقني دوراً فاعلًا نحو التحول التقني في المملكة وتمكين الثورة الصناعية الرابعة، فضلاً عن الإسهام في تقديم الرعاية الصحية عن بُعد، ومنها الخدمة الطارئة مثل توفير الإسعافات الأولية بإشراف طاقم طبي استشاري عن بعد أثناء التعامل مع الحالة وتشخيصها ووصف العلاج وما إذا الحاجة تستدعي نقلها للمستشفى. وستضفي هذه التقنية حلولًا عبر تسهيل استخدام برامج الذكاء الاصطناعي لتكون أكثر موثوقية في تحليل البيانات في أي مجال سواء الصناعي، أو التجاري، أو الطبي، أو لخدمة الحجاج والمعتمرين، إلى جانب مجال الترفيه والرياضة، وفيما يخص المجال الصناعي ستعمل تقنية الجيل الخامس على تدعيم وبناء وتطوير بيئة الصناعات المحلية والمصانع الذكية، إذ تعتمد أكثر التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة، والواقع المعزز، وغيرها من التقنيات على الاتصال السريع والآني. وتجاريًا، ستؤدي تقنية الجيل الخامس إلى تحويل مجالات الأعمال إلى عالم رقمي من خلال ربط مليارات الأجهزة عبر الإنترنت وفتح المزيد من الفرص التجارية والمالية عبر الصناعة، بالإضافة إلى تطوير قطاع التجارة الإلكترونية باستخدام الواقع الافتراضي المعزز لبناء تجربة تسوق واقعية من خلال المتاجر الافتراضية، كما تسهم في تطوير صناعة النقل والخِدْمات اللوجستية من خلال ربط مليارات أجهزة إنترنت الأشياء وبالتالي توفر رؤية أكبر وتحكماً في أنظمة النقل، وستعزز تقنية "5G" قطاع الترفيه عبر تطوير تطبيقات الواقع المعزز والواقع الافتراضي للألعاب المعتمدة على الفيديو والصور ثلاثية الأبعاد، التي تسهم في تطويره، أما في قطاع الرياضة فستمكن هذه التقنية من بناء تطبيقات العالم الافتراضي والتواصل الذكي والسريع لتطوير صناعة تقنية الرياضة، كذلك ستعمل تقنية هذا الجيل على زيادة كفاءة وتطوير تطبيقات وحلول المدن الذكية بغية تحسين الجوانب البيئية والاجتماعية وجودة الحياة. وتسعى المملكة من خلال تقنية الجيل الخامس إلى بلوغ المرتبة الأولى على مستوى دول المنطقة بتفعيلها هذه التقنية، عبر تنفيذ العديد من المبادرات والاستفادة المبكرة من مكتسباتها بفتح المجال واسعاً أمام العديد من التقنيات المتقدمة المعتمدة عليها مثل إنترنت الأشياء، والواقع الافتراضي، والروبوتات، والمدن الذكية، وغيرها من التقنيات المستقبلية الحديثة. أحمد الشهري