خمس توصيات دونها المشاركون في ملتقى قراءة النص في دورته السادسة عشرة، بعد ختام فعالياته الأربعاء الماضي، سابقين هذه التوصيات برفع شكرهم الجزيل لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لدعمه المستمر، واهتمامه الدائم بالثقافة والمثقفين، مشيرين إلى أن قرار مجلس الوزراء المتضمن إنشاء الهيئات الثقافية التي من ضمنها (الأدب والنشر والترجمة) يعدّ دعماً للثقافة والأدب في المملكة العربية السعودية، ويهدف إلى الارتقاء بالثقافة لتُصبح نمط حياة، وتُسهم في النمو الاقتصادي، وتُعزّز من مكانة المملكة دولياً. كما رفع المجتمعون شكرهم لمقام ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لاهتمامه المباشر بكل ما يحقق لمملكتنا رؤيتها الطموح في شتى المجالات، وإلى صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، وسمو نائبه وسمو محافظ جدة لمباركتهم إقامة الملتقى لهذا العام، ودعمهم للحركة الثقافية والأدبية بالمنطقة، وأوكلوا لرئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة رفع برقية باسمهم إلى مقام سمو أمير المنطقة وسمو نائبه وسمو محافظ جدة. باسطين الشكر كذلك للدكتور عبدالله صادق دحلان رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا على دعمه للملتقى ورعايته المستمرة له، مشيدين في الوقت نفسه بالشراكة المتميزة التي عقدها النادي الأدبي الثقافي بجدة مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا التي تهدف إلى دعم المبادرات الثقافية والأدبية ونحوها. كما ثمن المشاركون مبادرة النادي الأدبي الثقافي بجدة المتمثلة في تكريم الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الغذامي، كما أوصوا باختياره ليكون شخصية العام الثقافية للعام 2020م في كل المؤسسات الأدبية والثقافية بالمملكة؛ بهدف تسليط الضوء على مزيد من جهوده وفكره في خدمة الثقافة. وخلص المشاركون بعد عقد ست جلسات علمية ناقشوا فيها أكثر من (38) ورقة مشيدين من خلالها بالرصد الإيجابي والعلمي للتحولات التي ظهرت ملامحها الأدبية والثقافية في الخطاب الأدبي الشبابي وأثر رؤية 2030 الطموحة في صياغة نتاج هذا الخطاب الذي تناولته دراسات وبحوث وأوراق الملتقى، ومن خلال تلك الأوراق خلص المشاركون إلى توصيات عديدة منها أن يتبنى النادي الأدبي الثقافي بجدة تخصيص إصدار خاص عن الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الغذامي، يتضمن الأوراق التي قدمت عنه والشهادات التي قيلت فيه. كما أوصوا بإنشاء برامج تدريبية يشارك فيها الأدباء والمثقفون والنقاد في سبيل بناء جيل واعٍ بذاته مستنير مؤمن بوطنه ودوره المؤثر والإيجابي في بناء حضارة العالم. بالإضافة إلى توصية بقيام المثقفين والأدباء والنقاد بدورهم الفاعل في مساندة هذا النجاح المتمثل في إنشاء الهيئات الثقافية تجاه الشباب, والمجتمع بكل شرائحه عبر مساهمات متنوعة في هذا الإطار. وكذلك مشاركة الجامعات والأندية الأدبية والمراكز الثقافية والمؤسسات ببذل المزيد من الجهود في دراسة التحولات الأدبية والثقافية بالمملكة العربية السعودية لمواجهة التحديات والفرص المتصلة بالتنمية والنهضة. وأخيراً يوصي المشاركون بضرورة التركيز على فئة الشباب من الأدباء والمثقفين من الجنسين وإتاحة الفرصة لهم في الملتقيات الأدبية والثقافية. وكان ملتقى النص قد اختتم دورته ال 16، الخميس الماضي بستة أوراق قدمت فيها الدكتورة صلوح السريحي ورقة بعنوان: "المزيج الأجناسي بين التجاور والتحاور: الأدب التفاعلي أنموذجاً"، مشيرًا في ثناياه إلى أنه قد تتجاور الأجناس - قديمها وحديثها - داخل النص الأدبي الواحد، خالقة بهذا التجاور والتحاور مزيجاً أجناسياً متكاملاً ومتوافقاً. أما "سرديات الذهاب والعودة للوطن- تماهي النوع.. تماهي الخطاب: دراسة تطبيقية"، فهو عنوان الورقة، التي قدمها الدكتور سحمي الهاجري، مرتئيًا فيها أنه حين النظر إلى دخول الأدب السعودي مرحلة زمنية جديدة في الألفية الثالثة, سيكون لازمًا في الوقت ذاته استصحاب طبيعة اتصال هذه المرحلة بما سبقها من مراحل متتالية, وذلك التراكم المتواصل من التجارب المتنوعة نقداً وإبداعاً. وجاءت مشاركة الدكتور أحمد بن حسين عسيري، بورقة حملت عنوان "أدب الخيال العلمي: المفهوم والتأصيل وموقع المنتج المحلي منه"، مشيرًا إلى أن أدب الخيال العلمي هو في بعض تعريفاته, أدب استشرافي بالمقام الأول, ويرتبط بالمكتسب العلمي وبموازاة التحولات الاجتماعية, وهذا الأدب في جانبه السردي ينبثق عن النظريات العلمية المتنوعة. أما الدكتوره شيمة محمد الشمري فقدمت موضوع "التقنيات الشعرية في القصة القصيرة جداً.. من اللغة المرجعية إلى اللغة المراوغة، مسرحًا لبحثها، منوهة إلى أن أهم ما يميز النصوص الإبداعية عموماً، والسردية على وجه الخصوص في الألفية الثالثة هو استجابتها لمفهوم الانفتاح الأجناسي، فباتت التقنيات الفنية ترتحل بين الأنواع الأدبية. ورصد الدكتور محمد بن راضي الشريف، في ورقته المعنونة ب"التمظهر التبادلي: القصة القصيرة جداً وقصيدة الهايكو أنموذجاً"، تسارع وتيرة منجز الخطاب الأدبي وتفلّته من الدرس النقدي الذي لا يزال – حسب رأيه - يعتوره شيء من لوثة كلاسيكية تشدّه إلى مراعاة العرف الأدبي حيث الأطر النوعية والتعاطي المدرسي. وشهدت جلسات اليوم الأخير كذلك مشاركة الباحثة صالحة المالكي بورقة بحثت في "تداخل الأنواع الأدبية في رواية (حالة كذب) لعبدالعزيز الصقعبي"، حيث تتفق مع سابقيها في أن أبرز ملامح تطور الأدب العربي في الألفية الثالثة يتمثل في بروز ظاهر تداخل الأنواع الأدبية، وكسر الحواجز التصنيفية فيما بينها وقد تعددت المصطلحات التي تشير إلى التداخل الذي حصل بين الأنواع الأدبية. جانب من الحضور ويظهر الدكتور عبدالعزيز خوجة د. عبدالله دحلان د. عبدالله الغذامي ومدير العلاقات بأدبي جدة عبدالله الدوسي د. ياسر مرزوق والبيان الختامي