أكد رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة، الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي، أن جهود النقاد تترى، وأن الحركة الإبداعية والخطاب الأدبي لن يتوقفا ما دامت مساحات النص (بكل أبعاده) مزدانة بالإبداع، وما دامت وشائج التواصل بين المبدع (لاسيما الشاب) والنقاد قائمة. وبين أن (ملتقى النص) الذي يدشنه النادي الأدبي سيظل معلمًا بارزًا في تضاريس مشهدنا الثقافي، يستمد قوته وحضوره ووهجه من الحضور والتفاعل والتجاوب والأبحاث. وقال في حفلة انطلاقة الملتقى ال16 الذي حمل عنوان «تحولات الخطاب الأدبي السعودي في الألفية الثالثة»، بقاعة الشربتلي ب«أدبي جدة» مساء أمس (الثلاثاء) إن اختيار هذا العام موضوعًا هو الأكثر حضورًا والأجدر دراسة ونقدًا وقراءة ودعمًا، وهو عنوان الملتقى، للنظر إليه في ظل متغيرات حضارية واجتماعية وفكرية وبعد أن وضعت حروب التجاذبات الفكرية أوزارها، مدركين الآن أن حضور الحوار العلمي المنضبط والرصين بين نحن (بعقل ما قبل 2000 للميلاد) ونحن (بعقول شباب الألفية الجديدة) أصبح كفيلاً بصياغة منتج يخدم ثقافتنا ويثبت أطناب هويتنا ويرفع منزلة مبدعنا، ويبني جسورا مع آخر كنا نراه ونسمعه ونحرّم ملامسته أو نرتعد منه. وأوضح أن الملتقى يأخذ فكرته وتميزه - منذ بدأ دورته الأولى - من التركيز على مجال قراءة النص قراءة حفرية نقدية عميقة، يحاول كل دورة من دوراته أن يتحرك في حقل معرفي مهم، يستكشف الإبداع فيه، ويجوس خلال تضاريسه برؤية ناقدة وبصيرة تسائل الأسس والمنطلقاتِ والواقعَ والمآلاتِ وبين أن المناسبة تشهد أيضا تكريم الناقد عبدالله بن محمد الغذامي، وقال «لقد نقش الغذامي في أذهاننا حقيقة حضوره، فارتأينا أن نستمع في مستهل ملتقانا إلى شهادات من جايلوه أو نهلوا من معين معارفه عن قرب من الأساتذة والتلاميذ إنه ممن قاد مرحلة تيقّظ حركة النقد التطلعيّة والطليعية في بلادنا من رقادها، وتضخ جفنها الوسنان بأنداء طروحاته ونظرياته فانتعشت في غصون الأدب الذابلة أوراق الإبداع الغضة»، لافتا إلى منحه العضوية الشرفية. وفيما شهد الانطلاقة والتكريم عدد من كبار المثقفين والأدباء، وفي مقدمتهم وزير الإعلام السابق الدكتور عبدالعزيز خوجة، أوضح رئيس مجلس جامعة الأعمال والتكنولوجيا، الدكتور عبدالله بن صادق دحلان، أن الجامعة إذا لم تلتصق بالمجتمع وخصوصا الأندية الأدبية فإنها لن تقدم خدمة، ولا يوجد مجتمع بلا شعراء أو نقد أو أدب، وقال «فخور بالنادي الأدبي وما يقدمه بوجود الدكتور عبدالله السلمي وزملائه واستمرارهم في إقامة هذا الملتقى، بدعم من الأدباء والزملاء وليس لنا فضل في هذا الدعم، وأتمنى أن تحذو حذونا جميع الجامعات». وتحدث الدكتور مرزوق بن تنباك، نيابة عن المشاركين والمشاركات، وقال «إنها ليلة جميلة بجمالكم، وجميل هذا الاستقبال والحفاوة، وجميلة هذه الليلة بحضور هذه النخبة من المثقفين والأدباء، وباسم المشاركين في الملتقي أشكر نادي جدة الأدبي وكل الزملاء القائمين على هذا الملتقى، أما تكريم الناقد عبدالله الغذامي فهو يستحق التقدير من الوطن أجمع». عقب ذلك شاهد الحضور فيلمًا وثائقيًا عن مسيرة ملتقى النص في دوراته ال15 الماضية، تلت ذلك ندوة قُدِّمت فيها شهادات حول شخصية الناقد الكبير عبدالله بن محمد الغذامي، أدارها الدكتور أحمد آل مريع وشارك فيها كل من الدكتور على بن تميم، والدكتور محمد الهدلق، والدكتور محمد الصفراني، والدكتورة فوزية أبو خالد ألقتها عنها الدكتورة فاطمة إلياس، والدكتور ابراهيم التركي. ليختتم حفل التدشين بتكريم اللجنة العلمية للملتقى، كما منح النادي عضويته الشرفية للدكتور عبدالله الغذامي، إضافة لتكريم الدكتور عبدالله دحلان.