إن الإعلام المنطلق من مدركات تربوية وتنموية وفق رؤية اقتصادية واعية بالمسؤولية الوطنية يلعب دوراً مهماً وبارزاً في مشروعات التنمية الاقتصادية وذلك من خلال التعريف بمرتكزاتها ودعائمها وتقديم التوضيح العلمي الصحيح من التوعية والمعرفة الاقتصادية من أجل تحسين نوعية الحياة ورفع مستوى الأفراد وترسيخ الوعي الاقتصادي بالطرق العلمية والتربوية، بالإضافة إلى تعميق الإدراك والحس الوطني في تشجيع ومساندة مشروعات التنمية الاقتصادية الوطنية وما يترتب عليها من المساهمة في الناتج الوطني ونجاح خطط التنمية. ونظراً للتغيرات الاقتصادية المستجدة في أساليبها والمتغيرة في طرق التعاطي معها والسعي الدائم إلى تنمية شاملة تحقق طموحات وآمال المجتمعات وبناء مستقبلٍ أكثر إشراقًا فالنظر سيتوجه إلزامًا إلى الاقتصاد كعنصر أساسي وما يدعمه من مجالات أخرى وأهمها وعلى رأسها الإعلام والتربية، لذا أتت الحاجة الضرورية إلى وسيلة إعلامية اتصالية تربوية تنموية تحقق التنمية الشاملة على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية وإبراز الوعي بالحاجات اللائقة بالحياة الإنسانية المتطورة المتغيرة؛ وهي أحد العوامل المهمة التي تسهم في زيادة سرعة التنمية الاقتصادية عن طريق المساهمة في تغيير عادات وأساليب حياة المجتمع وتعليمهم قيمًا وأساليب جديدة لإيجاد بيئة واعية شأنها أن تكون داعمة ومواكبة وموائمة للتنمية الاقتصادية وما ينعكس عنها من تنمية فكرية وثقافية وأساليب حياتية واجتماعية جديدة. إن الإعلام الاقتصادي إذا أحسن توظيفه يمكن أن يكون الأداة الفعّالة لإحداث التغيرات النفسية والاجتماعية والقيمية التي تتطلبها التنمية الاقتصادية الفعّالة، فهي تساهم في بث الوعي الادخاري بين أفراد المجتمع وترشيد الاستهلاك وتقديم المعلومات الواضحة عن المجالات المناسبة للاستثمار وكيفية توجيه البوصلة نحو المشروعات الأمثل ذات المردود الاقتصادي الأكثر استدامة. ومن هنا يلعب الإعلام التنموي في هذا المجال دوراً مهماً ومباشراً في تنمية المجتمعات بحيث يمكن أن يسهم في تقدم المجتمعات عن طريق تغير عقول الناس وتوعيتهم ليصحبوا راغبين في التنمية وهذا يؤدي إلى تنوير جوانب الحياة بالمعلومات الصحيحة والأفكار النافعة ليلتقي التنوير الداخلي في الناس بالتنوير الخارجي لقضايا الناس، إن التربية الإعلامية هي الأداة الفعّالة لإعداد الفرد والمجتمع لتقبل التنمية الاقتصادية والمساهمة فيها بفاعلية وأن الصلة بين الإعلام والتربية الموجهة وجهة اقتصادية تنموية أصبحت ضرورة لصناعة رسالة إعلامية استثمارية تسويقية ناجحة للعالم وهي: أن المجتمع يعمل بحرفية كبيرة في تهيئة الأجيال من خلال رسالته التربوية والمجتمع من خلال برامجه الإعلامية التوعوية وأن الجميع يتمتعون بوعي كافٍ من خلال المخزون الثقافي التاريخي الكبير والكوادر البشرية القادرة على قيادة المستقبل واقتناص الفرص واستثمار أمثل للموارد ومواكبة لصيقة وواعية للتغيرات الاقتصادية والمستجدات المالية والفرص الاستثمارية ومجالاتها الجديدة وثقافة التعامل معها والاستفادة منها تحقيقًا للآمال الكبيرة التي يطمح لها الوطن والمواطن.