أعلنت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء أن فيروس كورونا المستجد الذي انتقل من الصين إلى 25 دولة لا يمثل بعد حالة «وباء عالمي». وقالت سيلفي بريان رئيسة إدارة مكافحة الجوائح والأمراض الوبائية في المنظمة للصحافيين في جنيف»حاليا لسنا في حالة وباء عالمي». لكنها أضافت «نحن في مرحلة يعد فيها الوباء متعدد البؤر». وأودى الفيروس بأكثر من 425 شخصا وأصاب 20 ألفا في الصين، جميعهم تقريبا في مقاطعة هوباي (وسط) مركز ظهور الفيروس، وانتقل إلى 25 دولة منذ ظهوره في ديسمبر. وقالت بريان إنه في الوقت الذي يتم رصد انتقال سريع للفيروس في هوباي، تعد الحالات خارج المقاطعة «حالات انتشار» مع تجمعات متفرقة من حالات العدوى. وفي نفس الوقت تطبق السلطات في الصين تدابير حازمة لوقف انتشار العدوى فيما اتخذت دول أخرى سجلت إصابات، تدابير لمنع انتشار الفيروس. وأضافت بريان «نأمل أنه بناء على تلك التدابير في هوباي وأماكن أخرى تم تسجيل انتشار إليها، يمكننا وقف العدوى والتخلص من الفيروس». وسجلت سنغافورة أول حالات إصابة بفيروس كورونا المتحور الجديد لأشخاص لم يسبق لهم زيارة الصين. وأفادت صحيفة ستريتس تايمز امس بأن الحالات تعود لأربع سيدات، اثنتان كانتا تعملان في متجر يقوم ببيع منتجات صينية، ويستقبل سائحين صينيين. والحالة الثالثة لخادمة لإحدى السيدتين العاملتين بالمتجر، والرابعة لمرشدة سياحية كانت تقوم باصطحاب المجموعات السياحية لنفس المتجر. وقد أعلنت سنغافورة امس تسجيل حالتي إصابة جديدتين مؤكدتين بالفيروس، وبذلك تبلغ عدد الحالات المصابة بالفيروس في سنغافورة 24 حالة. كما أكدت سلطات الصحة في ماليزيا الثلاثاء أول حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد بين مواطنينها ليرتفع بذلك العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة في البلاد إلى عشر حالات. وقالت السلطات إن المصاب رجل ماليزي يبلغ من العمر 41 عاما كان قد سافر إلى سنغافورة لحضور اجتماع الشهر الماضي مع زملاء من الصين، أحدهم من مدينة ووهان الصينية بؤرة تفشي الوباء. ولم تظهر أعراض الإصابة على الرجل الماليزي إلا يوم 29 يناير كانون الثاني أي بعد قرابة أسبوع من عودته إلى ماليزيا. وقال وزير الصحة الماليزي ذو الكفل أحمد إن نتائج فحوص طبية بتاريخ الثالث من فبراير أكدت أن المصاب ورجلا آخر من ووهان يبلغ من العمر 63 عاما وكان تحت الملاحظة أصيبا بالفيروس. كذلك أصبحت هونغ كونغ الثلاثاء ثاني منطقة خارج الصين القارية تسجل فيها وفاة بفيروس كورونا المستجد بعد الفلبين، فيما فُرضت قيود على حركة التنقل في مدينتين أخريين بعيدتين عن بؤرة الفيروس تضم إحداهما موقع مجموعة علي بابا للتجارة الإلكترونية. وأعلنت هونغ كونغ وفاة رجل في التاسعة والثلاثين من العمر بعد أن كانت قد أغلقت كل المعابر مع الصين القارية، باستثناء اثنين، لمنع انتشار الفيروس. نظرية المؤامرة مع حلول يوم الاثنين أعلنت وزارة الصحة الأميركية عن 11 إصابة مؤكدة بفيروس «كورونا» المستجد في الولاياتالمتحدة مع تأكيد ثلاثة حالات جديدة في ولاية كاليفورنيا، حالتين منهم لزوج عاد من الصين إلى الولاياتالمتحدة وتم فحصه في المطار دون أن تظهر عليه أي أعراض لينقل المرض إلى زوجته في كاليفورنيا. كما تم تأكيد حالات أخرى في ولايات شيكاغو، ووماسشوسيتس، وواشنطن واريزونا لتعلن الولاياتالمتحدة حالة الطوارئ الصحية إضافة إلى إجبار القادمين من مقاطعة «هوباي» التي تقع فيها مدينة ووهان على الحجر الصحي لمدة 15 يوما على الأقل من تاريخ وصولهم إلى الأراضي الأميركية، وحظر دخول غير الأميركيين الذين زاروا الصين مؤخراً، وتعليق طلبات الصينيين للحصول على تأشيرة دخول إلى الولاياتالمتحدة الأميركية. من جانبه قال المحلل الاقتصادي الأميركي جيم بارتاج ل»الرياض» إن الحديث عن مؤامرة تطلقها الولاياتالمتحدة ضد الصين لتستفيد اقتصادياً يخالف منطق الأرقام والأسواق حيث تعتبر الولاياتالمتحدة من أول المتضررين بعد الصين من انتشار الفيروس القاتل فبينما بدا فيروس كورونا المستجد بعيدا عن الولاياتالمتحدة قبل أسبوع، بات اليوم يهدد الصحة العامة في أميركا والاقتصاد الأميركي بعد انخفاض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 600 نقطة وتأثر أسواق «وول ستريت» بشكل حاد باتساع رقعة انتشار الفيروس ما يهدد نمو الاقتصاد الأميركي للعام 2020، فالصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم وجزء كبير من تجارتها مرتبط باقتصاد الولاياتالمتحدة أكثر من أي بلد آخر، بالإضافة إلى أن الولاياتالمتحدة هي مقصد لآلاف السياح الصينيين كل أسبوع. وبحسب تقارير «جولد مان ساكس» فإن الإنتاج الأميركي قد يتباطئ بمقدار 0.55 بالمئة وستزداد حالة الذعر في الأسواق الأميركية كلما استمر انتشار الفيروس. وبينما باتت الشركات الطبية الأميركية الخاصة الكبرى وشركات اللقاح ووزارة الصحة الأميركية تمتلك كل جينات الفيروس المستجد حيث تعمل على محاولة إيجاد لقاح يقي من الفيروس أو دواء يعالجه لم تتمكن أي جهة أميركية من الوصول إلى أي علاج فعال للفيروس.