لا يمكن إنكار جهود وزارة التعليم لمحاولة الانتقال وبشكل سريع وموضوعي لمنظومة التطور لكي تواكب مثيلاتها من الوزارات الأخرى، وكذلك مثيلاتها في الدول المتقدمة. هذه الوزارة التي على إدراك تام بما لديها من مشاكل وصعوبات، ولكن في الوقت نفسه علينا أن نعترف بأن حوكمة منظومة التعليم في بلد قارة كالمملكة العربية السعودية ونمذجته أمر ليس بالهين، ولا نبرر ولكن بحاجة لوقت لتحقيق رؤيته، وهذا مايجعلنا نمهل هذا القطاع بالتحديد لمعالجة ما لديه من ثغرات ونترقب وبشدة نتائجة على الطلاب في المستقبل القريب خاصة في ظل الإمكانات الجبارة التي أتاحتها حكومتنا - حفظها الله- ولعل لغة الأرقام لميزانية التعليم خلال السنوات الماضيه تتحدث عن ذلك حيث إنها تحصل على النصيب الأكبر من هذه الميزانية كل عام؛ وأشير لأهمية هذا الوزارة فهي تملك ثروة ضخمة تتمثل في أكثر من سبعة مليون عقل بشري بين يديها لطلاب المدارس لعمر ما بين 6 سنوات إلى 18 سنة وهي أهم مرحلة تأسيسية لأجيال قد تصنع المستحيل لرفعة هذا الوطن بما يليق فيه في جميع مناحي الحياة. والأهم من ذلك تأهيل من سيصنع تلك العقول بالتركيز على معلميها بالدرجة الأولى مهنياً، وليس فقط علمياً باعتماد برامج تدريبية على مستوى عالٍ من الجودة داخل وخارج المملكة لا تقل عن أسبوعين مع اعتماد برنامج لتأهيل المعلمين الجدد قبل مباشرة تعاملهم وتعليم الطلاب فكم من معلم بمهنيته وأسلوبه التحفيزي صنع مستقبل طالب؟ وكم من آخر أحبط طالب همته قد توصله للتميز. وأنا على يقين بأن قارىء هذا المقال تبادر لذهنه نماذج واقعية لبعض معلميه من كلا النموذجين فمازال بعض من الكادر التعليمي، ولا نعمم بالرغم من وصولنا لعام 2020م إلا أنه لا يمثّل التعليم بأسلوبه التربوي المتدني كما لابد من إيجاد قناة إلكترونية للتواصل بين المدرسة والأسرة. أيضاً أشير إلى أهمية بذل جهود للبعد عن أسلوب التلقين المباشر في التعليم فطالب اليوم ليس كما هو بالأمس.. والتحدي الأكبر في كيفية جذب المتلقي للمادة العلمية في ظل وسائل التواصل الاجتماعي فهو يعلم ما يدور في العالم من جهاز بين يدية ولعل خلق بيئة تعليمية جاذبة بالتعاون مع الهيئة العامة للرياضة والهيئة العامة للترفيه لتخفيف العبء على الوزارة لتركز على رسالتها الأهم بإسناد البرامج الرياضية والترفيهية وتأسيس مرافقها والعناية فيها لجهة الاختصاص لتقديم برامج رياضية وترفيهية على مستوى عالٍ بكافة أنواع الرياضة لتكون أندية تنافس الأندية التجارية وترفيهية تغذي العقول كعرض البرامج الوثائقية المفيدة عبر سينما المدرسة وتفعيل المكتبة المسموعة وغيرها والتركيز على ماتحتويه من كتب تثقيفية تناسب مستويات الطلاب الثقافية والتعليمية مع فتح أبوابها في الفترة المسائية لممارسة الطلاب النشاط اللا صفي في المدارس وفي الإجازات بإشراف كادر متمكن ومنها إتاحة فرص عمل للمعلمين بدوام إضافي وحوافز مالية إضافية.. ولعلي أختم هذه المقالة بأن يكون التقويم الدراسي خطة معتمدة ويحسم أمر اختلافها من عام إلى عام بتقسيم أشهر السنة الاثنتي عشرة إلى ثلاثة أجزاء، أربعة أشهر منها ابتداء من شهر محرم للفصل الدراسي الأول على أن يكون الأسبوعان الأخيران منها إجازة لما بين الفصلين والأربعة الأشهر التي تليها للفصل الدراسي الثاني بتخصيص الأسبوعين الأخيرين منها لاختبارات الدور الثاني للمتعثرين على أن تكون نهاية دوام العام الدراسي 29 شعبان من كل عام ويستمتع الطلاب ومنسوبو التعليم بما تبقى من السنة بإجازتهم السنوية بعيدي الفطر والأضحى. (التعليم أساس لحضارة الشعوب) فمتى ما أعجبك أسلوب وحضارة شعب فكن ممتناً لسلك التعليم لديهم.. وزارة التعليم تفاعلكم المعهود وفقكم الله لكل خير.