شارك مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في "الملتقى الإقليمي حول التربية على المواطنة والقيم الإنسانية المشتركة.. من النظرية إلى التطبيق"، والذي افتتحه صباح أمس، وزير التعليم د. حمد بن محمد آل الشيخ، بتنظيم مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية، ومركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم بالتعاون مع مكتب التربية العربي لدول الخليج، وبالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وبحضور ممثلين وزارات التعليم في الدول العربية وخبراء دوليين وإقليميين ومحليين في مجال تعليم المواطنة، وذلك في مقر مركز الحوار الوطني بالرياض. وتناولت الجلسة التي ترأسها د. عبدالله الفوزان، الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ضمن فعاليات اليوم الأول للملتقى والتي جاءت تحت عنوان: "التربية على المواطنة والقيم الإنسانية المشتركة"، تجارب بعض الجهات والمؤسسات الوطنية المعنية بموضوع المواطنة في المملكة، ومنها وزارة التعليم، ودارة الملك عبدالعزيز، ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومشروع سلام للتواصل الحضاري. وفي كلمته الافتتاحية للجلسة، أكد الفوزان، الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على أهمية تعزيز قيم المواطنة الصالحة، التي ستجعل كل فرد عضواً صالحاً في مجتمعه -ولاء وانتماء وعملاً وسلوكاً- وقال بعد ترحيبه بالمشاركين إن تعزيز قيم المواطنة يعتبر من أهم الأدوار والمهام التي يقوم بها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالتعاون مع عدد من الجهات داخل المملكة وخارجها، وفي مقدمتها وزارة التعليم، منوها في هذا السياق بالتعاون القائم بين المركز ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). وأعرب عن أمله بأن يساهم الملتقى في تحقيق الأهداف المرجوة منه والتي تعمل المملكة على تحقيقها وفق رؤية 2030 في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، حفظهما الله. من جهته، استعرض إبراهيم بن زايد العسيري، نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تجربة المركز في تعزيز قيم المواطنة، وقال إن المركز ومنذ إنشائه أولى أهمية كبيرة لتعزيز قيم المواطنة بين كافة أطياف المجتمع، حيث جعلها أساسا ترتكز عليه حواراته، وعمل على تسخير برامجه ومشاريعه المختلفة والمتنوعة لتعزيزها من خلال نشر ثقافة الحوار والتعايش وترسيخها انطلاقا من الثوابت الوطنية وأن الوطن للجميع وأن الاختلاف والتنوع ثراء وأن جوهر التعايش في احترام وقبول الآخر وعدم إقصائه، وأن القيم المشركة أرضية ملائمة لبناء التعايش المشترك. وأوضح أن المركز أصبحت لديه تجربة ثرية على المستوى الوطني في تعزيز قيم التعايش والتسامح عبر إقامة العديد من اللقاءات والحوارات الوطنية، وكذلك إجراء البحوث العلمية والدراسات الميدانية واستطلاعات الرأي العام، وبناء المؤشرات المجتمعية، ومنها مؤشر التسامح الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة ويهدف للتعرف على واقع التسامح بين كافة أطياف المجتمع السعودي، ومدى احترامهم وقبولهم للمختلفين معهم دينيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا، بما يحقق الانسجام والوئام والتلاحم بينهم. كما تطرق العسيري إلى مبادرات المركز الدولية في تعزيز الاتصال والحوار مع أتباع الحضارات والثقافات الأخرى واحترام التنوع الثقافي والديني والتعارف البناء بين أبناء الحضارات المختلفة، إضافة لمشاركة المركز في العديد من المبادرات والمشاريع والبرامج الدولية لتعزيز قيم التسامح والتعايش والتواصل بين الشعوب، مثمنا تعاون المركز وشراكاته مع عدد من الجهات الدولية ومنها منظمة اليونسكو، مشيرا إلى أن هذه الشراكة قادتنا وستقودنا بإذن الله إلى المزيد من النجاحات والتي توّجت مؤخرا بتنفيذ عدد من المشاريع أبرزها إنشاء المركز الإقليمي للحوار والسلام من الفئة الثانية في المملكة والذي يعكس الجهود التي تبذلها المملكة في مجال دعم الحوار والسلام وتعزيز التعايش السلمي مع مختلف الشعوب، مما جعلها أنموذجاً عالمياً في هذا المجال. وأعرب نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عن أمله بأن يسهم الملتقى في ترسيخ روح التضامن والتعايش، وإرساء قيم وممارسات التسامح ونشر الوعي بأهمية العمل لإنسانية مشتركة واحترام التنوع، فضلا عن توفير جميع الوسائل لضمان أكبر قدر من المساواة والعدالة الاجتماعية، والتفاهم والتعاون بين الشعوب للعيش في عالم يزداد تنوعاً.