الدعيع: سجلت هدفين في النصر والاتحاد.. وكأس المؤسس أعظم أفراحي

مباراة كوريا أبكتني.. وأقول للهلاليين كفو كفو
شمايكل أنصفني في المونديال.. وقصرت بحق الطائي
الفوز بكأس العالم وودية ويمبلي ذكريات لا يمكن نسيانها
أكد حارس مرمى المنتخب السعودي ونادي الهلال السابق محمد الدعيع أن الفوز بكأس المؤسس أعظم إنجازاته، وأن مواجهة منتخب إنجلترا الودية التي أقيمت على استاد ويمبلي أفضل مبارياته، مشيراً إلى أن كلمات الحارس الإيطالي جيجي بوفون في حفل اعتزاله التي ذكر فيها «أنا فخور للحضور لتكريم رمز للقارة الآسيوية وبطل كمحمد الدعيع» إضافة إلى مسيرته الكروية.. جاء ذلك في الحوار التالي الذي أجرته «دنيا الرياضة».
*أولاً: دعني أسألك عن جائزة حارس القرن الآسيوي التي حصلت عليها باستحقاق في عام 1999 م حدثنا عن مشاعرك حينها وأنت تُتوج بحارس القرن في آسيا في ظل وجود هامات من الحراس السابقين في كوريا وإيران وغيرها؟
-هو لقب باسم المملكة العربية السعودية قبل أن يكون باسم محمد الدعيع وأنا أفتخر فيه خصوصاً بأنني قبلها حققت أفضل حارس في كأس آسيا 1996م في الإمارات وأتت جائزة حارس القرن لتكمل عقد الفرح عند محمد الدعيع.
*ما صحة هذه المعلومة "محمد الدعيع ذهب إلى حفل التتويج بدون أي صحفي سعودي"؟
-نعم.. لم يكن معي أي صحفي سعودي في حينها، ولكن كل هذا لا يهم المهم بأنني عدت لهم بالإنجاز، والمهم أن هذا الإنجاز يسجل باسم بلدي المملكة العربية السعودية.
*ولكن هل صحيح أن مصور كويتي حضر من أجل تتويج جاسم الهويدي بجائزة هداف العالم هو من التقط لك صورة استلامك للجائزة في ظل غياب تام من الإعلام السعودي؟
-نعم.. مرافقو الاتحاد الكويتي كانوا موجودين مع جاسم الهويدي وهم الذين نقلوا الاحتفال وأشكرهم على حفاوتهم بي، واهتمامهم بإنجازي في حينها.
*اليوم بعد مرور عشرين عاماً بالتمام على تتويجك بهذه الجائزة التاريخية هل تعدها الأغلى في تاريخك؟
-نعم.. تاريخية وأتمنى ابني عبدالعزيز يخطو خُطاي فأنا أرى فيه نفسي، أما عن العائلة ولله الحمد سعيدة بهذا المنجز، ودائماً ما أسمع منهم عبارات الفخر والثناء بحقي وحق مسيرتي، وهذه نعمة من الله.
*عندما حضر الإيطالي جيجي بوفون لحفل اعتزالك قال نصاً: "أنا فخور للحضور لتكريم رمز للقارة الآسيوية وبطل كمحمد الدعيع".. ماذا مثل لك هذه المقولات التاريخية؟
-بالنسبة لي بوفون أفضل حارس في العالم ولن أنسى كلماته في حفل اعتزالي، وعندما تأتيك شهادة من أفضل حارس بالعالم فبالتأكيد إنها إضافة لمسيرتي، وبالتأكيد احتفظ بكلامه لي في ذاكرتي للأبد.
*خسر منتخبنا الوطني مباراته الافتتاحية في كأس العالم 1998م أمام الدنمارك بهدف وحيد قبل أن يظهر الحارس الأسطوري بيتر شمايكل ليؤكد.."لولا وجود محمد الدعيع لانتصرنا بسداسية" ماذا يعني لك هذا الانصاف؟
* شهادته هذه تكفيني ولله الحمد قدمت أنا وزملائي مباراة كبيرة أمام منتخب عنيد، وكم كنت أتمنى الفوز ولكن من خطأ سجلوا فينا هدفاً قاتلاً، ولكن كلمات شمايكل أسعدتني جداً، وأتذكر بأنه أهداني قميصه بعد تلك المباراة، وألتقيته قبل سنوات قريبة في الرياض، وهو شخص ودود جداً.
*لماذا لا نشاهد أرشيفاً رسمياً للدعيع يحفظ فيه لقطاته وصوراً تاريخية ولحظات لم تمر مرور الكرام؟
-كل شيء موجود ف"السوشل ميديا" بفضل الله ثم بفضل محبيني الذين دائماً ما ينشرون الفرح في قلبي بكلامهم الجميل، واسترجاع ذكرياتي معهم بمقاطع الفيديو، ومحبتهم وهي رأس المال الحقيقي بالنسبة لي.
* حارس النصر السابق محمد الخوجلي في إحدى لقاءاته ذكر بأنك صاحب شخصية قوية في الملعب بل وأكد إنك من القلائل الذين يتقبل جميع من في الفريق، وحتى المدرب غضبه وتوجيهاته القاسية بكل حُب؟
-محمد الخوجلي صديق وأخ وأحترمه كثيراً، ويملك إمكانيات رائعة، والحمد لله مثلما ذكر الجميع كانوا يتقبلون مني، وشخصيتي ليست أقوى من شخصية الخوجلي في الملعب فحتى هو يستحق التقدير والإنصاف..
*صرخت على لاعبي ناديك في مباراة الوحدة بمفردتك الشهيرة "حسوا.. حسوا" اليوم لو الدعيع موجود لمن يقول هذه المفردة؟
-كلمة حسوا كانت بوقتها ولله الحمد أتت بثمارها وسجلنا هدف الفوز في آخر دقيقة، ولاعبو الهلال يعلمون بأنني أعاتبهم أحياناً لأنني أدرك قيمة إمكاناتهم العالية فأريد أن يخرجوا كل ما لديهم، وجميعهم يدركون بأنني أتحدث لهم من أجل المصلحة العامة لمعشوقنا الأزرق، أما الآن فما أستطيع أقول حسوا فبعد بعد ما حققنا كأس آسيا راح أقول: "كفو، كفو" للاعبي الهلال الحاليين وأعضاء مجلس الإدارة الذين أسعدونا.
*الكابتن سامي الجابر في مقال خاص عنك أمتدحك، وذكر قصة بأنك كنت تقول لمهاجمي فريقك مقولة: "سجلوا وأتركوا الباب علي"!! كم مرة قلتها في حياتك الكروية، وهل تذكر مباراة معينة؟
-قلتها كثيراً وهي نوع من بث الحماسة في لاعبي الفريق، ومحاولة كي أشعر الاطمئنان لديهم وعدم الخوف من أي خطأ قد يقع مني بل العكس أرسل لهم رسالة بأنني موجود متى ماكنتم موجودين لنقدم جميعاً العطاء من أجل تحقيق الفوز، وبصراحة قلتها كثيراً، ولكن أبرز ذكرى أسترجعها دائماً كانت في مباراة حسم الدوري 2008م أمام الاتحاد، لأننا كنا نحتاج هدفاً ونلعب بفرصة وحيدة، ولله الحمد حققنا ذلك الدوري الصعب.
*أرى بأن لقطة تصديك لهدف الاتحاد رغم جمالها الطاغي أضرتك أكثر مما نفعتك فالمجتمع الرياضي وكأني به اختزل تاريخك في هذه اللقطة؟
-من حق الجماهير أن تختار ما تريد وأنا فخور بهذه اللقطة يكفي أنها ساهمت في تحقيق بطولة الدوري برفقة زملائي، وبالعكس يسعدني أي ذكرى جميلة لي أشاهدها تتناقل ما بين الجماهير إلى الآن.
*لكن البعض يرى بأن محمد الدعيع في مباراة السعودية وإنجلترا عام 1998م كان في أفضل صورة في تاريخيه، رأيك؟
-نعم لا يمكن للتاريخ أن يختزل في مباراة ولكن تبقى مباراة إنجلترا من أجمل مبارياتي على الإطلاق، وكانت الأجواء العامة في ملعب ويمبلي جميلة ومحفزة على الإبداع، ووفقت في التصدي لكرات لمهاجمهم البارع آلن شيرار، وكذلك نجوم "الأخضر" كانوا رجالاً وقدموا لمحات فنية رائعة حتى أن مدربنا كارلوس البرتو كان سعيداً بعد المباراة بمستوانا وجميعنا قدمنا أنفسنا بصورة زاهية.
*في موسم 1997م حملت آمال أهل حائل على كتفيك، وصعدت بهم لنهائي ولي العهد، كيف تتذكر هذا الحدث؟
-بالعكس أنا أشعر بأنني قصرت في حق الطائي فيكفي أنه النادي الذي قدمني، وأعطاني الفرصة وجميع عائلة الدعيع كانوا وما زالوا يدينون بالفضل لهذا الكيان الكبير، وإلى الآن أحب الطائي وسيبقى يسكن قلبي إلى آخر يوم في حياتي، أبرز ذكرياتي كانت بوصولنا إلى نهائي ولي العهد، ومن ثم شاركنا في البطولة العربية كأول مشاركة لنا في تاريخ النادي كانت أياماً جميلة لن تُمحى من قلبي.
*في نصف نهائي ولي العهد 2001م أمام الإتحاد المباراة تصل إلى ركلات الترجيح والدعيع يتقدم ويسجل جزائية في مرمى الإتحاد، هل كنت تتدرب على ركلات الجزاء؟
-منذ البدايات كنت دائماً أتدرب على التسديد، ولله الحمد أصبحت أتقنها مع التدريب، وفي هذه المباراة شعرت برغبة في تسديد جزائية وسددت على صديقي مبروك زايد وتوفقت بالتسجيل في شباك الاحاد.
*هل صحيح بأنك أستطعت هز شباك النصر في إحدى ركلات الترجيح؟
-نعم سجلت في شباك النصر في بطولة كأس الاتحاد عندما كنت في الطائي، وكان الحارس حينها الكابتن الكبير خالد تميم.
*عُرف عنك كثرة تصديك للجزائيات ما أكثر جزائية تشعر بأنك فرحت بالتصدي لها؟
-في نهائي كأس العالم للناشئين تصديت لركلة جزاء أمام منتخب أسكتلندا وعلى أرضهم وبين جماهيرهم، وكانت في وسط مجريات المباراة وكادت أن تذهب البطولة لذلك فرحتي لا توصف خصوصاً بأنها في نهائي كأس العالم، وحققت يومها مع بقية زملائي أول إنجاز عالمي، وهي بطولة كأس العالم لذلك هذه الجزائية هي الأغلى.
*مع المنتخب أمام إيران تصديت لجزائية كريم باقري أمام أكثر من 80 ألف متفرج؟
-"لا صرت تحمل شعار المملكة ما يخوفك 80 ألف متفرج أو أكثر" هذا الكلام ليس حديثاً مستهلكاً صدقني نشعر به جميعاً، خصوصاً في المواقف الصعبة والحمد استطعت التصدي لتلك الجزائية، وسط غضب عارم من الجماهير الإيرانية على نجمها كريم باقري.
*متى أبكتك كرة القدم سواءً فرحاً أو حزناً؟
-مباراة كوريا تصفيات كأس العالم 1994م بهدف أحمد جميل في آخر الوقت وما أنسى وقفة أخوي حسين الصادق معي بعد تلك المباراة.
*وعلى المستوى الشخصي ما يبكيك؟
-أفتقد كثيراً والدي ووالدتي رحمهما الله، ولكن الحمد لله على كل حال، وأتمنى ممن يقرأ كلامنا هذا أن لا ينساهما من الدعوات الصالحة بالرحمة والمغفرة.
*كنت من ضمن حضور حفل اعتزال ياسر القحطاني، وشاهدت الحضور يصفقون لمحمد الدعيع المعتزل من 10 سنوات تقريباً، وكأنه لم يغب إلا أسبوعاً عن الملاعب؟ ماذا يعني لك هذا الاحتفاء من الجماهير؟
* الاحتفاء يبهجني بالتأكيد، وليست غريبة على جماهير الهلال، وكذلك جماهير الكرة السعودية وياسر يستحق أن يظهر ،عتزاله بشكل جميل وهذا ما حدث.
* ما أغلى بطولة لك مع المنتخب، ومع أغلى بطولة كذلك مع الهلال ؟
-مع المنتخب كل البطولات بلا استثناء، ومع الهلال كأس المؤسس ففرحتي لا توازيها فرحة خصوصاً بأنني حققته مع الهلال في أول موسم انتقلت فيه للفريق .
بيتر شمايكل