وسائل الإعلام تتطور وتتغير بقدر تسارع حياتنا، بيد أن المثير في الأمر أن القوانين الأساسية التي كانت تؤثر في وسائل الإعلام التقليدية يمكن تطبيقها بكل سهولة على ما استجد من قنوات تواصل، وخصوصًا منصات التواصل الاجتماعي. أولها وأهمها: الاستراتيجية ثم الاستراتيجية، لن تستطيع أن تصل إلى ما ترغب دون أن يكون لديك استراتيجية واضحة، فمن خلالها تحدد ماهية أهدافك، وتعرف رسائلك الرئيسة، وبالتالي سيسهل عليك تحديد أي المنصات الاجتماعية مناسبة لما تطرح ومن تستهدف وكيف تصل إليهم. لكل منصة جمهور مختلف وخصائص متفردة، فكما لجمهور التلفزيون خصائص وسمات؛ لجمهور الإذاعة كذلك، وهو ما يتضح بشدة بين جماهير "السناب" و"تويتر" مثلًا، ففي الأول فئة صغيرة العمر، سريعة الملل، لا تحبذ المقاطع الممنتجة، بينما جمهور التغريد يميل نحو متوسط أعمار أعلى، وجدية أكثر. وهو أيضًا ما ينطبق على اختلاف المنصات، فأحجام الوسائط الإعلامية ودقتها تختلف، لذا لا بد أن تتم إعادة إنتاج المادة الإعلامية بقوالب تناسب قياسات المنصة، حتى تكون مناسبة للمشاهدة والانتشار، دون إغفال ضرورة تعديل المحتوى بما يتناسب مع كل منصة، وعدم الوقوع في فخ نشر المحتوى نفسه في جميع المنصات. الاستفادة من الميزة التنافسية، فكما تتميز الإذاعة بالحميمية يتميز التواصل الاجتماعي بالتفاعل الآني، فلا يعقل ألا يتفاعل الحساب مع متابعيه، وألا يقترب منهم، ومن نافلة القول إن أفكار التفاعل لا يمكن أن تنضب، فهي تتجاوز مجرد التحاور والرد على المتابعين، إلى المبادرة في سؤالهم، وإلى التفاعل مع حسابات أخرى أو حتى التحاور عبر منصات أخرى! ناهيك عن استخدام أدوات التفاعل حسب كل منصة مثل الاستبيان، البث المباشر، القنوات الفرعية وهلم جرًا. لا بد أن نتنبه إلى اختلاف طول عمر بقاء الرسالة، كما كان يحدث في الفيلم السينمائي أو الصحيفة اليومية، فاليوتيوب هو الأطول عمرًا حيث تعيش الرسالة ستة أيام، ثم يليه لينكد إن: 24 ساعة، ثم إنستغرام: 18 ساعة، ثم فيسبوك 30 دقيقة، أما الأقل عمرًا فهو تويتر 18 دقيقة فقط! كذلك يلعب الرصد والتحليل دورًا محوريًا في تطوير المحتوى والعمل على إبقاء المتابعين الحاليين، ناهيك عن جذب مزيد منهم، فمن خلاله يمكن التعرف على مستوى استجابة الجمهور لما يطرح، وكذلك التنبؤ بالاستجابة المستقبلية، وهناك عديد من الأدوات الرقمية المجانية ومدفوعة الثمن ستتفاجأ من كمية ودقة المعلومات التي توفرها، وستساعد على تحسين المحتوى وبالتالي التفاعل والانتشار. ويبقى حجر الزاوية في النجاح بالتواصل الاجتماعي هو أن تكون نفسك، وألا تتلبس رداء غيرك، كما هو الحال في وسائل الإعلام التقليدية التي لا تنجح إلا حينما تكون معبرة عن هويتها وجمهورها.