صدّق أو لا تصدّق، يحدث هذا في الخفاء وبأسماء قد تكون مستعارة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فتجد أن هناك: ناس تحبك وتبحث عن كسب ودك، وناس تعاديك وتذم فيك وغيرها من مشاعر متضاربة. .. هذا وأكثر من خلال مفاتيح إلكترونية سهلة وسريعة للوصول إلى الناس ونشر أخبارهم وغرائبهم وأسرارهم ليزداد شهرة البعض.. فيتفشى الحقد والبغض. هناك الكثير من الشباب حقق شهرة واسعة ونجومية فاقت نجومية مشاهير الفن والإعلام إذا ما قيست بعدد المتابعين والمتفاعلين الذين تصل أعدادهم إلى مئات الآلاف بل الملايين. فساحة مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الآن تشهد منافسات حامية تتمثل في حشد المتابعين وزيادة عدد المشاهدات الحقيقية أو الوهمية عبر إنشاء قنواتهم الخاصة إما على اليوتيوب ونشر آرائهم في الفيسبوك، أو اختصارها في التوتير ومشاركة ما يصورونه في الانستغرام، فضلاً عن نقل تفاصيل حياتهم الشخصية وتعليقاتهم عبر السناب شات الأكثر انتشاراً وملازمة للجميع. فالناس على اختلاف رغباتهم الآن وجدوا أن وسائل الاتصال الاجتماعي هي منافذ للوصول والتواصل والتعبير والشهرة، وأصبح بعضهم نجوماً وللأسف في وقت قياسي وبكلام أكثره «فارغ». وأغلب مشاهير وسائل الإعلام الاجتماعي يميل إلى نشر صورهم الأكثر جاذبية في محاولة لجذب انطباعات الآخرين وتفاعلهم ولتسويق أنفسهم، مع أن كثيراً من هذه المشاهد قد تكون مفبركة أو مبالغ فيها لا تمثل الحياة الحقيقية لأولئك المؤثرين مما يسبب أذىً للمتابعين. لذا يسعى الكثير من هؤلاء كالمراهقين وغيرهم لتقليدهم والتأثر بهم والبحث عن هوس الشهرة وزيادة المتابعين ناهيك عن العواقب الوخيمة في حالة عدم القدرة ويحقيق ذلك من الغيرة والحسد وتجريح نفوس كثيرة لا تقدر على مجاراة أولئك إما لفقر أو ضعف أو نقص. وفي ظل التطورات العصرية نجد أن جمهور التواصل الاجتماعي يتمثل أولاً في فئة الشباب فهم الذين يكتشفون هذه التقنية سريعاً ويتابعونها أكثر من المتقدمين في السن، وبالتالي يتناقلونها بسهولة وتشتهر في أوساطهم أكثر لأنهم ببساطة الفئة التي تلتقيها أينما ذهبت على مقاعد الدراسة وفي الأسواق وأماكن التنزه. ميزة النجومية في مواقع التواصل الاجتماعي أنها لا قيود عليها ولا ضوابط لانتشارها، فهي تقوم على العفوية والكاريزما الشخصية وتنوع استخدام الطرق التكنولوجية التي تظهر بها الصور أو مقاطع التقديم والتمثيل وغيره من المحتويات، وكلها لها خاصية التعديل والتحرير عن طريق برامج مميزة ومؤثرات صوتية وفيديوهات تسهم في تجميل ما يقدم عبرها، بعيداً عن التقليدية في مجالات الإعلام التقليدي. وكثير من نجوم مواقع التواصل يطلبون لحضور وتدشين وتغطية فعاليات إعلانية ودعائية بعد أن تنبهت شركات ومحلات وجهات إلى مدى تأثيرهم المباشر في متابعيهم فأصبحوا يركزون عليهم ليظهروهم في حملاتهم، وبعضهم أصبح مذيعاً في التلفزيون والبعض ممثلاً في أعمال درامية وبعضهم تحول إلى وجوه تسويقية لمكاسب شخصية دون النظر إلى المصداقية. لا ننكر أن قلة من المشاهير أصحاب تأثير إيجابي في نفوس متابعيهم الذين يتفاعلون كثيراً مع كل ما يقدمه من محتوى عبر حساباتهم التي أحدثت ضجة إعلامية في مجال وصولها لمئات آلاف المتابعين والمهتمين بما يقدمونه من محتوى إيجابي مفيد أثّر صحياً بمتابعيهم، حيث يرشدونهم إلى طرق الخير والوطنية والتطوع والثقافة وغيرها. Your browser does not support the video tag.