شنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحلفاؤه من الجمهوريين حملة إعلامية تثقيفية، لإيضاح خطر قائد فيلق القدسالإيراني قاسم سليماني على أميركا والأميركيين، وعن ماهية وتاريخ المجرم المُستهدِف للولايات المتحدة. قياديو القاعدة وداعش في طهران.. استجمام تخلله تخطيط لنشر الدمار حيث أعلن لأول مرة مايك بينس نائب الرئيس الأميركي بأن قاسم سليماني ساعد بشكل مباشر عشرة على الأقل من الإرهابيين الذين شنوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر في تنقلاتهم إلى أفغانستان ومكنهم من تلقي التدريبات المباشرة لشن الهجوم الإرهابي الأكبر في تاريخ أميركا. وعلى الرغم من أن تصريح بينس هو الأبرز من نوعه من مسؤول أميركي إلا أن المحكمة الفيدرالية في نيويورك أكدت من خلال حكمها الصادر في مايو 2018 وجود علاقة وثيقة بين النظام الإيراني والتخطيط لهجمات سبتمبر، حيث طالبت إيران بدفع ما يقارب الستة مليارات دولار لذوي ضحايا الهجمات بعد أن كشفت المحكمة عن خطوط تواصل مباشرة بين فيلق القدس بقيادة سليماني وتنظيم القاعدة تجلى ذلك في التنسيق بين الطرفين في حادثة تفجير المدمرة الأميركية - يو اس اس كول- في العام 2000 وذلك قبل أقل من عام على هجمات الحادي عشر من سبتمبر كما جاء في تقرير محكمة نيويورك أن أسامة بن لادن فضّل حينها إبقاء التنسيق سرياً بين سليماني وتنظيم القاعدة خوفاً من خسارة عناصر عربية كانت تؤيد التنظيم. وكتب التقرير: "الاقتناع بأن جهة مسلحة شيعية لا تدعم جهة مسلحة سنية هو محض وهم صدقه العالم لبعض الوقت". بدوره، قال الباحث في معهد كارنيغي البحثي في واشنطن، كريم سادجات بور في تقرير نشره المعهد أن سليماني نجح لسنوات في خداع إدارات أميركية متعاقبة والكثير من الجماهير المغيبة بأن الصراع في المنطقة "طائفي" لاستغلال كل عوامل الإرهاب في خدمة عدائه لدول بارزة في المنطقة، وهو عداء لم يكن بأي حال طائفياً فقط، ولكن تنافس يتعلق بالتأثير الجيوسياسي والمكاسب الاقتصادية لينجح سليماني لوقت طويل بجعل إرهابيي القاعدة وداعش يناصبون العداء للمملكة العربية السعودية أكثر من أي عدو آخر، بينما كانت تشن هذه الجماعات الارهابية دعاية طائفية فارغة ضد الشيعة. وأضاف، مع ضعف طالبان والقاعدة في أفغانستان كانت إيران الملاذ الآمن لاستضافة الآلاف من عناصر القاعدة المهمين ومنهم عائلة أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي. وبينما كانت المنطقة تنظر إلى هؤلاء على أنهم عدو يهدد إيران، كان سليماني شخصياً يصدر الأوامر بمعاملة قادة القاعدة ومنتسبي التنظيم كضيوف في إيران حيث كان سليماني يتشارك الوجبات مع أبناء بن لادن الذين كانوا يترددون إلى صالات رياضية ومسابح فاخرة لدبلوماسيين أجانب من دول مقربة من طهران. وبين الباحث أن قاسم سليماني وجد بقادة القاعدة الحليف الأفضل لمحاربة الدول التي ناصبها العداء، وفي مقدمتها المملكة. وأردف، إيران سهّلت سفر العناصر المرتبطة بتنظيم القاعدة دون أن يتم ختم جوازات سفرها. من ناحيتها، نشرت صحيفة الاتلانتيك الأميركية نبذة عن كتاب "المنفى" للكاتبين الأميركيين كاثي سكوت كلارك وادريان ليفي والذي تحدث عن تفاصيل حياة فارهة عاشها قياديو تنظيم القاعدة في طهران، حيث كانت ملاذاً آمناً ومقراً لإعادة تجميع قوى التنظيم والانطلاق بهجمات الحادي عشر من سبتمبر وجولات آخرى من الإرهاب في دول المنطقة. أما صحيفة الوول ستريت جورنال الأميركية فتحدثت بعد مقتل سليماني عن تفاصيل كتاب "المنفى" الذي كشف حقائق عن التنسيق بين سليماني وقادة تنظيم القاعدة، فيصف الكتاب حياتهم في طهران بالمريحة وأنهم كانوا من أعز ضيوف سليماني، فأمن لعائلاتهم مجمعات فيها كل مستلزماتهم. وكان من ضمن النزلاء أبو مصعب الزرقاوي الذي نقل بعد ذلك بتنسيق مباشر مع سليماني إلى العراق بحلول العام 2003. وذكر الكتاب أن الزرقاوي والهجمات التي نفذها ضد مرافق ومدنيين شيعة في العراق كانت أول خطوة في خداع الرأي العام العربي والأميركي حول وجود صراع (شيعي - سني) لتمكين النفوذ الإيراني في العراق بينما لم يكن الزرقاوي الا قنبلة موقوتة صنعها سليماني في طهران.