الفساد الداخلي وافتقاد الشعبية سبب تحرك المسؤولين العشوائي اعترفت وزارة الدفاع التركية بخسائرها بعد تفجير سيارة مفخخة في منطقة رأس العين قتلت سبعة جنود أتراكاً وعدداً من مقاتلي الميليشيات السورية المدعومة تركياً، كما أعلنت صحف تركية عن مقتل ثلاثة جنود أتراك الجمعة في مصراتة الليبية تم إعادة جثثهم عبر مطار مصراتة إلى تركيا. وعلقت عدد من وسائل الإعلام الأميركية على ذلك، حيث أوضحت مجلة الايكونوميست الأميركية أن أردوغان زجّ تركيا بصراعات عزلتها عن محيطها وباتت تكلّف الجيش التركي خسائر باهظة في مهام غير محددة وطويلة الأمد ترتبط بصراعات ليبيا وسورية التي تتفاقم فيهما الحرب منذ عشرة أعوام دون تهدئة تلوح في الأفق. وأشارت المجلة إلى أن دعم تركيا للإخوان المسلمين في ليبيا وسورية أصبح سلسلة واحدة غير منفصلة تعتمد على تجنيد المرتزقة الذين لم ينتصروا في أي حرب زجتهم بها تركيا حيث فشل هؤلاء في تأمين مدن رأس العين السورية بعد أشهر من الحملة التركية ضد الأكراد في الشمال السوري لتخترق المفخخات والتفجيرات المدن التي تسيطر عليها تركيا بشكل متواتر ما يطرح شكوكاً وتساؤلات حول الميليشيات التي جندتها تركيا في سورية وتزج بها الآن في الحرب الليبية أملاً بقلب موازين القوى بعد أنباء عن سيطرة قوات حفتر على سرت وتقدمها في طرابلس. وترى الإيكونوميست أن الفساد الداخلي في حكومة أردوغان وافتقادها الشعبية يدفعها لخوض مغامرة ليبيا التي تعوّل أنقرة على جني أرباح هائلة من الاستثمار فيها إذا ما حسم الوضع فيها لصالح حكومة إخوانية تؤيد تركيا بعد أن فشل أردوغان في تحقيق هذا الهدف في سورية التي يصعب عليه اليوم تأمين قرية فيها على حدوده. وبحسب الإيكونوميست فإن مغامرة ليبيا تسببت لأردوغان بمشاكل مع معظم دول المنطقة من مصر إلى الإمارات واليونان وقبرص بينما لا يمكن حتى مع التدخل التركي المباشر للقوات الجوية التركية أن تحدث فرقاً حاسماً حيث لا تمتلك حاملة الطائرات التركية التي تنشط في المتوسط الجاهزية لشن حرب جوية واسعة في ليبيا. أما شبكة المونيتور فبينت أنه وعلى الرغم من تعزية أردوغان بسليماني وتصريحه بأن مقتل قائد فيلق القدس كان أمراً مؤسفاً إلا أن أردوغان حرص على عدم توجيه أي نقد شخصي للرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي أعطى الأمر بمقتل سليماني. وجاء في المونيتور أن أنقرة التي يتحكم بسياساتها اليوم أردوغان تبدو وكأنها تستنسخ سيرة حياة قاسم سليماني التي اعتمدت على العجرفة والتلويح بقوة وهمية عبر التعويل على الصبر الأميركي والقناعة بأن الولاياتالمتحدة تملك من الصراعات السياسية الداخلية ما يكفي لمنعها من استهداف مشروع سليماني التوسعي الذي تضعه الولاياتالمتحدة على طاولة الشبهات منذ العام 1995 لتقرر قتله أخيراً في 2020 مع استهداف مكثّف للنظام الايراني واستراتيجيته التوسعية التي يسير أردوغان اليوم على خطاها. وزادت المونيتور؛ على أردوغان أن يسأل نفسه عن مصيره ومصير حروبه في سورية وليبيا وصراعاته مع دول المنطقة التي تتفاقم كل يوم إذا ما قررت الولاياتالمتحدة استهداف مشروعه بعد أن رأى العجز الإيراني في الرد على مقتل قيادي إيراني بحجم قاسم سليماني.