اندلعت تظاهرات في طهران اليوم السبت احتجاجا على إسقاط الطائرة الأوكرانية حسبما نقلت وسائل إعلام إيرانية.. وطالب المحتجون برحيل الحرس الثوري وهاجمت خامنئي بالهتافات بالقول "عقود من الإجرام والموت لولاية الفقيه". وقد أصدرت إيران بيانا اليوم السبت تعترف فيه بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بصاروخ بعد تصاعد الضغوط الخارجية على طهران لكن تعازي القيادة لأسر الضحايا لم تكن كافية في نظر بعض الإيرانيين. وظلت إيران أياما تنفي الاتهامات الغربية لها بالمسؤولية عن تحطم الطائرة الذي وقع يوم الأربعاء مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا فيها وعددهم 176 شخصا. وقالت السلطات اليوم السبت إن وسائل الدفاع الجوي، التي كانت في حالة تأهب بعد ضربات صاروخية إيرانية لأهداف أمريكية في العراق، أطلقت صاروخا صوب الطائرة بطريق الخطأ. وفشلت تعازي المرشد الأعلى الإيراني والرئيس حسن روحاني في تهدئة الإيرانيين الغاضبين الذين عبروا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم لإخفاء الحقيقة من جانب المؤسسة الحاكمة. ونقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية شبه الرسمية عن رجل الدين المعتدل على أنصاري قوله "إنها مأساة وطنية. والطريقة التي عولجت بها والتي أُعلنت بها من جانب السلطات أكثر مأساوية". وتساءل كثير من الإيرانيين عن السبب في أن السلطات لم تغلق مطار طهران والمجال الجوي للبلاد وقت أن كانت في حالة تأهب لصد انتقام محتمل بعد الضربات الصاروخية. ولم يسقط ضحايا للضربات الصاروخية الإيرانية التي نُفذت انتقاما لمقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في ضرية جوية بطائرة مسيرة أمريكية في الثالث من يناير كانون الثاني في بغداد. وقالت ميرا صديقاتي في اتصال هاتفي من طهران "كانوا حريصين للغاية على ألا يقتلوا أي أمريكي خلال الانتقام لسليماني. لكنهم لم يغلقوا المطار. هذا يظهر مدى حرص هذا النظام على الإيرانيين". وقال بيان عسكري نقلته وسائل الإعلام الرسمية إن الطائرة الأوكرانية التي كانت في طريقها إلى كييف اعتبرت بطريق الخطأ هدفا معاديا بعد أن اتجهت صوب قاعدة عسكرية حساسة للحرس الثوري بالقرب من طهران. وأضاف أن ذلك كان خطأ بشريا غير مقصود. وقال رضا غدياني في مدينة تبريز "(يقولون) لسوء الحظ؟ ماذا يعني ذلك؟ لقد أخفوا هذا النبأ المأساوي الهائل لأيام لمجرد الحداد على سليماني. عار عليكم". وعلى مدى ثلاثة أيام شيعت إيران سليماني الذي كان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري وكان بطلا وطنيا. وشارك في تشييعه مئات الآلاف من الأشخاص في أنحاء مختلفة من البلاد. وطالب بعض الإيرانيين باستقالة المسؤولين ورفضوا اعتذارهم. وكتب أحمد بطيبي على تويتر "أنتم انتقمتم من الإيرانيين". وجاء ذلك ردا على قول روحاني على تويتر "تأسف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشدة لهذا الخطأ الكارثي". وكتب مستخدم اسمه صادق على تويتر يقول "لا شيء غير الاستقالة". وفي رسالة على تويتر اليوم السبت ألقى وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف ببعض اللوم في تحطم الطائرة على ما وصفه بنزعة المغامرة الأمريكية. وردت عليه بيتا رزاقي قائلة "هذا هو خط النهاية أيها السيد الوزير! لقد هدمتم كل شيء".