حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم، من إلحاق الضر بالآخرين، مستدلاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا ضَارَّهُ اَللَّهُ، وَمَنْ شَاقَّ مُسَلِّمًا شَقَّ اَللَّهُ عَلَيْهِ)). وقال في خطبة الجمعة من المسجد النبوي بالمدينةالمنورة: من سنن الله تعالى مجازاة العباد على الأعمال كما قال تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)، مبيناً أن الله تعالى رتب الأجور والثواب على أعمال الخير وأن الجزاء يكون من جنس الطاعة، قال عز وجل: (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ). وأضاف الشيخ القاسم: إن حفظ العبد لحقوق الله يكون سبباً لحفظ الله، وقال عليه الصلاة والسلام: ((احفظ الله يحفظك))، كما أن الوفاء بعهد الله من أسباب دخول الجنة، قال تعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ)، وأن الصدق مع الله جزاه بالإكرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن تصدق الله يصدقك))، وفي الحديث القدسي: (إذا تقرب العبد مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإذا تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً). وقال: مجالس الذكر هي رياض الجنة، ففي الحديث عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينما هو جالس في المسجد والناس معه، إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد، قال: فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهباً، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم عن النفر الثلاثة: أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه)). وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي: إن الرفق جزاؤه رفق الله به، ففي الحديث: ((اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فأشقق عليه، ومن ولي أمر أمتي فرفق بهم فارفق به))، وتطرق في خطبته إلى أن الشرك بالله هو أعظم ذنب في الأرض فمن تعلق قلبه بشيء غير الله وكل إليه، قال جل وعلا: (واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزاً كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضداً)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من سمَّع سمَّع الله به، ومن يرائي يرائي الله به))، كما أن جحد النعم مؤذنُ بزوالها وأن الاستهزاء بالدين جزاؤه من جنسه والسخرية تعود على صاحبها. وقال: الظلم هو ظلمات يوم القيامة، عَنْ أبِي سَلَمَةَ بنِ عبدِالرَّحْمَنِ، وكَانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أُنَاسٍ خُصُومَةٌ في أرْضٍ، فَدَخَلَ علَى عَائِشَةَ فَذَكَرَ لَهَا ذلكَ، فَقالَتْ: يا أبَا سَلَمَةَ، اجْتَنِبِ الأرْضَ، فإنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَن ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ طُوِّقَهُ مِن سَبْعِ أرَضِينَ، وكذا قطع وصل ذوي القربى فهو أقبح من غيره، ففي الحديث عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذاك لك))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا إن شئتم (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها). إمام المسجد النبوي حذر من الإضرار بالناس