تنطلق في دافوس خلال الشهر الجاري فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس 2020)، وتشهد منصة هذا العام طرحاً جديداً للإدارة الأميركية للعالم عن رؤيتها في كيفية مواجهة مخاطر العقد القادم الاقتصادية والسياسية خلال مشاركتها في المنتدى الذي يعقد بين 21 و24 يناير الحالي في دافوس بسويسرا، وأعلن البيت الأبيض أن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين سوف يرأس وفداً رئاسياً إلى منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا، وجاء في بيان للبيت الأبيض أن الوفد الأميركي سيضم أيضاً كلاً من وزير الاقتصاد ويلبور روس ووزير العمل يوجين سكاليا والممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر ومستشارة الرئيس إيفانكا ترامب ومستشاره البارز جاريد كوشنر. وفي سياق متصل، نقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن مسؤول في البيت الأبيض، لم تكشف عنه، أنه من المتوقع أن يشارك أيضاً الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنتدى. وتركز مناقشات المنتدى هذا العام على مخاطر التغير المناخي ونشر تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتجنب "حرب التكنولوجيا" وإعادة تأهيل مليار شخص في العقد القادم.ويحمل المنتدى في اجتماعه السنوي لهذا العام عنوان "مشاركة أصحاب المصالح من أجل عالم متماسك ومستدام". ويجتمع في المنتدى 3000 مشارك من جميع أنحاء العالم، ويستهدف مساعدة الحكومات والمؤسسات الدولية في متابعة التقدم المحرز نحو اتفاق باريس وأهداف التنمية المستدامة، وتيسير المناقشات حول التكنولوجيا وإدارة التجارة.وكان البروفسور كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، قد ذكر في كلمة له على موقع المنتدى، أن «الناس ثائرون ضد النخب الاقتصادية التي يعتقدون أنها خانتهم»، وأضاف: «العالم يقف عند مفترق طرق حاسم، وينبغي تطوير منتدى دافوس لعام 2020 لبحث أهداف ونتائج المؤسسات والحكومات، هذا ما تأسس عليه المنتدى منذ 50 عاماً، وما نريد المساهمة فيه في ال 50 عاماً المقبلة». ومن المقرر أن يبحث الاجتماع السنوي لدافوس عدة مجالات رئيسة.. حيث يبحث في مجال البيئة، كيفية استعداد الأعمال للاستجابة لمخاطر تغير المناخ والتأكد من أن تدابير حماية التنوع البيولوجي قادرة على مواجهة التطورات في الغابات والمحيطات وغيرها.وفي الاقتصاد يبحث المنتدى كيفية إزالة أعباء الديون طويلة الأجل والحفاظ على قدرة الاقتصاد العالمي على العمل بوتيرة تسمح بإدماج أكبر، وفي مجال التكنولوجيا يبحث التوصل إلى إجماع عالمي على نشر تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتجنب «حرب التكنولوجيا». وفيما يخص المجتمع، يبحث كيفية إعادة تأهيل وتنمية مليار شخص في العقد القادم.وفي مجال الجغرافيا السياسية يدرس المنتدى كيف يمكن لما يسمى «روح دافوس» أن تخلق جسوراً لحل النزاعات في النقاط الساخنة العالمية، وفيما يخص الصناعة يبحث كيفية مساعدة الأعمال التجارية على إنشاء النماذج اللازمة لدفع المشروعات في الثورة الصناعية الرابعة، ومدى تأثير التوترات السياسية والتغيرات التقنية على أوضاع المؤسسات والتوقعات منها. ويشارك في الاجتماع السنوي لهذا العام أكثر من 250 من القادة السياسيين من مجموعة العشرين وغيرها من البلدان ذات الصلة ورؤساء المنظمات الدولية التي تشارك في حوارات رفيعة المستوى ضمن برنامج التجمع غير الرسمي للقادة الاقتصاديين للعالم.كما يضم المنتدى قادة كبرى الشركات العالمية في المجال التكنولوجي والثقافي والأكاديمي والمجتمع المدني، إضافة إلى قادة الشباب ورائدي الأعمال ممن يقدمون جيلاً جديداً من المخترعين وأصحاب المشروعات.وتأسس منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في يناير عام 1971 بمبادرة من الاقتصادي الألماني كلاوس شواب بهدف إيجاد حوار بين رواد الأعمال وممثلي الشركات الكبرى، وقد بدا كمنتدى أوروبي لإدارة الأعمال، لكن تطورات الأحداث السياسية والاقتصادية العالمية أدى إلى توسع اهتمامه ليصبح منتدى عالمياً. ويجمع المنتدى، نخبة من رجال الأعمال والسياسيين والأكاديميين الذين يبحثون التحديات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها العالم بأسره.