صدر قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب لوزارة الدفاع الأميركية باستهداف موكب قائد فيلق القدسالإيراني قاسم سليماني، في محيط مطار بغداد الدولي، ولا شك أنه بموت هذا الطاغية طويت صفحة سوداء ومؤلمة في تاريخ الإرهاب في المنطقة. يعتبر قاسم سليماني مهندس عمليات الإرهاب الأول في البلاد العربية، فيده الملوثة بدماء العرب قد طالت السوريين واللبنانيين واليمنيين بصورة بشعة ومريرة، ولعل نشاطه التخريبي والمتفاقم في الآونة الأخيرة جعله هدفاً حيوياً لوزارة الدفاع الأميركية، فقد منح النظام الإيراني بقيادة المرشد علي خامئني، لقاسم سليماني نفوذاً واسعاً في داخل وخارج إيران، وبصلاحيات سياسية وإدارية مفتوحة تتجاوز أحياناً مهمات وزيري الدفاع والخارجية الإيرانيين! ولأن مهام فيلق القدس الثوري تقتضي الصبغة السرية، فقد توارى سليماني كثيراً عن وسائل الإعلام المحلية والدولية إلا في النادر، وقد ارتبط اسمه مؤخراً بنشاط إيران العسكري في المنطقة، لا سيما أن الهالك قد أدار بنفسه معارك حزب الله اللبناني، ودفاعه المستميت عن نظام بشار الأسد عقب اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد النظام السوري في العام 2013م، ولا يخفى عن الجميع علاقته المريبة والوطيدة بميليشيا الحشد الشعبي في العراق، وسلوكها الطائفي والتخريبي في بغداد، بالإضافة إلى دعمه لجماعة الحوثي الانقلابية في صنعاء، وتبجحه الشهير أمام وسائل الإعلام بسقوط العاصمة العربية الرابعة. هذا النفوذ الإرهابي المتصاعد لقاسم سليماني في المنطقة، كان مصدر قلق وتوتر لدى الولاياتالمتحدة الأميركية، ولعل اقتحام السفارة الأميركية من قبل أتباعه في ميليشيا الحشد الشعبي كانت نقطة التحول الأساسية في طريقة التعامل الأميركية مع قائد فيلق القدس، ونفوذه المتصاعد في بغداد، وبسقوط هذه الديكتاتورية الإرهابية في المنطقة ستفقد إيران أداة مهمة من أدواتها التخريبية في العواصم العربية، ونأمل أن تكون هذه الخطوة بداية الطريق لتلاشي الإرهاب وأدواته عن منطقة الشرق الأوسط، وعودة العواصم العربية المحتلة إلى محيطها العربي.