جاء في الحديث الشريف، كفى بالمرء كذبًا أن يحدّث بكل ما سَمِع. ابتُلي الوسط الرياضي بإعلاميين من صحفيين ومدربين ونُقاد لا يجعلون مخافة الله نصب أعينهم فيما يطرحونه، فتجدهم يتلقفون ما يسمعون بلا تثبت ولا تمحيص، ويجعلونه حقيقة مسلمة وقولاً واحداً لا يقبل النقاش، فحالهم كحال حاطب ليلٍ يجمع الحبل والأفعى. لا نتحدث عن المماحكات والمناكفات وتشجيع هذا الفريق أو ذاك فهذه ليست نقطة الخلاف، القضية أعم وأخطر حيث تجاوزت الرياضة والمتعة والتسلية وأصبحت قضية أخلاقية دينية، هي أمانة في المقام الأول وسيُسأل هذا الإعلامي عما يتفوه به وعندئذٍ سيعلم أن لن ينفعه من ينافح عنه زوراً ولن يفيده بشيء وسيقتص منه من ظلمه ومن تجنى عليه وألصق به ما ليس فيه. كل ما يقوله الإنسان يُسجل في صحيفته ولن يغادر الكتاب صغيرة ولا كبيرة إلا وسيحصيها، ولا شك أن الرياضة جزء من هذه الدنيا ويجري عليها ما يجري على الحياة برمتها وهذا ما لم يستوعبه هؤلاء فهم يظنون توهماً أنهم في شأن رياضي وبمنأى عن الحساب من ثواب وعقاب. نحن لا نطالب بمجتمع أفلاطوني خالٍ من الشوائب والمثالب، ولكن أن يتجاوز الأمر للاتهامات بالرشاوى والطعن في الذمم حتى يتم إثبات أن هذا النادي قائم على الفساد والظلم والجور، فهنا لابد من التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة والتي تكاد تكون وباءً عظيماً استشرى في جسد الرياضة!! عندما يردد إعلاميون وبشكل ممنهج ومنظم أن الهلال دُعم بزهاء المليار ونصف المليار ريال دون غيره بلا أي دليل وبعد ذلك يخرج المسؤول الأول رئيس هيئة الرياضة ويليه وكيل هيئة الرياضة للإعلام ويفندان هذه المعلومة وينفيانها ثم تجد ذلك الرعيل يردد ويكرر هذه المعلومة بلا خوف من الله ولا خجل من الناس دون أن يُلقي لكلام الجهة الرسمية أي اهتمام!! عندما يخرج من يقول -بتصريح ليس فيه تعريض- أن الهلال اشترى مباراة أوراوا وبعدها الترجي ويتهم الهلال بدفع رشاوى لهذين الفريقين بدون قرينة ويأتي من يتبنى هذا الكلام الخطير ويلوح به في كل جهة يخرج بها، فنحن هنا أمام أمرٍ لا يُنادى وليده!! لقد وصلنا لمرحلة لا يمكن السكوت حيال ما يُطرح من بعضهم فهم يفسدون السّمين بالغثّ ويرقعون الجديد بالرّثّ، ويجب على الجهات القانونية المختصة في وزارة الإعلام تطبيق العقوبة على من يسلك هذا المسلك إن لم يُثبت صحة اتهامه حتى يكف عن أذاه ويرعوي عن غيه ويكون عبرة لمن يعتبر. خاتمة/ قال صلى الله عليه وسلم: (مَن قالَ في مؤمنٍ ما ليسَ فيهِ أسكنَهُ اللَّهُ رَدغةَ الخبالِ حتَّى يخرجَ مِمَّا قالَ). وردغه الخبال هي: عصارة أهل النار. نسأل الله العافية والسلامة.