أوضحت مؤسسة مبادرة التمكين الصحي ورئيس وحدة التمكين الصحي والحقوق الصحية بكلية الطب جامعة الملك عبدالعزيز ومديرة مركز التميز لسرطان الثدي بالجامعة، البروفيسور سامية العمودي، أهمية تقديم التمكين الصحي الذي يعنى برفع الوعي بالصحة الإنجابية طبياً وشرعياً وحقوقياً، وتقديم المعلومة السليمة والخيارات المتاحة التي تساعد على حفظ الخصوبة، ومنها تجميد البويضات. وقالت العمودي إن الصحة الإنجابية لها خصائصها في المجتمع السعودي حيث تمثل فئة الشباب ما نسبته 58 % وربما أكثر من الفئة العمرية أقل من 30 عاماً، وفي مجتمع يقدر الخصوبة بشكل عالٍ تصبح الصحة الإنجابية حقاً ومطلباً لابد من أن يؤخذ في الاعتبار ضمن منظومة معالجة مرضى السرطان من الجنسين، خاصة في ضوء ارتفاع نسبة الشفاء من بعض السرطانات إلى نسب قد تقارب 100 %. مشيرة إلى أن الإشكالية في وضع مريضة السرطان هو في عدم توفر المعلومة الكافية عندها، وحتى عند بعض أطباء الأورام عن توفر علاجات للخصوبة، لذا تفاجأ المريضة بعد الانتهاء من العلاج بفقدان القدرة على الإنجاب. فيما اعتبرت أن الفتوى التي صدرت من هيئة كبار العلماء بجوازها في حالات السرطان، تعد نقلة عظيمة في حفظ أحد مقاصد الشريعة الخمس وهو حفظ النسل، لأن الإصابة بمرض السرطان والعلاج الكيماوي والإشعاعي قد يؤثر على الخصوبة، ومن هنا جاءت أهمية التمكين الصحي وتقديم المعلومة وخيارات العلاج المتاحة قبل البدء بالعلاج حتى لا تفقد السيدة القدرة على الإنجاب، ويعد تجميد البويضات إحدى الوسائل التي فتحت باب أمل كبير، كما بينت البروفيسور سامية أن دور أطباء الأورام كبير في تعريف المريضة بتأثير الإصابة بالسرطان أو علاجات السرطان على وظائف المبيض وبالتالي على الخصوبة قبل البدء في العلاجات، وتحويلها للمتخصصين في أمراض العقم وتقنيات الإنجاب المساعدة للعمل على سحب البويضات وتجميدها وتخزينها، وبعد انتهاء العلاج يتم تخصيب هذه البويضات وتلقيحها لو لم يحدث حمل. لافتة إلى أنه من هذا المنطلق تم افتتاح عيادة التمكين الصحي للحقوق الصحية الإنجابية لمريضات سرطان الثدي، في مركز التميز لسرطان الثدي بجامعة الملك عبدالعزيز، وهي عيادة استشارية لمناقشة المصابات قبل البدء بالعلاج الكيماوي أو الإشعاعي، وتمكينهن من معرفة الخيارات المتاحة لحفظ الخصوبة وتجميد البويضات وتخزينها، ومكان توفرها والحكم الشرعي لها ولغيرها من التداخلات الطبية. وقالت بأنه من المؤسف أن علاجات السرطان وعلاجات الخصوبة وهذه التقنية عالية التكاليف، وتحتاج إلى أطباء ذوي خبرة ومختبرات أجنة خاصة، ومشرفين على هذه المختبرات مؤهلين، لذلك هي لا تتوفر كخدمة مجانية إلا على نطاق ضيق، رغم أنها من الحقوق الصحية الأساسية لمريضة السرطان.