وقع المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن السفير محمد بن سعيد آل جابر، ومعالي الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، اليوم، مذكرة تعاون مشترك، تنفيذاً للأمر السامي القاضي بمشاركة دارة الملك عبدالعزيز في مجالات إعمار الجمهورية اليمنية، وذلك في المقر الرئيسي للبرنامج. وقال السفير آل جابر خلال توقيع الاتفاقية: "انطلاقاً من حرص حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين-يحفظهم الله- لليمن، ونظراً لدور المملكة الريادي في المحافظة على تاريخ وآثار الجزيرة العربية والدول العربية والإسلامية بشكل عام، فقد صدر توجيه القيادة الرشيدة في المملكة بمناسبة مشاركة دارة الملك عبدالعزيز في مجالات إعمار الجمهورية اليمنية والمحافظة على الوثائق والمخطوطات التاريخية عبر رقمنة هذه الوثائق بهدف الحفاظ عليها وحماية التراث اليمني، وبالتنسيق مع الحكومة اليمنية ممثلة بوزارةالثقافة اليمنية ". وأشار آل جابر إلى أن مكتبات ومراكز الوثائق والمخطوطات في الجمهورية اليمنية تزخر بمئات الآلاف من الوثائق والمخطوطات التي يرجع تاريخ بعضها إلى ما قبل القرن الثالث عشر قبل الميلاد". وأبان أن مذكرة التعاون المشترك تأتي في إطار مساعدة الحكومة اليمنية متمثلةّ بالجهات المختصة في اليمن بالحفاظ وحماية التراث اليمني وتوثيق هذه المخطوطات وفهرستها وترميمها وحمايتها من الإندثار بسبب الأزمة التي اندلعت منذ عام 2014م، في الجمهورية اليمنية، والمؤسف أن بعض المخطوطات التاريخية نُهبت أو تآكلت بسبب الرطوبة والحرارة وبمجرد الإمساك بها تبدأ بالتقصف. وأكد السفير آل جابر أن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن سيعمل جنباً إلى جنب مع دارة الملك عبدالعزيز في مساعدة الأخوة الأشقاء في اليمن عبر بناء قدراتهم بمجال رقمنة الوثائق والمخطوطات، إضافةً إلى تصميم برامج تنموية في مختلف المجالات العلمية والثقافية المعنية بالشأن اليمني. وأوضح سعادته أنه سيتم الانطلاق والعمل بمشيئة الله بمكتبة الأحقاف في محافظة حضرموت بمدينة تريم، حيث تأسست عام 1972م، وسُميت مكتبة الأحقاف تيمناً بإسم سورة الأحقاف من القرآن الكريم، كما أن الأحقاف هو الاسم القديم لوادي حضرموت. من جانبه قال معالي الأمين العام المكلف لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري خلال توقيع الاتفاقية: لا شك أن اليوم هو يوم وفاء لتاريخ عريق وثقافة عريقة لأشقائنا في اليمن، ومؤسسة دارة الملك عبدالعزيز لديها خبرة في مجالات التراث والثقافة تشرف وتسعد في أن تسهم مع الأشقاء اليمنيين في الحفاظ على تراثهم اليمني العربي الإسلامي، هذا التراث العريق يستحق منا جميعاً في المملكة العربية السعودية بالجمهورية اليمنية الاهتمام والعناية والرعاية، وهذا ما يميّز البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن برعاية الأخ المشرف على البرنامج السفير محمد بن سعيد آل جابر، وبتوجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذين يهتمون ويرعون الجوانب الثقافية والتراثية. وأضاف الأمين العام: لا شك أن الثقافة اليمنية هي ثقافة العرب وثقافة المسلمين، والمشاركة السعودية مع الأشقاء اليمنيين في حفظ تراثهم هو وفاء لهذا التراث وهو وقفة سعودية في سلسلة وقفات سعودية لخدمة اليمن وأهله وشعبه ومثقفيه. وأكد معاليه أن الدارة تسعد بأن يكون لديها تعاون وثيق الصلة بينها وبين الزملاء والزميلات في الجمهورية اليمنية من مثقفين ومبدعين ومن حافظي التراث والمهتمين بالتراث، وسيكون هناك تعاون كبير لخدمة تراث اليمن العربي الإسلامي. وأشار الدكتور السماري في تصريح عقب اللقاء أن إسهام دارة الملك عبدالعزيز من خلال البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن هو إسهام ثقافي تراثي يحافظ على الموجودات اليمنية المهمة في مكانها، وفي مؤسساتها، ويطوّر العاملين اليمنيين في هذه المؤسسات حتى يتمكنوا من الاستمرار في الحفاظ على التراث. وشدد على أن الشعب اليمني في هذه الظروف يحتاج إلى مساندة، ولذلك جاءت هذه المبادرة من خلال البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ودارة الملك عبدالعزيز والتي لها خبرتها وتأمل بأن ما تقوم به من عمل يخدم الجانب اليمني التراثي والثقافي، مضيفاً: لا شك أن الاهتمام بالتراث في مكانه وتنمية قدرات اليمنيين في مكانهم هو من أهم الخطوات التي نحرص عليها في المملكة العربية السعودية، من أجل أن يستمر الاهتمام الذي حظيت به المكتبات والمؤسسات المعرفية اليمنية. وقال السفير آل جابر في تصريح عقب توقيع الاتفاقية أن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بتوجيهات القيادة حريص كل الحرص على دعم اليمن في جميع المجالات وبكل قدراتنا، مشيراً إلى أن دارة الملك عبدالعزيز لها خبرة طويلة في مجالات مختلفة تتعلق بالجوانب الفكرية والعلمية وأيضاً المخطوطات والتراث، ونريد أن نتعاون مع الدارة في مساعدة أشقائنا في اليمن من خلال البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بالتعاون مع الحكومة اليمنية ووزارة الثقافة اليمنية. وتهدف مذكرة التعاون المشترك للحفاظ على الوثائق والمخطوطات اليمنية من خلال رقمنتها ومعالجتها وإعادة ترميمها، وتتضمن مذكرة التعاون المشترك بناء قدرات الأشقاء في اليمن للحفاظ على هذه الوثائق وتاريخ اليمن. وتأتي اتفاقية التعاون المشترك بين البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ودارة الملك عبدالعزيز استكمالاً لدور المملكة الريادي في المحافظة على تاريخ وآثار الجزيرة العربية والدول العربية والإسلامية.