عندما أحس الطالب المخترع مهند بن نايف بختاور 22 عاماً بمدى معاناة المرضى الذين لا يبرحون فراشهم، وما يعانونه من"تقرحات الفراش"جرّاء النوم الطويل على السرير، وعدم مقدرة الممرضين في المستشفيات، كمركز العناية التأهيلية في المدينةالمنورة، على تقليب جميع المرضى لكثرة عددهم، ركز مجهوده على اختراع"السرير الواقي من تقرحات الفراش"، ويعطي هذا السرير المبرمج تنبيهاً كل ساعة لتقليب المريض فوقه، تجنباً لإصابته بالتقرحات. يقول بختاور عن اختراعه لپ"الحياة":"يعمل هذا السرير بالتحكم من طريق الذكاء الصناعي، عبر شاشة حاسوب تعمل باللمس لإدخال الأوامر التي ينفذها السرير، المكون من شاشة حاسوب مصغرة، وأذرع هيدروليكية، وخلايا إلكترونية، بحيث يحدد المسؤول عن المريض وقتاً محدداً لتقليب الفراش، وعلى إثره يحدث تقليب المريض ذاتياً، كما يقوم السرير بعمل مساج للمريض". ونفذ بختاور اختراعه على نموذج مصغر لهذا السرير في معرض ابتكار 2008، والذي أقيم أخيراً في الرياض، بمشاركة 63 مخترعاً ومخترعة من مختلف المناطق والجامعات السعودية، وحصل على وسام المعرض نتيجة اختراعه، وهو يدرس الآن عدداً من العروض لتنفيذ الاختراع على أرض الواقع. لم يكن هذا الاختراع الأول لبختاور، إذ اخترع قبله"منبهاً للصم"يعمل من طريق الذبذبة والاهتزازات لتنبيه الأصم وإيقاظه، كما اخترع"كرسياً للمعوقين"يستطيع المعوق من خلاله صعود الدرج عبر سيور كهربائية، كما اخترع"جهاز تدفئة"باستخدام حرارة الأرض، ولم يُنفذ أي من تلك الاختراعات، إلا اختراعه الحاصل على جائزة أفضل عرض للمخترعين الشبان في العالم، وهو جهاز"تحلية المياه"الذي يعمل بالطاقة الطبيعية وهو الوحيد الذي نُفذ، ولكنه بطريقة غير قانونية أو شرعية ومن قبل جهة حكومية. وتمنى بختاورپأن تكون"مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع"مؤسسة توعية وتثقيف بصورة أكبر، لتبرز أهمية الاختراعات والمخترعين، وقال:"أطالب أن يعقد اتفاق بين المؤسسة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لحماية حقوق المخترعين الفكرية، وحماية اختراعاتهم من السرقة، كما أطالب بتوقيع اتفاق عالمي، ضمن منظمة التجارة العالمية، يعترف بالاختراعات السعودية، لأنه يعترف بها محلياً فقط وغير معترف بها خارجياً". وأضاف"كمخترعين، نتمنى من إدارة التربية والتعليم الاهتمام أكثر بالموهوبين، وتثقيفهم عبر مراكز الموهوبين، لأنني أجدها لا تقدم الدور المطلوب منها، فلم تقدم أي دعم للموهوبين"، مشيراً إلى أن أمله خاب بعد زيارته مركز موهوبي المدينة، والذي بقي يجهل مكانه لفترة طويلة، لأنه مخصص لفئة عمرية محددة. واقترح المخترع الشاب إدراج مادة دراسية ضمن منهج التربية الوطنية المدرسي خاصة بالموهوبين، إضافة إلى دعم البحث العلمي في الجامعات السعودية، لاسيما وأنه يقتصر حالياً على أعضاء هيئة التدريس فقط من دون الطلاب، على رغم أنهم كمخترعين يحتاجون مثل هذا الدعم. ويعمل بختاور حالياً مع خمسة من الشباب المخترعين، وست من الفتيات المخترعات في مركز"نادي المخترعين"، الذي تأسس على مستوى المدينةالمنورة، ويقع مقره في الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية بالمدينة، ومهمته إقامة دورات تثقيفية، وإقامة معارض تخص المبتكرين، إلا أنه يحتاج إلى موازنة لتنفيذ الاختراعات. ولأن بختاور لا يزال طالباً في كلية العلوم المالية والإدارية في جامعة طيبة بالمدينةالمنورة، يؤكد تعرض طلبة الاختصاصات البعيدة من اختصاصات الفيزياء والهندسة والرياضيات للإهمال، ويقول"أستغرب حصر الاهتمام بطلاب اختصاصات محددة دون غيرها، مع أنني لا أرى أن الاختراع والابتكار محصور في فئة معينة، وعلى طلاب بعينهم". وعن أبرز العقبات والتحديات التي واجهته، يقول:"وجدت صعوبات في تنفيذ اختراعاتي، لأن رجال الأعمال لا يثقون في عقل الشاب السعودي واختراعاته، فهم لا يتبنون مخترعاتنا، فضلاً عن أننا لا نحصل على براءة الاختراع إلا بعد مرور 12 عاماً تقريباً، على رغم أن أقصى حد للحصول على براءة الاختراع في أميركا هو عامان فقط، وفي بعض الدول الأخرى يحصل المخترع على براءته خلال 48 ساعة فقط من تقديم طلبه، لذلك أخذت الاختراع كهواية لي، حتى لا أصاب بالإحباط الذي أصاب من سبقوني".