ناشد المخترع السعودي فارس الخليفي 15 عاماً مسؤولي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية العمل على تعجيل منح براءات الاختراع، أسوة ببعض دول الخليج. وكان الخليفي اخترع قبل نحو خمس سنوات هاتفاً لذوي الاحتياجات الخاصة، ولم يحصل من المدينة على براءة ذلك الاختراع حتى الآن. وقال الخليفي في حديث ل"الحياة":"للأسف، الحصول براءة الاختراع في السعودية وفي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تحديداً، يتأخر كثيراً، ما يصيب بعض المخترعين - خصوصاً المبتدئين - بالإحباط". وطالب وزارة التربية والتعليم بتشديد الرقابة على ممارسات بعض المعلمين مع الطلاب،"وزارة التربية والتعليم مطالبة بمراقبة صارمة لهذه التصرفات، خصوصاً أنها تحبط الطالب، وتجعله يبتعد عن دراسته ومن ثم دفن موهبته". والخليفي الطالب في الصف الثالث المتوسط، توصل إلى اختراع هاتف لذوي الاحتياجات الخاصة وهو في العاشرة من عمره، فاستحق لقب"أصغر مخترع سعودي"، وتكريم كل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز. كان ل"الحياة"حوار معه، في ما يأتي نصه: ما دور والديك في اكتشاف موهبتك وتطويرها؟ - كان للأهل دور كبير في تطوير قدراتي، وذلك من خلال إجابتهم على أسئلتي كافة، إلى أن تطورتُ وتفوقتُ في دراستي، وشعرت أن لدي قدرة عقلية كبيرة، أستطيع أن أخدم نفسي ووطني بها. كيف ترى دور المدرسة في اكتشاف مواهب الطلاب؟ - تعامل بعض المعلمين مع الطلاب بالضرب والشتم أحياناً، على رغم القرارات الواضحة في هذا الشأن، يجعل وزارة التربية والتعليم مطالبةً بمراقبة صارمة لهذه التصرفات، خصوصاً أنها تحبط الطالب، وتجعله يبتعد عن دراسته، ومن ثم دفن موهبته، لذلك المعلم مطالب بتشجيع طلابه وتبني مواهبهم وليس إحباطهم وتحقيرهم، ونحن في عصر الشهادات، ومن لا ينجح في دراسته لن ينجح في صقل موهبته. هل واجهت صعوبات أو معوقات في الحصول على براءة الاختراع؟ - للأسف، براءة الاختراع في السعودية وفي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تحديداً تتأخر كثيراً، ما يصيب بعض المخترعين، خصوصاً المبتدئين الذين لا يتحلون بالصبر وقوة العزيمة بالإحباط، ما يدفع بعضهم إلى اليأس والبحث عن مجال آخر ربما لا يبدعون فيه. وما هذه الصعوبات؟ - في اللقاء الثالث للمخترعين السعوديين، عايشت الصعوبات التي تواجه المخترعين للحصول على براءة الاختراع، وعرفت أنها تتأخر لأعوام، ومن هنا صممت على أن أواصل مسيرتي من دون أن التفت إلى إحباط هذا التأخير، ولم أكن أعلم مدة تأخير حصولي على براءة اختراعي هاتف خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، وعندما ذهبت إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، قالوا لي إنها تتأخر لسنوات عدة، وانقضى نحو خمسة أعوام من دون الحصول عليها، على رغم أن دول الخليج الأقرب لنا حيث يحصل المخترعون فيها على براءة الاختراع خلال ثلاثة أعوام. وماذا تقول للمسؤولين عن منح براءات الاختراع؟ - أناشدهم بتعجيل براءة الاختراع للمخترعين في فترة زمنية قصيرة، لأن ذلك يدفع المخترعين إلى مزيد من الإبداع، وأتمنى من مسؤولي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، الاهتمام أكثر بتوعية المخترعين الصغار الذين لا يعرفون عن لقاء المخترعين السعوديين شيئاً. هل يتحمل الإعلام مسؤولية في التقصير تجاه المخترعين من وجهة نظرك؟ - يفترض من الإعلام أن يبرز المواهب المختلفة في المجالات كافة، والتعاون مع الجهات المعنية بالموهوبين، وشخصياً الإعلام ساعدني إلى جانب أسرتي في الاستمرار. هل ما يقدم إلى الأطفال من برامج في الفضائيات كفيل بتنمية مواهبهم؟ - برامج الأطفال الهادفة غابت عن قنواتنا السعودية، ولم تبق إلا أفلام الكرتون المدبلجة التي لا أحبذها لاختلاف مضمونها عن عقيدتنا الإسلامية وتقاليد مجتمعنا المحافظ. دخلت الآن بوابة مرحلة المراهقة، ببلوغك سن 15 عاماً، كيف ترى هذه المرحلة؟ - غالبية الناس تنظر إلى مرحلة المراهقة على أنها مرحلة طيش، ولكنني أراها من أهم مراحل حياة الإنسان إذا استطاع أن يعيشها بطريقة سليمة. كم عدد اختراعاتك حتى الآن، وما آخرها؟ - ستة اختراعات، وآخرها جهاز طامس يمسح الأوراق المستعملة ويعالج الأخطاء بطرق فيزيائية. لك مؤلفات عدة كونك محباً للكتابة والتأليف، هل من جديد منتظر؟ - نعم، العدد الثالث من مجلة"فارس"، وكتاب"أمي نور حياتي"، وكل مؤلفاتي أنشرها على حسابي الخاص. ما رسالتك لأولياء الأمور في ما يخص رعاية مواهب أبنائهم؟ -عليهم بتشجيعهم دائماً على الحوار والحديث بما يجول في خواطرهم وملاحظة الأشياء المميزة في شخصياتهم وطريقة تفكيرهم، والأم تحديداً تتحمل ما نسبته 90 في المئة من ذلك. كيف تنظر إلى نفسك الآن؟ - شخص عادي حاول أن يطور نفسه، ويستثمر موهبته بتعلم كل ما يقدر عليه، وما زال يمشي في الطريق ذاته. ختاماً، شكرك لمن تقدمه؟ - لوالدي، وكل من كرمني ودعمني من القادة، وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله.