استحدثت دول الخليج جائزة مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون لدعم الابتكار والاختراع، وتقدم الجائزة للمخترعين من مواطني دول مجلس التعاون المشاركين في معارض الاختراعات، وجار العمل بشأن استحداث "جائزة مجلس التعاون للاختراع المتميز"، لتنضم إلى الجوائز الأخرى التي يتم منحها على مستوى دول المجلس. وانطلقت البارحة الحملة الخليجية الثانية لصناعة رواد الاختراع "مخترعو الخليج 2014" -التي تهدف إلى نشر وتعزيز ثقافة الاختراع وريادة الأعمال، وصولا مع نهاية الحملة- إلى إيداع أكبر عدد من طلبات براءات الاختراع بواسطة المؤسسات والأفراد في دول المجلس. ويشارك في الحملة -التي ينظمها اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي- العديد من الجهات الخليجية والمنظمات الدولية ذات الاختصاص، وهي حملة جوالة على دول المجلس من أجل توعية وتدريب شباب وفتيات الخليج على حماية أفكارهم التقنية الواعدة، وللوصول أيضاً إلى أكبر عدد ممكن من طلبات براءات الاختراع الخليجية القابلة للاستثمار. وقال شايع الشايع مدير عام مكتب براءات الاختراع بمجلس التعاون لدول الخليج العربية: إنه يتوقع من الحملة أن تسهم في تعزيز قدرات وتطوير مهارات المواهب الشابة في مجال الاختراع والابتكار وتنمية ريادة الأعمال، وتطوير فرص الاستثمار في مجال التقنية وصولا إلى اقتصاد ومجتمع معرفي. وأَضاف: "قبل حوالي عامين من الآن احتفلنا من هذا المكان، من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، بانطلاق الحملة الخليجية الأولى (مخترعو الخليج 2012) وتفاعلنا معها جميعا خلال انطلاقتها، حيث تم الإعلان عن الفائز بلقب "مخترع الخليج"، وتم تقديم جوائز التكريم للمخترعين المتنافسين". "الأمانة العامة ممثلة في مكتب براءات الاختراع تقوم بالمشاركة في معارض الاختراعات المحلية والدولية مع إشراك مخترعين من مواطني دول المجلس ضمن جناحها، بهدف التعريف بقدرات وإمكانات مخترعي دول المجلس وتشجيعهم وصقل خبرتهم وتعزيز استفادتهم من هذه التجمعات العالمية". وأشار الشايع إلى أن الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تسعى إلى أن تتمكن دول المجلس من تحقيق ما تطمح إليه بشأن الاهتمام بالموهبة والابتكار والاختراع والاهتمام بالشباب. وأردف بقوله: "بهدف الإسهام في تحقيق ما نصت عليه الاتفاقية الاقتصادية بين دول المجلس من أن تقوم الدول الأعضاء بوضع برامج لتشجيع الموهوبين ودعم الابتكار والاختراع. لافتاً إلى أن الأمانة العامة ممثلة في مكتب براءات الاختراع تقوم بالمشاركة في معارض الاختراعات المحلية والدولية مع إشراك مخترعين من مواطني دول المجلس ضمن جناحها، بهدف التعريف بقدرات وإمكانات مخترعي دول المجلس وتشجيعهم وصقل خبرتهم وتعزيز استفادتهم من هذه التجمعات العالمية. وأوضح أن دول مجلس التعاون والأمانة العامة للمجلس، تدرك أهمية الشباب ودورهم الإيجابي في تقدمها. كما تدرك أيضاً أهمية تضافر جهود العمل المشترك للوصول إلى برامج عمل والقيام بجهد متواصل ودؤوب في هذا الشأن، وأنه تنفيذا لقرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون حول الاهتمام بالشباب وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم، فقد نظمت الأمانة العامة لمجلس التعاون في شهر نوفمبر الماضي بالرياض "المؤتمر الأول للشباب الخليجي". وذكر أن المؤتمر صدر عنه العديد من التوصيات التي قامت الأمانة العامة بعرضها على اجتماع قادة دول المجلس في ديسمبر الماضي في دولة الكويت، وأبدوا اهتمامهم فيها وكلفوا اللجان الوزارية المختصة بوضع الآليات التنفيذية لما يمكن تطبيقه في إطار مجلس التعاون. كما كَلَّفوا الأمانة العامة لمجلس التعاون بتنظيم مؤتمرات وورش عمل دورية تتناول اهتمام الشباب وتطلعاتهم، وكذلك دراسة إنشاء صندوق لدعم ريادة الأعمال لمشروعات الشباب الصغيرة والمتوسطة. من جهته، ذكر المهندس سامي السديس المشرف على مكتب البراءات السعودي في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أن نسبة طلبات براءات الاختراع الوطنية في المكتب السعودي لبراءات الاختراع بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في تزايد، حيث استقبل المكتب مع نهاية العام الماضي 928 طلب براءة اختراع كان نصيب السعوديين منها 454 طلباً أي بنسبة 49% من الطلبات لمواطنين سعوديين. وأشار المهندس السديس إلى أن هذا مؤشر يدعونا للتفاؤل من خلال ارتفاع مستوى الوعي في مجال حماية حقوق الملكية الفكرية والمعرفة بأهمية تسجيل طلب براءة الاختراع لضمان الحق الاستئثاري الناتج من براءة الاختراع. وبين أن المكتب قام بتدشين موقع (فكرتك) للتعريف بالملكية الفكرية والجهات المعنية بحفظ حقوقها وتوفير المعلومات المتخصصة للمهتمين، وإطلاق خدمة المحادثة الفورية على بوابة الخدمات الإلكترونية للمكتب، لتسهيل التواصل مع المخترعين والعاملين في مجال الملكية الفكرية، بالإضافة إلى تدشين فيلم توعوي عن الاختراع وحمايته بعنوان "قابلوا الاستاذ رائد". وأضاف: "حرصت المدينة على إعفاء المخترعين من رسوم البحث المبدئي للتأكد من جدة الأفكار، وحرصت أيضاً على توفير كافة المعلومات المتاحة لديها للمخترعين وأصحاب الأفكار الخلاقة. كما سعت المدينة لتوفير الدعم للمخترعين والمحتضنين لديها في برنامج بادر, إضافة إلى توفير المكاتب والمستشارين والتجهيزات اللازمة لقيام شركات ناشئة, وربط المخترعين والمحتضنين بالمستثمرين من خلال شبكة المستثمرين الأفراد "سرب". من جانب آخر، بين نواف الصحاف المدير التنفيذي لبرنامج بادر لحاضنات التقنية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أن الحملة أثبتت قدرة الشباب الخليجي على الاختراع، وحماسه الزائد، وتجاوبه الفعّال نحو الابتكار وريادة الأعمال التقنية، حيث شهدت هذه الحملة العام الماضي إقبالاً كبيراً، وسجلت حضوراً فاعلاً، في الجامعات والمراكز المهتمة بريادة الأعمال في المملكة ودول الخليج. وأضاف: "لذلك كلنا ثقة ويحدونا الأمل لمواصلة مسيرة النجاح لا سيما في ظل الدعم السخي الذي تحظى به هذه الحملة من جميع الجهات المشاركة لدعم الاختراع وتطوير ريادة الأعمال التقنية، وتعزيز جهود التنمية المستدامة في دول الخليج".