أثار عرض المسلسل التاريخي "ممالك النار" حالة من الجدل، بعدما أعاد العمل الدرامي إلى الواجهة الجرائم التي ارتكبها العثمانيون ضد المماليك، حيث يوثق المسلسل الحقبة الأخيرة من دولة المماليك وسقوطها على يد العثمانيين في بدايات القرن السادس عشر، كما أنه يكشف العديد من الحقائق حول هذه الحقبة الزمنية. مسلسل "ممالك النار" -صاحب الإنتاج الأضخم من نوعه في المنطقة العربية- من بطولة خالد النبوي، محمود نصر، كندة حنا، رشيد عساف، محمد حاتم، منى واصف، وعدد كبير من نجوم مصر وسورية، وهو من إخراج البريطاني "بيتر ويبر". النجم محمد حاتم كان ضيف "الرياض"، حيث تحدث عن تفاصيل عدة، فإلى الحوار: * دور جمال الكاتب صديق طومان باى الذي تقوم به هي شخصية خيالية ليست مثبتة في التاريخ.. ولكن من وجهة نظرك ما الذي تضيفه الشخصية للمسلسل؟ * جمال الكاتب هو وجه الشعب المصري، الكاتب محمد سليمان عبدالملك كتبه في القصة أولاً ليظهر وجه الشعب المصري بشكل ما كما يظهر وجهاً من وجوه طومان باي الذي ليس له علاقة بالمعارك وله علاقة بالبني آدم الطبيعي الذي عاش في هذا الوقت في مصر وكان شخصاً مملوكياً موظفاً في الدولة، وذلك مهم لأنه عندما دخل العثمانيون مصر حدث شيء مهم في التاريخ وهو مقاومة الشعب المصري ضد جيوش سليم الأول مقاومة الشوارع، وهنا سيكون وجه الشارع كبيراً جداً ومؤثراً وأعتقد أن ذلك مهم لوجود خط مثل جمال الكاتب لأنه سيكون أساس هذه المقاومة، حتى لو لم يكن موجوداً في التاريخ بشكل حقيقي، ولكن أعتقد أنه كان هناك جمال الكاتب في الحقيقة، وهناك الكثيرون مثل جمال الكاتب وهو يمثلهم في هذه الشخصية. *ما أصعب مشهد قابلك خلال تصوير دورك في المسلسل؟ * بالنسبة لي أي مشهد قمت به في مسلسل ممالك النار كان مشهداً مهماً، لكن من المشاهد الصعبة مشهد إعدام طومان باي لأنه مشهد كان به مجاميع كثيرة جداً وهناك حركة ممثلين كبيرة والمشهد صعب ومليء بالمشاعر، ولكن ما سهَّل الموضوع احترافية فريق العمل والتنظيم، ولكن بسبب وجود الأعداد الكبيرة استغرق تصوير المشهد وقتاً أطول، ويجب أن تظل محتفظاً بنفس المشاعر والإحساس فترة أطول، ولذلك كان مشهداً صعباً. *لم تستعن بدوبلير لتنفيذ مشهد تعذيب جمال الكاتب أثناء قيامه بمهمة سرية في حلب وكان الضرب حقيقياً، حدثنا عن كواليس هذا المشهد؟ * كان بالمسلسل فريق عمل من المحترفين والمخرج بيتر ويبر أخرج المشهد بشكل جيد جداً، فكان الضرب حقيقياً ولكن الفريق المختص وضع حواجز حتى لا أتعرض للأذى ولم استخدم دوبلير لأنه من المشاهد المهمة لجمال الكاتب. *وصلت تكلفة إنتاج "ممالك النار" إلى "40" مليون دولار.. هل تعتقد أن الشاشة العربية تعاني فقر إنتاج الأعمال التاريخية بسبب الميزانية الضخمة التي تحتاجها مثل هذه الأعمال؟ * سبب مهم من الأسباب لأن الأعمال التاريخية غالباً تتطلب ميزانية ضخمة، فذلك غير سهل لأي منتج، والسبب الثاني هو الوقت فنحن صورنا مسلسل "ممالك النار" في "6" أشهر وهو "14" حلقة فقط، وعادة يتم تصوير المسلسلات في ثلاثين حلقة في شهرين ونصف تقريباً، وكل هذه عوامل تجعل العمل التاريخي غير سهل لتنفيذه في الشاشات العربية ومصر خاصة. *آثار المسلسل التاريخي "ممالك النار" حالة واسعة من الجدل منذ بداية عرضه وردود فعل من الجانب التركي.. في رأيك ما الذي يقلقهم؟ -أي عمل درامي أو فني أحدث جدالاً وحواراً وخلافاً في الرأي فذلك نجاح في حد ذاته، وهذا ما حدث في "ممالك النار" وذلك طبيعي لأنه لا يمكن أن تجد شيئاً تاريخياً سليماً "100 %"، فالكاتب محمد سليمان عبد الملك في كل حلقة كان يكتب في نهايتها المراجع الذي اعتمد عليها، وذلك شيء مهم ولكن هناك فرقاً بين المؤرخ والسيناريست؛ المؤرخ يكون مهتماً بأدق تفاصيل الفترة الزمنية وينقلها كما هي لكن السيناريست يقوم بعمل فني فيجب أن يضيف خطوطاً درامية تضيف متعة للمشاهد من علاقات وصداقات ومشاعر حتى يجذب المشاهد، وأعتقد أن المسلسل دفع الناس لمعرفة حقائق الأحداث والعودة لقراءة التاريخ والبحث للتأكد ومعرفة المعلومات.