أكد عدد من العاملين في القطاع السياحي بأن الفعاليات السياحية المتنوعة إضافة إلى الحراك الثقافي والتراثي والفني الذي تعيشه عدة مناطق من مناطق المملكة خلال فترة إجازة منتصف العام المتنظرة بعد عدة أيام أسهم بشكل كبير في زيادة معدلات الحجوزات السياحية لمدن في المملكة كالرياضوجدة ومناطق كالعلا شمال المملكة، ولكنه لم يحد بشكل كبير من حركة الحجوزات إلى خارج المملكة ولازالت وكالات السفر والسياحة تتلقى طلبات الحجز إلى عدد من الدول التي يقصدها السعوديون كالإمارات العربية المتحدة وأذربيجان ومصر ثم ماليزيا وإندونيسيا. وأكد الوكيل السياحي خالد باوزير ل"الرياض" تفضيل شريحة كبيرة من عملاء وكالات السفر والسياحة قضاء إجازة منتصف هذا العام داخل المملكة نتيجة للحراك السياحي والفني والثقافي الضخم الذي تشهده عدة مناطق بالمملكة مثل موسم الرياض وفعاليات الشتاء بالعلا إضافة إلى الأجواء المعتدلة بمدينة جدة وتوفر المقاهي وأماكن الترفيه المناسبة التي جعلتها الخيار الأول لراغبي السياحة الداخلية، وأيضاً المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة اللتين تستقطبان خلال عموم الإجازات الكثير من القادمين سواء من داخل المملكة أو من الخارج. وقال خالد باوزير، رغماً عن الحركة النشطة التي تشهدها حركة الحجوزات الداخلية إلا أن حركة السياحة الخارجية ماتزال نشطة وهناك حجوزات كثيرة خلال الأسابيع القادمة من قبل السياح الراغبين في قضاء الإجازة خارج المملكة وكالعادة تتصدر دبي في الإماراتالمتحدة الوجهات المقصودة ثم تليها دول كأذربيجان ومصر ثم إندونيسيا وماليزيا. بدوره بين عضو هيئة التدريس بقسم السياحة والفندقة بجامعة أم القرى الدكتور سلطان عبد الله الرويثي، إن استمرار حركة الحجوزات المرتفعة لخارج المملكة خلال فترات الإجازة رغماً عن توفر خيارات رائعة محلياً، هو أمر طبيعي يعبر عن سلوك السائح فمادامت خيارات الجذب متقاربة ومتوفرة في أكثر من مكان فلا غرابة في تفضيله لمكان عن آخر سواء داخل المملكة أو خارجة خصوصاً وأن تلك التفضيلات تكون لعوامل كثيرة منها العوامل الأسرية والرغبات الخاصة للسائح كالتسوق أو البحث عن علاج وخلافه. وقال الدكتور سلطان، لا أعتقد بأننا سنرى تغيراً جذرياً في سلوك السائح المحلي على المدى القريب، وخير مثال على ذلك بأننا نرى سياحاً من دول ذات تنوع سياحي ولديها مقومات جذب عالية يأتون للسياحة المحلية. ويشير تقرير صادر في وقت سابق عن مركز ماس للدراسات والأبحاث السياحية التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى تراجع الإنفاق على السياحة الخارجية في عام 2018 بنحو 2 %، ليسجل أدنى مستوى منذ 2013، مقابل ارتفاع قيمة الإنفاق على السياحة المحلية بنسبة 4.1 %، وتضمن التقرير استحواذ العطلات والتسوق النسبة الأكبر من إجمالي الإنفاق على السياحة المحلية بنسبة 40.3 % بنحو 19.4 مليار ريال في العام الماضي 2018، في حين شكلت سياحة الأعمال والمؤتمرات نحو 4.7 % من إجمالي الإنفاق على السياحة المحلية بنحو 2.2 مليار ريال، وقدر التقرير حجم الإنفاق على التنزه والتسوق خلال العطلات في الداخل بنحو 40 مليار ريال ونسبتها تجاوزت 52 %.