تدخل أسواق النافثا الآسيوية العام 2020 بآمال قوية للحصول على الدعم من الطلب المتزايد على البتروكيميائيات في ذات العام، في حين أن قلة الوفورات المحتملة من الشرق الأوسط قد تلهب المخاوف بشأن العرض. وتقلبت أسعار النافثا في آسيا على مدار الربع الرابع الحالي 2019، إلى جانب تقلب العقود الآجلة للنفط الخام والتي يرتبط بها المنتج عن كثب حيث تشتق النافثا مباشرة من النفط الخام في مصافي التكرير والتي بدورها تمثل خاماً لإنتاج سلسلة مواد خام كيميائية عطرية مشتقة من النافثا. وشهدت أسعار النافثا الفورية ارتفاعاً في الأسواق اليابانية من 490 دولارًا للطن في أوائل أكتوبر إلى 602 دولارًا للطن في نهاية نوفمبر، وفقًا لبيانات خدمة المعلومات الكيميائية المستقلة "أي سي أي اس". وارتفعت هوامش النافثا إلى أكثر من 100 دولار للطن في نوفمبر لتصل إلى 123.58 دولار للطن في نهاية نوفمبر الماضي، مقارنة بنفس الشهر 2018 والتي كانت عند 32.18 دولارًا للطن. وقال أجاي بارمار، كبير محللين "أي سي أي" كان سوق النافثا ضعيفًا بشكل خاص في 2019، مع ضيق الهوامش لمعظم العام بسبب ضعف الطلب خاصة في آسيا. وشددت السوق بعض الشيء في شهر أكتوبر ومن المتوقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع لبقية العام تمشياً مع اتجاهات النفط الخام. ومع ذلك، من المتوقع أن تزيد مصافي التكرير من معدلات تشغيلها في 2020 للاستفادة من وحدات التكسير الأوسع نطاقًا في قطاع الغاز، مع ضيق هوامش النافثا السائدة على مدار العام. وعلى جبهة العرض، فإن توقعات السوق لتخفيف تدفقات البضائع إلى آسيا من الشرق الأوسط قد تبقي السوق مزدهرة وقدرت تدفقات نوفمبر إلى آسيا بحوالي 2.1 مليون طن، بانخفاض عن تقديرات الصناعة بالقرب من 2.6 مليون طن في أكتوبر. وأدت هجمات 14 ديسمبر الإرهابية على المنشآت النفطية في المملكة إلى رفع أسعار الشحن إلى آسيا، الأمر الذي أبقى هيكل السوق في أكبر تراجع له منذ عام 2013. واكتسب السوق قوة بعد التحركات في وقت سابق لسد أي نقص في المعروض من المنطقة. ومن المتوقع أن يوفر الطلب الثابت المتوقع في قطاع البتروكيميائيات الدعم في 2020 لاستيعاب وفورات النافثا. ووفقًا لبيانات العرض والطلب فإن زيادة قدرات الإيثيلين في النصف الثاني من 2020 ستشجع، إن لم يكن، زيادة الطلب على النافثا.. ومع ذلك، تم تقليص هوامش الأوليفينات بينما يصارع المنتجون لمواكبة ارتفاع تكاليف المواد الخام البتروكيميائية. وقال متداول في سنغافورة "أعتقد أن الكثير يعتمد على النفط الخام والبنزين... ترى المصافي ارتفاعات قوية عند شراء الخام، وعلى الأرجح ستكون النافثا قوية لبعض الوقت". علاوة على ذلك، فإن الضغط على الوقود الأنظف مع لوائح المنظمة الدولية للملاحة البحرية 2020 الجديدة لانبعاثات الكبريت التي سيتم طرحها في يناير قد يضغط بشكل كبير على إنتاج البنزين والنافثا المستخدم في مزج سلسلة المنتجات النفطية. ومن المتوقع أن يتم دعم الطلب على النافثا مع مجمع شركة أرامكو السعودية بتروناس الماليزي للتكرير والبتروكيميائيات "بريفكيم" في جوهور، إلى جانب مصفاة تكرير بطاقة 300 ألف برميل يوميًا في طريقها للعمليات التجارية المجدولة نهاية 2019. فيما تساهم التقلبات في أسواق النفط الخام في تخفيف حدة النافثا الاسيوية. ويبقى الترقب ما إذا كانت تحركات أوبك وحلفائها لخفض الإنتاج في أوائل عام 2020 ستهز الأسعار. وتصدر أرامكو السعودية ما يصل إلى ثمانية ملايين طن متري سنوياً فيما تتولى شركتها التابعة أرامكو للتجارة التسويق باعتبارها المزود الرائد للنافثا في السوق الآسيوية، وخاصة اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، والتي تشهد أعلى معدلات الطلب على النافثا حيث تلتزم أرامكو بإمدادات النافثا المستقرة المستدامة وأداء دور أقوى في سوق جنوب شرق آسيا الناشئة.