تخصيص 193 مليار ريال لقطاع التعليم في موازنة العام المقبل ما يعادل 18.92 % من إجمالي الإنفاق المتوقع على القطاعات يقودني إلى الحديث عن التحدي الأكبر في تحقيق رؤية ولاة الأمر في بناء جيل متمكن متعلم متسلح بالمهارات والقدرات وهو ما يتطلب جهازاً تعليمياً قوياً وتربوياً متمكناً، وهنا لا بد من الاهتمام بحجر الأساس والترس المحرك الذي يعمل بشكل مباشر مع الطلاب وهو؛ المعلم ومن خلفه قائمة تطول بدءًا من قائد المدرسة مروراً بالإشراف التربوي وانتهاءً بالإدارات التعليمية. التعليم لن يحقق النجاح بوزير يمتلك نظريات تربوية عالمية فقط ولن ينجح بوزارة يديرها الأكاديميون ولن ينجح بمديرين يقبعون خلف مكاتبهم ولا بإشراف تربوي همه التقييم، فالنجاح يحتاج إلى سلسلة مترابطة متفاهمة تمتلك فهماً مشتركاً وعملاً متكاملاً وروحاً وقادة وفريقاً متعاوناً لا تحد من قفزاته العمليات الإدارية. التعليم بحاجة إلى إداريين يعلمون أن مهمتهم تيسير العمل ويمتلكون خبرات إنسانية وعملية تسهم في إنجازه، ومديري تعليم همهم البناء بالدرجة الأولى ويستطيعون تجاوز المعوقات بمهارة، ومشرفين تربويين يحملون على عاتقهم التطوير وقائدي مدارس يدفعون الجميع للسير إلى الأمام، ومعلم يعرف المسؤولية الملقاة على عاتقه وأن الجميع وضع ثقته فيه، وأن الوطن الذي يهتف باسمه كل يوم ينتظر منه نتاجاً يسهم في تطوره. معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ -أعانه الله- يتسنم مهمة الوزارة الأهم في المملكة، الوزارة التي تُشكل المستقبل وترسم خطوطه، فنتاج عملها السواعد التي تنتظرها رؤية 2030 لتستكمل مسيرتها، والأجنحة التي ترتقبها السعودية لمواصلة طريقها نحو التحليق في سماء النماء والتطور والتفوق. موارد المستقبل البشرية بيد المعلمين والمعلمات وخلفهم ترسانة من العاملين في مختلف المستويات الإدارية، وهنا يجب أن يدرك الجميع أننا لا نبحث عن نتاج عادي وتقليدي بل نحن بحاجة إلى التميز والتميز فقط، وهذا يتطلب أن نحلق في عالم التعليم بأجنحة قوية.