يزداد حجم الزلزال الذي يهز النظام الديكتاتوري الحاكم في إيران وضوحًا يومًا بعد يوم. وحتى الآن قتل ما يقرب من 500 شخص من الثوار العراقيين على يد المتواطئين مع إيران في العراق خلال الانتفاضة العراقية التي استمرت ثلاثة أشهر، وخلال فترة أقصر من ذلك في إيران، أي خلال ما يقارب من 10 أيام، وصل عدد القتلى إلى 1500 شخص، كما أن عدد المصابين والمعتقلين خاصة في إيران يتعرضون للموت إلى حد ما عدة أضعاف. ومعظم الشهداء والمصابين والمعتقلين من جيل الشباب، ومن بينهم عدد كبير من النساء. ووصف نظام الملالي وحكومته العميلة الثوار في إيرانوالعراق بالأوغاد والمناهضين للثورة ومثيري الشغب والتواطؤ مع الأجانب وبشكل أكثر تحديدًا ب "المنافقين"، في إشارة مباشرة للعدو العنيد للنظام في إيران، أي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية؛ وهي القوة التي يدعي الملالي الحاكمون كذبًا على مدى سنوات عديدة بأنه لم يتبقَ منهم أحد وتم القضاء عليهم تمامًا! العوامل المشتركة للانتفاضات الأخيرة في العراقوإيران واضحة للجميع. ولكن على الجانب الآخر، نجد أن ثقافة القتل والسيناريوهات لها الكثير من العوامل المشتركة. علي خامنئي، ديكتاتور إيران، على عكس ما فعل في الانتفاضة الشعبية قبل عامين، تصدر المشهد هذه المرة مع بداية الانتفاضة متهورًا، وبعد حجب الإنترنت وعرض مجموعة من التهم ضد المنتفضين، وقتلهم بوحشية أثناء حجب الإنترنت، قام بمسرحية خادعة وأرسل شمخاني ليتصدر المشهد بالإنابة عنه ليقول: "إن أكثر من 85 % من ضحايا الأحداث الأخيرة في مدن طهران لم يشاركوا في التجمعات الاحتجاجية وأنهم قُتلوا بأسلحة غير مؤسسية، وبناءً عليه نؤكد أن الخصوم هم الذين قاموا بقتل المواطنين في هذه المنطقة". كما أنه في يوم الجمعة 6 ديسمبر قامت مجموعة من عناصر نظام الملالي بالهجوم على الثوار العراقيين في بغداد وقتلوا منهم عددًا كبيرًا. وأعلنت وسائل الإعلام أن المهاجمين أفراد مجهولون. ويقول عبدالرحمن كوركي المحلل الخبير في الشأن الإيراني: بالنسبة لأولئك الذين لا يعرفون إلا القليل عن طبيعة وممارسات نظام الملالي والحكومة العميلة له، لم يكن هناك شك في أن عناصر نظام الملالي هم من ارتكبوا المذابح في العراق. والآن بعد أن أعلنت المقاومة الإيرانية عن عدد القتلى في الانتفاضة الأخيرة للشعب الإيراني ونشرت أسماء أكثر من 500 فرد منهم، نجد الديكتاتورية الدموية الحاكمة لم تعلن عن أي إحصاء فحسب، بل تسعى إلى قلب الحقائق وتشويه المشهد وبالتالي تحتوي ثورة الشعب. لكنها ليست على علم بأن الشعب الإيراني يستعد لمرحلة جديدة من الانتفاضة بالتعاون مع المقاومة الإيرانية تحت قيادة معاقل الانتفاضة. وتشير كل الشواهد إلى أن الانتفاضة القادمة في إيران ستحدث في وقت ليس ببعيد وستكون مختلفة تمامًا عن الانتفاضات السابقة.