يبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تنشر المشاركات المجتمعية المحتوية على الدردشة والنكت والتسويق التجاري واليوميات المنزلية فحسب، إنما دخلت الاستشارات الطبية والوصفات العلاجية في قائمة تلك البرامج وعلى رأسها "السناب شات"، الذي أصبح من خلاله تخرج بعض السيدات من تدلي بدلوها في وصفة لعلاج احتكاك الركب، أو تساقط الشعر، أو ربما تشققات الجلد، في حين لا يملك هؤلاء الناس الشهادات العلمية في المجال الصحي سوى بعض الوصفات المنزلية التي تعلموها من الجدّة، أو بعض المعلومات التي تؤكّد على فاعلية بعض الأعشاب المنزلية، وعلى الرغم من أن مثل تلك الأعشاب الطبيعية هي امتداد لإرث قديم تعالج أجدادنا عليها قديماً، إلاّ أنه من غير المنطق أن يخرج مثل هؤلاء المطببين حتى يعلنوا عن علاج قطعي لأي عارض صحي، وكأنهم أطباء بذريعة السناب شات، في حين يصدق بعض المتابعين مثل هذه الوصفات العلاجية، وهناك من يتضرر منها، بل إن البعض يقع ضحية الخلطات العلاجية التي يجزم أصحابها بأنهم استفادوا منها وبأنها فعّالة في علاج نوع من الأمراض. وعلى الرغم من أن بعض الأفراد ممن يتحدث بنصيحة طبية يتناول الموضوع من منطلق الخبرة في علاجه من ذات المرض، إلاّ أن بعض الأخصائيين في المجال الاجتماعي وجدوا أن المجتمع ينقصه الكثير من التوعية فيما يتعلق بالإصغاء لمدعي التطبيب بالعلاجات الشعبية، أو حتى بعض "الكريمات" التي يصفونها والتي تباع في الصيدلية من دون الرجوع إلى طبيب مختص في مجال المرض، مطالبين مدعي التطبيب التوقف عن مثل هذه الممارسات، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها قد تسبب أمراض خطيرة على صحة الناس إذا لم تكن من وصفة طبية رسمية ومعتمدة من طبيب خبير في مجال المرض. تخطى الحدود وتأسّفت تغريد السماعيل -منظمة معارض- على أنه أصبح هناك تساهل كبير فيما يتعلق بالوصفات العلاجية التي انتشرت عبر قنوات التواصل الاجتماعي، ففي الماضي كان الناس يحصلون على وصفاتهم العلاجية التي لا ترتبط بالطبيب إمّا عن طريق الأم بوصف بعض علاجات المنزل البسيطة ك"المُرّة" أو الملح أو "الدارسين"، أو عن طريق الصيدلية التي يعود إليها من لا يرغب في الذهاب للطبيب، إلاّ أن الوضع تخطى حدود تلك الاستشارات، وأصبحت قنوات التواصل الاجتماعي تصف وصفات علاجية لأمراض لا يمكن أن يتم علاجها إلاّ بتشخيص طبي وعلى يد طبيب مختص، مشيرةً إلى "السنابات" التي بدأت تنتشر والتي تخرج فيها امرأة تصف علاج لاحتكاك الركب، وهناك من يصف خلطة لإنبات الشعر وعلاج الثعلبة، في حين يأخذ البعض في وصفاته السنابية أبعد من ذلك فيصفون علاج لتقلصات البطن وانسداد الشرايين وعلاج العقم، وغيرها من الأمراض التي لا يمكن أن يتم الاعتماد فيها على وصفات السناب شات أو الانستغرام، ناصحةً بأهمية تحلي المجتمع بالكثير من الوعي الذي يدفعه إلى فهم بعض الخطط التسويقية من خلال بعض الوصفات العلاجية التي تهدف إلى جني المال فقط. وصفات سحرية وأوضحت نريمان البومحيسن -تعمل في المجال التعليمي- أن هذه الوصفات العلاجية التي تنتشر عبر قنوات التواصل الاجتماعي لم يعد يصدقها فقط الناس غير المتعلمين، أو الذين لا يملكون مستوى تعليمياً معيناً، إنما المشكلة أنها وصفات أصبحت تتداول بين المتعلمين، ومنهم المعلمات اللاتي أصبحت مجالسهن تتحدث عن "المشهورة الفلانية" والوصفة السحرية لعلاج تصبغات البشرة، في حين يتداولون الفيديوهات التي تصف علاجات لأمراض آلام المفاصل والأقدام وغيرها من الأمراض، في حين يبدو عليهن الإيمان الكبير بمدى مصداقية مثل هذه الوصفات العلاجية، مشددةً على ضرورة أن يرتقي المجتمع بوعيه وأن يميز بين الوصفات المرخصة وغير المرخصة، كما يجب على أفراد المجتمع أن لا ينقادوا خلف تلك الوصفات العلاجية السنابية؛ لأنها قد تكلفهم صحتهم إذا ما استخدمت في غير موضعها، فيعود الفرد يبحث عن الطبيب المختص في الوقت الذي لم يعد يجدي الندم. تنبّه المجتمع وشدّدت ندى بسيوني عبدالحميد -مختصة اجتماعية- على ضرورة أن يتنبه أفراد المجتمع إلى خطورة استعمال الوصفات العلاجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تنتشر على لسان أشخاص ليسوا بمختصين، لما فيها من آثار خطيرة على صحة الإنسان، منبهةً من تطبيق العديد من الوصفات الشعبية التي يتحدث بعض المشاهير أو الأشخاص المجهولين عن فوائدها في علاج بعض الأمراض دون علم واختصاص، مبينةً أن هناك الكثير من الآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث لمثل هذه الوصفات العلاجية غير الطبية، والتي من شأنها أن تزيد من تفاقم الحالة المرضية، لاسيما أن مثل هؤلاء يؤكدون على الفوائد التي يمكن أن تحققها الوصفة العلاجية المقترحة كعلاج لاحتكاك الركب، أو آلام المفاصل، أو تنقية البشرة، أو خفض الوزن، أو إنبات الشعر وغيرها من الوصفات التي حتى إن كانت تحتوي مكوناتها على مواد طبيعية متداولة في المنزل إلاّ أنها قد تسبب آثار غير متوقعة، لافتةً إلى أن البعض -مع الأسف- أصبح ينشر مثل هذه الوصفات العلاجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي طلباً للشهرة، أو رمي حجر الشهرة في مجال يظن بأنه قد يجلب له متابعين كثراً، في وقت أصبحت الأمراض منتشرة بشكل كبير لعدة عوامل، مشددةً على ضرورة تتبع الجهات المعنية بالرقابة والمختصين في المجال الطبي لمثل هذه الفيديوهات وبيان خطورتها؛ لأن هناك من يسيء استخدامها، في حين لا يملك البعض الوعي الكافي بضرورة التثبت من صحة المعلومات والمكونات العلاجية التي ذكرت في تلك الوصفة. خلطات علاجية تدعي تطويل الشعر خلال أيام قليلة