تنتشر في شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديوهات لأشخاص يقدمون من خلالها وصفات يزعمون أنها طبية ولها فوائد عظيمة وشافية لكثير من الأمراض كما يزعمون أن النتائج الإيجابية والبراهين التي حصلوا عليها من هذه الوصفات كانت من واقع تجاربهم الشخصية ويقسمون بالله على ذلك، الأمر الذي جعل الكثيرين من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي يقتنعون بصحتها ويتداولونها بشكل واسع عبر مجموعات "الواتس آب". وكانت مثل هذه المقاطع في بداية الأمر قبل عدة سنوات تعتبر محدودة وربما تكون لأشخاص معروفين بالطب البديل ولكن في الفترة الأخيرة انتشرت انتشار النار في الهشيم، وأصبح الكل طبيباً شعبياً وخبيراً في مهنة الطب البديل يعطي الوصفات ويقدم النصائح دون مراعاة لخطورة هذه الوصفات على المرضى، وخصوصاً ممن يستخدمون أدوية الضغط والسكري وغيرهما من الأمراض المزمنة كونها تتعارض مع الأدوية الشعبية، وتسبب الفشل الكلوي عندما تستخدم معاً -حسب رأي الأطباء-، وفي حال ترك الأدوية واستخدام الأعشاب والخلطات الشعبية تكون الخطورة أشد على المرضى. الوعي الصحي في المجتمع ما زال في مستوى منخفض ربما يكون ذلك بسبب ضعف وسائل التوعية وبسبب الثقة المفرطة في من يقدمون هذه الوصفات والتماس الشفاء من أقصر الطرق، ولا شك أن وزارة الصحة هي المعنية في مجال التوعية وعليها مسؤولية كبيرة في هذا الجانب، ولذلك يجب عليها أن تنتهج أساليب فعالة في التوعية الصحية من خلال التقنيات الحديثة التي تواكب هذا الزمن والوقوف بشراسة في وجه أصحاب الخزعبلات والمتطفلين على الطب البديل.