صدر للزميل محمد الغامدي كتابه الأول، "الخروج من الخلوات إلى الجلوات.. الصوفية معركة الأفكار الغربية الجديدة" عن دار تكوين في جدة. رصد فيه الكاتب التوجه الغربي نحو استخدام الصوفية لتكون بديلة في المعركة الطائفية المقبلة، ودلل على ذلك بكثرة الزيارات للسفارات والقنصليات الغربية للزوايا والمجالس، وقدمها عبر تسلسل في كتابه. وأورد في رصده الكثير من المقولات التي قيلت من الجانبين الصوفي والغربي تجاه بعضهما البعض. وجاء الكتاب في خمسة فصول بدأت بمقدمة عن معركة الأفكار استعرض فيها الكاتب بعض التقارير وعلى رأسها تقرير معهد راند "بناء شبكات مسلمة معتدلة" عن العلاقات الطائفية في المنطقة العربية، الذي أورد فيه التقرير أن المعركة كانت مع الاتحاد السوفيتي هي دولة في مواجهة دولة بينما هنا الوضع مختلف، حيث إن هناك غموضًا في المواجهة ولهذا كأنه يدعو للفوضى في المنطقة، ويشير التقرير "إلى استخدام التيار التقليدي والصوفي في مواجهة الإسلام السلفي، ويؤكد أن من مصلحة الغرب إيجاد أرضية تفاهم مشتركة مع التيار الصوفي التقليدي من أجل التصدي للتيار الإسلامي" وبعد أن استعرض الكاتب سيناريوهات التقرير أوضح أنه على الدول العربية أن تعمل على نهج "ادفنها قبل أن أراها" والمتمثل في عدة نقاط منها: مراقبة الجهات الفاعلة والعمل على ألا تسير في خططها، وأن يتم إيقافها قبل أن تنفذ أي مشروع وعدم التهاون في التوجهات لدى أية فئة مهما كانت وكذلك تكريس مفهوم الوطنية، ودعم الوطنيين الصادقين الذين ينتهجون توجه دولتهم نحو الوطنية مع العمل على تكريس الخطاب الديني الوسطي الهادئ الذي لا يثير النعرات ولا يستدعي الطائفية وكذلك من النقاط المهمة قراءة توجه إيران بشكل جاد وماذا يمكنها أن تفعل لتذويب هذه العلاقة الشائكة مع قراءة بقية الطوائف في المنطقة والعمل على ألا تنجرف نحو الطائفية. واستعرض بعد ذلك الكاتب في الفصل الثاني الصوفية ونشأتها وفرقها وطرقها ووجودها العالم العربي، ثم استعرض في الفصل الرابع العلاقة بين المستعمر والصوفية بدءًا من سنة 257ه مرورًا بالغزو التتري والحروب الصليبية، وصمتهم حيال هذه الحروب، مع رصد لكلمات ومؤتمرات غربية جميعها تتجه نحو الصوفية، أما في الفصل الخامس والذي يحمل عنوان الكتاب "الخروج من الخلوات إلى الجلوات" استعرض فيه الكاتب الاهتمام الغربي بالتصوف، وإنشاء الاتحاد العالمي للتصوف في العام 2013م، والذي يسعى إلى إعادة إظهار دور التصوف في المنطقة العربية، وتوظيفه دبلوماسيًا وأمنيًا، مع العمل على تفعيل الطرق الصوفية في العالم العربي وفي الغرب. محمد الغامدي