عرفت منظمةُ الصحة العالمية الصحةَ النفسيةَ بأنها حالة من الراحة الجسمية والنفسية والاجتماعية، وليست مجرد عدم وجود المرض، وتكمن أهمية الصحة النفسية في فهم الذات، التي تعني القدرة على فهم الذات وحاجاتها وأهدافها، ووحدة الشخصية التي هي الأداء الوظيفي الكامل المتناسق للشخصية من جميع النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية، والشعور بالسعادة مع النفس ومع والآخرين، والقدرة على مواجهة مطالب الحياة، وتعني النظرة السليمة والموضوعية للحياة ومطالبها. ومن مظاهر عدم التمتع بالصحة النفسية الجيدة: كثرة التشكي من الظروف، وعدم النضج الانفعالي، وسرعة الغضب والانزعاج، وعدم الاستقرار الوظيفي، والفشل الدراسي، وسرعة الفشل، ضعف المشاركة الاجتماعية في النشاطات والفعاليات الجماعية، وعدم الاستمتاع بها، وكثرة التعلق لصراعات والقلق واضطرابات النوم. وللتمتع بالصحة النفسية الجيدة يجب تحقيق الذات، ويعني استخدام الفرد لقدراته وإمكانياته وتوجيهها نحو المستقبل، وتكامل الشخصية ويعني القدرة على الاتساق بين جوانب الشخصية والمقدرة على مقاومة الشدائد وتحمل الإحباط، والتوجيه الذاتي ويعني تحديد الفرد لقدراته وإمكانياته وتوجيهها نحو المستقبل، والسيطرة على البيئة وجعلها صحية، وذلك من خلال الكفاءة في العمل، والعلاقات الاجتماعية السليمة، وتأمين الاحترام والتقدير، والشعور بالكفاءة والثقة بالنفس وتعني إحساس الفرد بأن لديه من الإمكانيات ما يجعله قادرًا على العطاء والمواجهة، والبعد الإنساني والقيمي: ويقصد به تبني المرء لإطار قيمي يهتدي به، ويوجه سلوكه، ويراعي فيه مشاعر الآخرين، ويحترم مصالحهم وحقوقهم، وتقبل الذات وأوجه القصور العضوية: أي تقبل الفرد لذاته كما هي على حقيقتها، ورضاؤه عنها بما تشتمل عليه، والمقدرة على التفاعل الاجتماعي، وتعني القدرة على تكوين علاقات إنسانية مشبعة وإيجابية، والمقدرة على توظيف الطاقات والإمكانيات، وتعني الإقبال على الحياة بنشاط ومثابرة والتخطيط. *اختصاصي أول نفسي