للملوك بصمات لا يمكن للتاريخ أن يمحوها مهما تقادم به الزمن. هذه البصمات هي نقاط عبور ووقفات في تاريخ الإنسانية وعظام الملوك وحدهم الذين كانت لديهم الجرأة على الخروج عن نمط سابقيهم ورسم طريق أفضل لشعوبهم التي حكموها. إنجازات الملك سلمان في السنوات السابقة عظيمة في حجمها وعددها ولا يمكن أن يعطيها حقها بضعة أسطر في مقال ولأني مضطرة للإيجاز فسأحصرها فيما حققه هذا الملك العظيم للمرأة السعودية من عدالة واستقلالية لم يسبقه إليها أحد من القادة بما قام به من تعديلات على الأنظمة والقوانين ليحمي الأسرة ولينصف المرأة وليمكنها من أن تعطي وتنتج وتسهم في بناء وطنها بما أتاحه لها من فرص كانت مغيبة وغير مسموح بها ولا مقبول فيها في المجتمع. الملك سلمان رفع من قدر المرأة السعودية وأعطاها ثقة كبيرة كانت منزوعة منها، وحده الذي استطاع أن يكسر الحاجز الزجاجي في المجتمع الذي فرض على المرأة وحجّم من دورها في تنمية مجتمعها. جيلي ومن سبقنا من النساء نشأ على أحلام مبعثرة يلملم شتاتها في عقله فقط ولو ذكر شيئاً منها ذكره على استحياء ووجل! لم يكن المجتمع رحيماً بتلك الأحلام ولم يكن متقبلاً لها حتى إن البوح ببعضها كان يعد جريمة في ذلك الزمان. بل إن ذكاء المرأة وطموحها في وقت مضى كان عبئاً ثقيلاً على المرأة وعلى أهلها يثقل كاهلهم بما تواجهه المرأة من عقبات وقيود لم يتوقع أحد لها أن تزول أو حتى تتزحزح أمام جمود العقول التي كانت تصر على وجودها. في عهد الملك سلمان بقرار حازم وفي مدة وجيزة ودون تردد أزيلت تلك العقبات وحطمت القيود التي كان يقال عنها عصية أو مستحيلة بعد أن سمع ملكنا لصوت المرأة الخجول ونصره. فلا عجب أن تحتفل كل امرأة سعودية في قلبها قبل مجتمعها بذكرى بيعته الخامسة وتجدد الولاء لهذا الملك العادل القوي الذي كان أحن عليها من أهلها ومجتمعها فأخذ بيدها كأب ليضعها على بداية الطريق الذي افتتحه لها بما أوجده لها من خيارات حالية ومستقبلية بكل عزة واحترام وحمى حقوقها وحقوق الأسرة التي تحتضنها بقوانين وأنظمة عادلة لتساهم معه بحماس وأمل في تنمية وطنها. ولو أن لكل حكاية نهاية مهما طالت فصولها فحكاية نساء الوطن مع هذا الملك الشجاع لم تنته بعد لأنه أعطاهن الثقة للعبور للمستقبل وهن عاهدنه على الوفاء بالجد والتميز والولاء دون خوف أو وجل.