على نحو استثنائي استطاعت المملكة العربية السعودية أن تعقد ثلاث قمم خليجية وعربية وإسلامية لتبرهن على أنها بمثابة القلب النابض للعالم العربي والإسلامي وأكدت قمم مكة الثلاث المتمثلة في قمتين طارئة لمجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية دعى لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في 25 من شهر رمضان 1440 هجري في قصر الصفا بمكةالمكرمة، لبحث الأخطار التي تواجه الدول العربية وتهدد الأمن القومي العربي على خلفية هجوم خليج عمان الأوّل والهجمات التي قامت بها جماعة الحوثي المسلحة على منشآت نفطية في السعودية. متزامنة مع انعقاد القمة الإسلامية في دورتها العادية التي استضافتها المملكة، وبرهنت نجاح السياسة السعودية الحكيمة في قيادة الأمتين العربية والإسلامية حيث أكدت نتائج القمم الثلاث على تحقيق الأهداف التي سعت إليها المملكة لمواجهة العبث الإيراني وإيقاف تدخلاته في الشؤون الداخلية للبلدان العربية والإسلامية وأكدت خلالها الدول العربية تضامنها وتكاتفها أمام التدخلات الإيرانية، وشددت على تمسكها بقرارات القمة السابقة المتعلقة بالقضية الفلسطينية. وأدانت تدخلات إيران في شؤون البحرين، وتأثيرها على وحدة سورية، واحتلالها للجزر الإماراتية، ودعمها الجماعات الإرهابية، كما أدانت الهجوم الذي استهدف سفنًا تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهجوم الحوثيين على محطتي ضخ نفطيتين بالمملكة، وفي القمة الإسلامية والتي عقدت برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، تحت عنوان "يدا بيد نحو المستقبل"، أكدت القمة على مركزية قضية فلسطين وقضية القدس الشريف بالنسبة للأمة الإسلامية، ورفض وإدانة أي قرار غير قانوني وغير مسؤول يعترف بالقدس عاصمة مزعومة لإسرائيل أو أي مقترح للتسوية السلمية لا يتوافق ولا ينسجم مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأكدت القمة على قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون. وجدد خادم الحرمين الشريفين في القمة الإسلامية موقف المملكة الرافض لأي إجراء يمس الوضع التاريخي والقانوني للقدس". وطالب -رعاه الله- بتضافر الجهود لمواجهة الإرهاب ومموليه. مؤكدا -حفظه الله- على أن ما تعرضت له محطتا ضخ للنفطِ في المملكة من عملياتٍ إرهابية عبر طائراتٍ دون طيار من قبل ميليشيات إرهابية مدعومة من إيران، تمثل أعمالا إرهابية تخريبية لا تستهدفُ المملكةَ ومنطقة الخليجِ فقط، وإنما تستهدف أمن الملاحةِ وإمداداتِ الطاقة للعالم". وشدد الملك سلمان على أن "إعادةَ هيكلة منظمةِ التعاون الإسلامي وتطويرَها وإصلاحَ أجهزتها أصبحت ضرورة ملحة لمجابهة التحديات الإقليمية والدولية التي تمر بها الأمة الإسلامية.